بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

أساطير الحضارات القديمة حول إكسير الحياة

الأحد 28-05-2017 - نشر 8 سنة - 7004 قراءة

الخلود هوس يراود البشرية منذ قديم الأزل، حتى تكاد لا تخلو حضارة من حضارات العالم القديم، من أساطير تحكي عن وجود إكسير للحياة يمنح الشباب والقوة والخلود الأبدي، لذلك نستعرض في هذا التقرير أبرز هذه الأساطير، وما نسجته حول أسرار الحيوية الأبدية بين الواقع والخيال.

1- حجر الفلاسفة

pic

يعتبر حجر الفلاسفة رمز الكمال والتنوير والنعيم، فقد كانت صناعته الهدف الرئيسي لكل كيميائي في العصور الوسطى، إذ ينشأ الحجر عند تحويل بعض المعادن الأساسية مثل الرصاص، إلى معادن ثمينة كالذهب والفضة، لذلك ذكرت بعض الأساطير أن مجرد حيازة هذا الحجر تجلب لصاحبه حياة خالدة، بينما ذكرت أخرى أنه يُستخدم في صناعة إكسير الحياة.

نشأت أسطورة حجر الفيلسوف من النظرية اليونانية الكلاسيكية، التي وضعها "أفلاطون" عن العناصر الأربعة التي تُشكل الكون وهي: الأرض والهواء والنار والماء، فأصل تلك العناصر جميعاً يرجع إلى مادة واحدة تُسمى المادة الأولية، والتي تُعد مصدراً يستمد منها كل شيء، من هنا ظن الكيميائيون أن تلك المادة الأولية مفتاح تكوين حجر الفلاسفة، واعتقدوا أنه بالإمكان صناعة الحجر من خلال تحقيق التوازن الدقيق بين المكونات التي تمثل العناصر الأساسية الأربعة.

2- نبات الألوفيرا في مصر القديمة

aloe vera

عُرف في مصر القديمة باسم نبات الخلود، وشاع استخدامه في العديد من الحضارات، منها استخدامه على مدى آلاف السنوات في علاج العديد من الحالات الطبية، ولا يزال يُستخدم إلى اليوم؛ نظراً لفوائده الصحية المتعددة.

يرجع أول استخدام لنبات "الألوفيرا" في الحضارة المصرية القديمة منذ نحو 6 آلاف سنة ماضية؛ إذ كان معروفاً بكونه يحمل أسرار الجمال والصحة والخلود، فضلاً عن أنه ورد عن كل من الملكتين "كليوباترا" و"نفرتيتي"، استخدام عصير هذا النبات كجزء من روتينهن اليومي في العناية بجمالهن.

علاوةً على ذلك، استخدم المصريون القدماء "الألوفيرا" في تحنيط جثث موتاهم؛ بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، كما كان يُعطَى كهدية للفراعنة المتوفين في مراسم الجنازة الخاصة بهم؛ لاعتقادهم أن وقف عملية التحلل المادي سيمنح المتوفى الخلود في الحياة الآخرة.

3- التفاح الذهبي في النرويج القديمة

pic

ورد في الأساطير النرويجية القديمة ذكر ثمار تفاح ذهبية، تمنح الخلود وتُمكن الآلهة من الحفاظ على شبابها وحياتها الأبدية، إذ يرجع أصل هذه الأسطورة إلى إلهة الربيع "أيدون" التي كانت تحرس بساتين التفاح الذهبي، وفي إحدى المرات سُرقت الثمار بعد أن خدعها أحد الأعداء؛ فبدأت الآلهة تزداد شيخوخة وتنحسر قوتها، لكن في النهاية استجمعت الآلهة ما تبقى لها من قوة وخاضت معركة مع أعدائها؛ تمكنوا على إثرها من استرداد ثمار التفاح واستعادة شبابهم وقوتهم.

4- شراب الآلهة في الأساطير اليونانية

pic

"أمبروزيا" شراب آلهة جبل "أوليمبوس" في اليونان الذي كان مصدر خلودهم، هو شراب لذيذ قيل أنه صُنِع من العسل والماء والفواكه وزيت الزيتون والشعير، مُنِح بعض البشر امتياز الشرب منه مثل "هيركوليس"، الذي منحته الآلهة إياه مكافأةً على بطولته وإثبات ولائه لها.

في حين عُوقِب البعض الآخر مثل " تانتالوس" الذي أُدين بسرقة الشراب الثمين؛ فألحقت به الآلهة عقاباً أبدياً بأن بقي سجيناً في العالم السفلي، يحيط به الطعام والشراب دون أن تتمكن يداه من الوصول إليه.

5- الكأس المقدسة في المسيحية

pic

الكأس المقدسة واحدة من أشهر الأساطير في المسيحية، يُذكر أنها الكأس التي شرب منها المسيح خلال العشاء الأخير قبل أن يُصلب، ويُعتقد أيضاً أنها الكأس التي جُمِعت فيها دماء السيد المسيح عندما كان على الصليب.

تقول الأساطير إن أنقى الأرواح فقط يمكنها الإمساك بها، ويُقال أنها أكسبت السير "جالاهاد" الخلود؛ بحكم كونه الرجل الوحيد الذي تمكن من لمسها، إضافةً إلى ذلك ورد في أسطورة الملك "آرثر" أنه خرج بجيوش كبيرة، وجال في مختلف أنحاء الأرض مع فرسانه بحثاً عنها.

6- خوخ الخلود في الأساطير الصينية

pic

تروي الأساطير الصينية قصة "صن وو كونغ" الملك القرد، الذي اُختير لحماية ثمار الخوخ التي تمنح الخلود لمن يأكلها، وفي إحدى المرات أثناء حراسته تَطلَّع الملك لهذه الثمرات وتناول إحداها؛ فمنحته العيش ألف عام على قيد الحياة.

يُقال أن أحد الأباطرة وزوجته هما من زرعا شجرة الخوخ، التي لم تكن تطرح ثمارها سوى كل 3 آلاف عام، لذلك اعتاد الإمبراطور وزوجته إعطاء تلك الثمار للآلهة؛ من أجل الحفاظ على خلودهما مدى الحياة.

7- لحم حورية البحر في الأساطير اليابانية

mermaid

"نينغيو" هي مخلوقة تُشبه حورية البحر في الأساطير اليابانية القديمة، تصفها الأساطير أنها خليط من مخلوقين في جسد واحد، أحدهما قرد والآخر سمكة، يُقال أنهما عاشا في البحر وإذا حدث واصطادها أحد؛ ستجلب له الحظ البائس أو يحل عليه طقس عاصف.

تُروى أساطير أخرى رواية عن فتاة جلب لها والدها بالخطأ قطعة من لحم "نينغيو"، وعندما أكلتها أصابتها لعنة بالخلود مدى الحياة، وبعد مئات السنوات من الحزن الذي عاشته الفتاة؛ بسبب العديد من الأزواج والأبناء الذين فقدتهم، كرست حياتها لبوذا وأصبحت راهبة، وفي النهاية زالت اللعنة الواقعة عليها وسُمِح لروحها بالوفاة، بعد أن عاشت 800 عام أُطلق عليها جراءها راهبة الثمانمائة عام.

8- فِطر الخلود

pic

أشارت بعض النصوص الصينية القديمة التي تعود إلى عام 475 قبل الميلاد إلى فِطر الخلود كعنصر رئيسي يدخل في تركيبة إكسير الحياة، وقيل أنه ينمو في مكان سري على قمة جبل "بينغلاي"، الأمر الذي دفع بالعديد من الأباطرة الصينيين لإرسال بعثات كبيرة إلى هناك؛ بحثاً عن ذلك الفِطر الأصيل الذي سيمنحهم الخلود، لكن لم ينجح أحد في العثور عليه.

قضى الكيميائيون الصينيون قروناً عديدة محاولين صناعة إكسير الحياة، جربوا خلالها أشياء مختلفة مثل الزئبق السام والذهب والكبريت بالإضافة إلى بعض النباتات، كانوا كثيراً ما يقومون بذلك بتكليف من الإمبراطور، وكانت صبغة البارود مع الكبريت والملح والكربون، أشهر محاولاتهم لإنتاج إكسير الخلود.

من المعروف عن الطب الصيني التقليدي ارتباطه بعلم الكيمياء البدائي ارتباطاً وثيقاً، من خلال شيوع استخدام النباتات، والفطريات، والمعادن، في إنتاج تركيبات تُساعد في إطالة العمر، ولا يزال ذلك النوع من الطب يُمارس حتى الآن.

 

هافنغتون بوست


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية