تحصين الدرب الطيب يتطلب صحبة الشفعاء
الدكتورة ندى قيّاسة لصاحبة الجلالة
المدد والوارد الإلهي ثمرة حب الله ورسوله
إعداد : وسام النمر
كيف كانت علاقة العارفة رابعة العدوية بالله سبحانه ؟
سُئلت رابعة العدوية المشهورة في عالم التصوف الإسلامي , وفاتها سنة 180 هـ , أتحبين الله تعالى ؟ قالت "نعم أحبه حقا" ، وهل تكرهين الشيطان ؟ فقالت : "إن حبي لله قد منعني من الاشتغال بكراهية الشيطان", ومن أشهر أقوالها : محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه كما لها أبيات في العشق الإلهي تقول فيها :
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك وأغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك .
الدكتورة ندى قيّاسة - أستاذة في كلية الشريعة في جامعة دمشق تقول عن علاقتها مع الله سبحانه :
كان رأس المال الأوحد لي حب الله ورسوله , دخلت رحاب الحياة الزوجية في سن الثالثة عشرة من عمري وأتممت بعد ذلك المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية والجامعية والماجستير ثم الدكتورة , وأهم هذه الشهادات الإجازة القرآنية التي ترجمت عملي في الجوامع والجامعات , الهمة العالية والرغبة الملحة في نيل وظائف الأنبياء والمرسلين , مئات النساء والأطفال دخلوا ولا يزالون يدخلون رحاب وساحات التجربة العملية العلمية في الحياة الاجتماعية معي , طالبات يعيشون حياة علمية متألقة معي متحلقين على موائد القرآن والسنة في كل المؤسسات التعليمية التي أقودهم من خلالها إلى حياة اجتماعية علمية ناجحة بكل المقاييس الدينية والعملية والعلمية , قائدنا في ذلك الآيات القرآنية "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله "ويدخل في هذه الآية النساء أيضاً ..
وقوله تعالى : "وكان فضل الله عليك عظيما" .
ولنا في رسول الله أُسوة حسنة , قوله تعالى "يا أيها المدثر قم فأنذر , "يا أيها المزّمل قم الليل إلا قليلا"
" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا " , لا بد لهذه الرحلة من صحبة العلماء , الصحبة الصالحة فقد تتلمذت على يد أكبر العلماء في بلاد الشام إن في الجامعة أو الجوامع وجلست في المجالس العلمية وأخذت من العلماء كل كلمة وكل حال وكل مقال , أيضا لابد لتحصين هذا الدرب الطيب من صحبة الشفعاء , الصيام والقرآن فهي أعظم صحبة في الدنيا وأعظم شفاعة يوم القيامة وفي عالم البرزخ , لابد لتحصين هذا الدرب الطيب من همة عالية وقوة إيمانية لا تنفك عن الهمة العالية وهي برمجة الزمن ضمن الأربع والعشرين ساعة وعدم تضيع الأوقات , والمدد الإلهي والوارد الإلهي وهذه هي ثمرة حب الله ورسوله , وهو رأس مال أوحد لكل فرد مسلم , فأرجو أن تكون تجربتي نبراس لكل امرأة تتطلع إلى الذي تطلعت إليه منذ أن كنت في سنن مبكرة في الثالثة عشرة من عمري