عندما لا تستجيب الحكومة للحكومة
خاص – صاحبة الجلالة
اقترح مدير عام هيئة دعم تنمية الإنتاج المحلي والصادرات المهدي الدالي أن يطبق يوم صوم وطني على الطبقة المخملية حصراً والتي تشكل تقريباً 20% المجتمع، لا أن يطبق على الجميع، معتبراً في تعقيب له على ما نشرت "صاحبة الجلالة" مؤخراً حول إعلان صوم وطني ليوم واحد، بأن التوجه الصحيح لهذه الفكرة يتوجب أن يكون باتجاه من يتناول الكافيار الفاخر، والأجبان
الفرنسية، والسيكار الكوبي، والنبيذ الهولندي وغيرها من المنتجات الأجنبية المستوردة أو بالأحرى المهربة.. لا أن يكون التوجه باتجاه من يأكل الخبز المغطس بالشاي فمن يأكل وجبة واحدة يوميا ليس بإمكانه الصوم أكثر من ذلك..!.
وأضاف الدالي إلى أنه في حال استحالة صوم الأرستقراطيين عن كمالياتهم، فأضعف الإيمان بهم أن يصوموا عن استهلاك المنتجات الأجنبية والاستعاضة عنها بمثيلاتها المحلية، فليأكلوا ألباننا، ويلبسوا قمصاننا، ويركبوا سياراتنا، فبذلك يتحرك اقتصادنا..!.
واعتبر الدالي أن ثمة تضارب في حيثيات ومضمون المقال بين بدايته ونهايته، من جهة، وبين الادخار والذي يعني "الفائض بين الدخل والاستهلاك" من جهة، وبين تسليط الضوء على ضآلة الدخل من جهة وبين المصروف الحكومي والاستهلاك من قبل الأسر من جهة حيث لا رابط بينهم..!.
وقدّر الدالي أن 20% من الشعب السوري، يصرف خمسة أضعاف مصروف الـ 80 % من
الشعب، أي أنه إذا اعتبرنا وفقاً لبعض التقديرات أن عدد الأسر السورية 3 مليون أسرة، فإن 600 ألف أسرة تصرف مصروف 2.4 مليون أسرة.
وعليه بين الدالي أنه إذا اعتبرنا أن مصروف الأسرة 16 دولار يومياً، مضروبا بـ3 مليون أسرة فسينتح لدينا 48 مليون دولار يوميا استهلاك يومي للأسر السورية، أي نحو 26 مليار ليرة سورية يوميا، أي بواقع 10000 مليار ليرة سنوياً، واعتبر الدالي أن هذا رقم صحيح نوعا ما ويعطي مؤشر..!.
وبالتالي فإن 2 ألف مليار مليار هي حصة الـ 80% من الأسر السورية، و8 آلاف مليار ليرة تذهب لـ20% التي تشكل الطبقة المخملية.
وأضاف الدالي أنه ورغم الحرب فلا يزال هناك من يتباهى بلباسه الفاخر المصنوع بفرنسا، والحذاء المستورد من ايطاليا، وارتياده للمطاعم الفاخرة من طبقة 5 نجوم، مبيناً أن الربوة والتي هي ملجأ لرواد المطاعم من الفقراء، لم تعد كذلك إذ أن فاتورة غداء فيها تتجاوز راتب موظف..! وقد
أصبحت حكرا على 20%.. وأغلب زبائنها من طبقة مشكلة حديثا، وأموالهم ليست معروفة المصدر، أما البقية فمطاعمهم في المزة والمالكي..!.