بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

سماحة الدكتور حسام الدين فرفور لصاحبة الجلالة :أحببنا أموراً وكرهنا أمور ثم كان ما أراده الله

السبت 27-05-2017 - نشر 8 سنة - 805 قراءة

 

 

سماحة الدكتور حسام الدين فرفور لصاحبة الجلالة : العلاقة مع الله عز وجل هي التي تجعلني أقف بصلابة وقوة أمام كل الأزمات .
أحببنا أموراً وكرهنا أمور ثم كان ما أراده الله .
الحياة هي رحلة القلوب إلى علاَّمِ الغيوب .

 

إعداد : وسام النمر

كيف كانت علاقة مولانا جَلَال الدِّين الرُّومي بالله سبحانه ؟

كان شاعراً وفقيهاً وهو صاحب الطريقة المولوية , وفاته عام 1273م , كان مؤمناً بتعاليم الإسلام السمحة لكنه استطاع جذب أشخاص من ديانات وملل أخرى وذلك بسبب تفكيره المرن المتسامح ، فطريقته تشجع التساهل اللامتناهي مع كل المعتقدات والأفكار ، كما كان يدعو إلى التعليل الإيجابي ، ويحث على الخير والإحسان وإدراك الأمور عن طريق المحبة ، وبالنسبة إليه وإلى أتباعه فإن كل الديانات خير وحقيقية بمفاهيمها , وكان يستعمل الموسيقى والشعر والذكر كسبيل أكيد للوصول إلى الله سبحانه ، فالموسيقى الروحية بالنسبة له تساعد المريد على معرفة الله والتعلق به وحده لدرجة أن المريد يفنى ثم يعود إلى الواقع بشكل مختلف ، ومن هذا المنطلق تطورت فكرة الرقص الدائري التي وصلت إلى درجة الطقوس .

سماحة الأستاذ الدكتور حسام الدين فرفور- رئيس مَجْمَع الفتح الإسلامي , أستاذ الفقه المقارن والفكر المعاصر وحوار الأديان والحضارات وخطيب جامع بدر بحي المالكي بدمشق , أخبرني عن علاقته الخاصة مع الله تعالى قائلاً : السؤال عن موضوع العلاقة الخاصة مع الله عز وجل فرع من موضوع الإيمان وكماله , وهو اليقين والتوكل , وكل ذلك الغاية منه تحقيق العبودية لله عز وجل حتى هذه العبادات من صلاة وصيام إذا لم تُحقق العبودية فهي قاصرة لا يكفي أن أسجد ويسجد رأسي على الأرض لابد أن يسجد قلبي لله تعالى عبودية وخشوعاً وذلاً وإنكساراً..

لا يكفي أن أطوف بالكعبة المشرفة وأنظر إلى الأحجار وتشغلني الأستار , لابد أن يطوف قلبي بالأنوار وأنا أشاهد الأسرار عبودية لله عز وجل , وقِس على هذا ما شئت أن تقيس من موضوع تحقيق العبودية , فالقضية قضية تحقيق عبودية لله ونحن تعلمنا من أشياخنا وعلى رأسهم شيخنا الوالد العلامة محمد صالح فرفور رحمه الله , تصحيح العلاقة مع الله عز وجل من أجل تحقيق العبودية وهو ما ورد في الحديث الصحيح : ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )

كما علمنا رحمه الله يقظة القلب واستحضار أن الله معنا قال الله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) , ( إني معكما أسمع وأرى ) أيضاً علمنا مراقبة الله عز وجل وأن الله مطلع على دخائل السرائر  : ( واعلموا أن الله يعلم  ما في أنفسكم فاحذروه )

هذه الناحية نحن تربينا على أن نراعيها ونحن نجاهد  أنفسنا في ذلك ومهما اعترضتنا من صعاب ومن مصائب ومن أزمات لاسيما الأمة العربية والإسلامية تمر بأزمة عموماً ووطننا المبارك يمر بأزمة فنحن الذي يقف معنا هو صدق إيماننا وحسن ظننا بالله عز وجل " والله تعالى يقول : ( فإن مع العسر يسرا

إن مع العسر يسرا ) , فحينما أرى المصائب وأقرأ هذه الآية وفيها صيغة التأكيد أعلم أن الله سيجعل مع العسر يسرا  أيضاً يقول تعالى (سيجعل الله بعد عسرا يسرى) .

هذه العلاقة مع الله عز وجل هي التي تجعلنا نقف بصلابة وقوة أمام كل الأزمات والمِحن التي تصيب  الأمة أو تصيبنا شخصياً لا سيما أننا نجمع إلى هذا نصوص الكتاب والسنة في القران الكريم ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) ,

( وعسى أن تحبو شيئاً وهو شر لكم ) , ( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) .

وقد جربنا هذا في أمور كثيرة في حياتنا , وأحببنا أموراً وكرهنا أمور ثم كان ما أراده الله عز وجل فتبين لنا أن الخير فيما اختاره الله , لذلك نحن تربينا على حسن العلاقة مع الله ونحن نجاهد أنفسنا , نحن عبادٌ مقصرون نعترف بتقصيرنا بين يدي الله ولكن المنهج  الإيماني الإسلامي الصحيح أن يجاهد العبد نفسه في مراقبة الله عز وجل وفي الوقوف عند حدود الله وفي حسن الظن بالله تعالى وأن يكون عنده من اليقين ومن التوكل على الله ما يهوّن عليه مصائب الدينا ويوسع عليه ما فيها من عسر وما يعترضها من أزمات  أو صعاب , وصفوة القول قوله تعالى " ففروا إلى الله  ".

هذه الحياة كلها فرار من الوجود ونزول بساحة الجود ولجوء إلى كرم المعبود ,هذه الحياة كلها بما فيها من عبادات ومعاملات هي في حقيقتها  رحلة القلوب إلى علاّم الغيوب , نحاول أن ترحل قلوبنا إلى الله وأن نكون مع الله عز وجل في سرنا وعلننا وفي منشطنا ومكرهنا وفي يسرنا وعسرنا , أساله تعالى أن  يحققنا بما نقول وأن يوفقنا أن نجاهد أنفسنا لنكون كما يحب ربنا وكما كان عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , في كل الأحوال لابد للعمل بالأسباب وبذل الجهد بالعمل ومعها يكون التوكل عل الله فالنبي صلى الله عليه وسلم , وكما كان سيدنا سهل بن عبد الله التُستري كانت سنته التسبب أي العمل بالأسباب وكان حاله التوكل فمن عمل بسنته فلا يغفلن عن حاله .


أخبار ذات صلة

دمشق تحصل على 400 ألف ليتر مازوت والحاجة 700 ألف ليتر وتتزود بـ600 ألف ليتر بنزين وحاجتها مليون ليتر

دمشق تحصل على 400 ألف ليتر مازوت والحاجة 700 ألف ليتر وتتزود بـ600 ألف ليتر بنزين وحاجتها مليون ليتر

مصدر رسمي : ورود شحنة جديدة من الغاز.. والمواطن سيلمس تحسناً واضحاً قريباً

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

التشريعات الصادرة تطور من آليات العمل السياحي

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

الحلاق : إثارة الانتباه لحالات يحدث فيها خلل من جهة سحب التغذية من حساب تمويل المستوردات

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

رئيس جامعة : 35 ألف طالب يتخرج سنوياً … الآلية الجديدة بمستوى أمان أعلى وتوفر سنوياً نصف مليار ليرة