بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

ما بعد الموت.. كيف وضع البشر في الديانات المختلفة تخيُّلاتهم لهذه الرحلة؟

الأربعاء 24-05-2017 - نشر 8 سنة - 5844 قراءة

لطالما شكلت فكرة الموت، وما يحدث للإنسان بعد وفاته، لغزاً محيراً لعقول البشر عبر العصور.
"البعث، والحساب، الجنة، والجحيم،.."، هي أمثلة لتصورات عديدة آمنت بها الحضارات، والديانات المختلفة في العالم عن الحياة بعد الموت، ويمنح البشر بها أنفسهم أملاً في مثوى أفضل، وخلاصاً من معاناتهم الدنيوية، أو لطمأنة خوفهم من المصير المجهول.
هذه مجموعة من أبرز تصورات الإنسان عن الموت في الديانات الشهيرة.
1- الحضارة الصينية: عبور الروح جسر إلى المحاكمة

taoism
تعتبر الطاوية معتقداً دينياً وفلسفياً قديماً ظهر ذا أصول صينية، تتوغَّل جذوره بعمقٍ في عادات وتقاليد الصينيين، ظهر في الصين منذ نحو 2000 عام.
يؤمن الطاويون أنه بعد الموت، تعبر الروح جسراً إلى الحياة الآخرة، وهناك تخضع لعملية محاكمة، وحساب، فبمجرد أن تصل الروح الجانب الآخر من الجسر، تَمثُل أمام جمع من القضاة في 10 محاكم، يقررون ما إذا كان الشخص المتوفى قد عاش حياة صالحة، أم فاسدة.
وإذا كان الشخص قد عاش حياة طيبة، يُسمح لروحه بالمرور بسلام من المحاكم، ودخول الجنة، وإذا حُكِم على حياته بالفساد، تخضع روحه للعقاب قبل أن تذهب إلى أي مكانٍ آخر.
على الجانب الآخر اهتم بعض الأباطرة الصينيين الذين ينتسبون للسلالات الأولى، بجلب ممتلكاتهم الدنيوية من موارد بشرية كالموظفين، والمسؤولين، وغيرها من الممتلكات ودفنها معهم عند الموت؛ اعتقاداً منهم بأنهم سيحظون بحياةٍ سماوية، مشابهة لحياتهم على الأرض، فأرادوا بذلك أن يضمنوا لحياتهم الآخرة، نفس النوعية التي نعموا بها قبل الموت.
نتيجة لهذا الاعتقاد بنى أول إمبراطور للصين "تشين شي هوانغ"، جيش "التيراكوتا"، ودفنه معه في مقبرته؛ لحمايته في العالم الآخر، وهو جيش متكامل من الطين مكون من أعداد من المحاربين، والمسؤولين، والخيول، والعربات، كما أمر ابنه بعد وفاته أن يُؤتَى بجميع النساء، اللاتي خدمن والده، ولم ينجبن أطفالاً، ويتم دفنهن معه.
جلب هذا الاعتقاد نهاية غير طبيعية لحياة العديد من الخدم، والموظفين، إذ كان لابد من التضحية بهم في جنازات ساداتهم، فكانت فكرة الحياة الآخرة في الصين القديمة تجلب اليأس، والنهايات المأساوية للكثيرين، بدلاً من الأمل والخلاص.
2- التناسخ و"الكارما" في الهندوسية

hindu
تعتبر الهندوسية الديانة الأكثر انتشاراً في الهند، ونيبال، ويعتنقها أكثر من 900 مليون شخص حول العالم، وتعتمد على مبدأين رئيسيين يُحددان أفعال الفرد، وتتأثر بهما حياته ومُعاناته، هما "الكارما"، و"التناسخ"، والذي يعني في العقيدة الهندوسية الولادة من جديد، إذ يمكن للمرء أن يولد على هيئة إنسان، أو حيوان، أو حشرة، أو حتى نبات.
بعد الوفاة في الهندوسية لا تنتهي الحياة بل تُعاد في دورة مستمرة، وتُحدد "الكارما"، الشكل الذي يأخذه التجسيد التالي الذي سيكون عليه الشخص، وتشمل الكارما، مجموع أعمال الشخص الكُلية في حالات وجوده السابقة، وتقرر مصير أشكال وجوده المستقبلي.
توجه "الكارما" حياة الهندوس وأفعال كل شخص في أعماره الحالية، والسابقة، بالإضافة إلى تحديد نوع الولادة الجديدة التي سيحصل عليها، ويمكن للمرء أن يتنقل صعوداً، وهبوطاً عبر تسلسل هرمي، فإذا كانت حياته جيدة، وأعماله الصالحة أكثر من السيئة؛ تُعاد ولادته بذلك في هيئة أكثر حظاً.
3- "السامسارا" و"النيرفانا" في البوذية

buddhism
تدور الحياة بجميع أشكالها من الموت وإعادة البعث، في الديانة البوذية، في دورة متتابعة تُدعى "السامسارا"، تقضي بأنه عندما يموت الشخص تنتقل طاقته إلى شكلٍ آخر، ويؤمن البوذيون كذلك بمفهوم "الكارما"، فمن خلال الأعمال الحسنة مثل اتباع السلوك الأخلاقي، وإنماء الحكمة، يسعى البوذيون لضمان مستقبل أفضل لأنفسهم.
بناءً على الأعمال التي قام بها البوذي في حياته السابقة تكون الولادة الجديدة، فيبعث على هيئة إنسان، أو حيوان، أو شبح، أو نصف إله، أو إله، ومع هذا توجد طريقة للإفلات من هذه الدائرة، إذ يلزم المرء أن يصل لحالة "التنوير"، أو "النيرفانا"، والتي تعني السكينة؛ لتتمكَّن روحه من الخروج من دورة "السامسارا" تلك.
بمجرد الوصول للسكينة يموت الفرد المُستنير جسدياً، ولا تحدث له إعادة البعث من جديد، وتنُص تعاليم بوذا، على أنه عندما تتحقق السكينة، يصبح البوذيون قادرين على رؤية العالم كما هو عليه حقاً.
بينما يعتقد بوذيون آخرون أنه بإمكان الشخص المُستنير اختيار أن تتم ولادته مجدداً؛ ليساعد غيره في الوصول لحالة التنوير.

 

هافنغتون بوست


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية