الدكتور عماد فوزي الشعيبي: (نحن بالتكوين متطرفون أو جاهزون للتطرف بنسبة 97.25 بالمئة )
صاحبة الجلالة _ متابعة نشر الدكتور عماد فوزي الشعيبي على صفحته الشخصية الفيسبوك رؤيته لموضوع التطرف حيث قال: التطرّف: (نحن بالتكوين متطرفون أو جاهزون للتطرف بنسبة 97.25% ) الجزء الأول البروفيسور:عماد فوزي شعيبي لماذا نتطرّف؟ أشبعتنا الثقافة السائدة بقراءة التطرف باعتباره بنىً دينيّة لدين معيّن أو بنىً طائفيّة، ولكن أحداً لم يبحث في بُنى العقل المتطرف. فالتطرف لم يكن حكراً على دين ولا على منطقة؛ إذ رأينا الايديولوجيات المتطرفة من الماركسيّة حتى دُعاة الديموقراطية نفسها كان بعضهم يتمسّك بأفكاره، كما لو أنها (أناه)، إلى حدّ إلغاء الآخر، ،كذلك يفعل بعض الملحدين حيث يشترك الملحد (هذا) مع المتطرف الديني بصفة التطرّف باعتباره يستخدم نصافاً واحداً للمخ كما سنرى . والواقع أننا أمام معاملين أساسيين يعيّنان التطرّف : الأول بنيويّ يأتي مع تركيبة الإنسان نفسه وبنيّة مُخه التي تكون ببصمة مُخيّة جاهزةٍ للتطرف ونراها في طفولته مميزةً إياه بالعناد و العدوانية ورفض الآخرين والتمسك بما في رأسه... ومن ثمّ الثاني: وهو ما ركز عليه الكثيرون وهو البنى الدينيّة والمعرفيّة المُهيأة للتطرف، وكذلك الإيديولوجيات، وهي لم تتعرض ونعني الأخيرة للنقد مثلما هو الحال لدى التعامل مع المذاهب والطوائف الدينية. فرضيتنا تنطلق من أن التطرف يحتاج إلى متطرفين؛ وعليه فإن الاديان والمذاهب موجودة فلماذا نجد متبنين لها بعضهم متطرّف وآخرون غير متطرفين. الفرضيّة تتأسس على أن ثمة متطرفين (جاهزين) من بطون أمهاتهم للتطرّف. الفرضية مبنيّة على مفهوم العارف المتموضع Situated Knower؛ والتي تقول إن نوعية استخدامنا لرباعية (المنطق والحواس) من جهة و (الشعور والحدس) كمناطق مُختصّة بهم في المخ تتحدد بشكل أساسيّ و (بصورةٍ نهائية) منذ لحظات التخلّق الأولى، بحسب الجرعات غير الخطية ولا المتماثلة من الهرمونين الذكري والأنثوي التي يتلقاها الجنين في بطن أمه (حتى من قبل توأمين، فنراهما يختلفان في الأداء المعرفي وفي التطرّف والليونة...). فمن يتلقى كمية لا وسطية من التستسترون يكون مستعدّاً للتطرّف أكثر من الذين يتلقون كميات أقلْ. ومن يتلقى كمياتٍ أعلى من الاستروجين الأنثوي تكون استعداداته الإبداعية والحدسية والليونة في التفكير أكبر. ومن يتلقى جرعتين أعلى من كليهما يتراوح بين التطرف الشديد والليونة غير المتوقعّة. ولهذا ينقسم البشر (بالتكوين الخُلقي) إلى: متطرف جداً: 2.14% متطرف: 13.59% متطرّف وليّن: 68.26% ليّن ومتطرّف : 13.59% ليّن جداً :2.14% وعليه فإن العامل الثاني أعني البيئة والمعرفة والمذاهب الذي لطالما تكلّمت عنه أدبيات البحث في التطرّف، هو الذي يعزّز الأول و تدفع الثاني نحو تغييب ليونته و تحرّض الثالث والرابع على تجريم ليونته لصالح تطرّفه وتجعل الخامس غريباً كصالحٍ في ثمود. إذاً المتطرفون جاهزون فيما تأتي البُنى والإيديولوجيات والتيارات و... كيما تدفعها إلى السطح وتبلورها من (حالات متشكّلة كبنىً فرديّة) إلى ظاهرة ... فتيار. ولهذا فإن المناخات المتطرفة يستجيب لها المتطرف جداً والمتطرف وتحول المتطرف الليّن الى متطرف واللين المتطرف سيتأرجح بين متطرف غالباً ولين أحياناً بل ويخشى من ليونته، فيفضّل التطرّف عليها، فيما سيعيش الليّن مغترباً، وسيتغدو سمة المجتمع بأكمله متطرّفة. هنا نأتي إلى دور المجتمع والثقافة المتطرفة التي تحوّل الأقسام الأربعة من الخمسة سابقة الذكر إلى متطرفة؛ أي تجعل 97.25 من المجتمع متطرّفاً.