"مهنة البحث عن المتاعب" هكذا سُميت الصحافة والعمل في المجال الإعلامي نظراً لما يتعرض له الصحفي من ضغوط و إرهاق اعتاد عليها أغلب العاملين في هذا المجال ، لكن أن تصل الأمور إلى قيام مسؤول بشتم صحفي بكلمات نابية بعيدة عن الأخلاق العامة لمجرد أن الأخير ومن باب المهنية أراد تأكيد خبره بمصدر"مسؤول" فهذا أمر يتطلب الكثير من الوقوف والتريث لأنه يسيء "للسلطة الرابعة" ولكي لا يكون هذا التصرف إذا مر مرور الكرام مشجعا لغيره من المسؤولين المُطالبين بأضعف الإيمان باحترام الصحفي. ومثار حديثنا اليوم ما حصل مع الزميلة الصحفية رحاب الإبراهيم مندوبة جريدة تشرين في الجمارك وهي تقوم بعملها حيث استشاط مدير جمارك دمشق الجديد غضباً لمجرد مطالبته بالتعاون وتقديم المعلومات وتلفظ بكلام لا يليق بمسؤول يمثل الحكومة حيث قال لها "يا اختي أنا مو فاضي لهيك حكي فاضي، عندي مفتشين من هيئة الرقابة" وليتبعها بشتيمة ..."يلعن أبوكي"..!!. صاحبة الجلالة تواصلت مع الزميلة رحاب الإبراهيم التي أعربت عن دهشتها لتصرف رجل هو بموقع مسؤولية مكلف بها ومؤتمن عليها قبل الحكومة مؤكدة أن كانت حصانته تحميه فهي لا تخوله القيام بمثل هذا التصرفات مع الصحفيين الذين لديهم أيضا حصانة خصهم بها الدستور ويجب احترامها. وأكدت رحاب أنها لن تألو جهدا للوصول إلى حقها واضعة الموضوع برسم وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين لافتة إلى أنه لو تطلب الأمر التوجه إلى القضاء فسوف تفعل ذلك . وأوضحت ..أن ضرورة معالجة هذا الموضوع ووضع حد له تنبع من خشية استخدامه كسابقة يبني عليها غيره من المسؤولين ولما لها من آثار سلبية على معنويات الصحفيين واستخفاف بالسلطة الرابعة التي يتمحور عملها حول البحث والتقصي لفضح ملفات الفساد وتسليط الضوء على السلبيات في المجتمع. وتساءلت رحاب الإبراهيم.. من يحاسب هذا المدير أو غيره من المسؤولين في حال أهانوا صحفي ..؟..وهل كان سبب هذا التصرف المشين حوفه من كشف تقصير هنا أو فساد هناك..؟.. وهل يرضى القائمون على هذا المدير بمثل هذا التصرف..؟ وللوقوف على حيثيات الموضوع من الجانب القانوني تواصلت صاحبة الجلالة مع مصادر قانونية وقضائية أكدت أنه من حق الصحفية رحاب رفع دعوى قضائية شخصية ضد ذلك المدير الذي أساء لها بتهمة السب والشتم كما تستطيع الإدارة التي أوفدتها "جريدة تشرين" إقامة دعوى عبر إدارة قضايا الدولة والمطالبة بالضرر المعنوي الذي أصاب مندوبتها. وصحيفة صاحبة الجلالة من موقعها الإعلامي تؤكد ضرورة أن يقدم مدير فرع جمارك دمشق الاعتذار للزميلة رحاب الإبراهيم معتبرة أن الموضوع لم ينل من الزميلة وحدها بل شكل اعتداء على كل الصحفيين السوريين ولا يجوز الصمت عنه.