الصحفي المعروف غازي سلامة يكتب.. كيف حال صاحبة الجلالة ؟
صاحبة الجلالة – متابعة قبل أيام كان شاب صحفي في أول تدرجه في مهنة المتاعب يتحدث الى زميلته عن صعوبات تواجه المراسل التلفزيوني .. قال انه يتعرض أحيانا الى أجوبة محرجة ..ومنها على سبيل المثال أنه استطاع أن يمتص بذكاء سؤالا من مواطن بتحويل جهة السؤال الى موضوع اّخرّ!! .. فالمونتاج كان بانتظار السؤال !! الأخطر من ذلك ان الصحافة هي كتاب اليوم ..وهذا يعني أن مجرد تجاهل حقائق ما يجري تصبح أوراقاُ ذابلة لا لون ولا طعم ولا رائحة ..هي مشكلتنا في عملنا وفي مواجهة القارئ الذي تعددت وفتحت أمامه وسائل الاتصال .. فلم يعد تجاهل ما يحدث ينطلي على قارئ ! سؤال : ماذا سيكتب رئيس التحرير ؟ وماذا يكتب الصحفي على مساحة السياسة أو في حقل الأرقام ؟ رئيس التحرير يمارس لعبته في التذاكي والتعتيم ليقول شيئا بالتعميم و.. التعميم كما يقال هو لغة الحمقى ولكنه يحصد امتيازات هائلة ، حيث يذهب الى استراحته الممنوحة له من جهة حكومية كي تصبح قصرا بحدائق كشميرية.. الى هنا نتذكر رواية ( الواطي ) للمصري محمد غزلان عن سراديب الصحافة وامتيازات معالي رئيس مجلس الإدارة ! !! هنا يفكر رئيس التحرير في كيفية اجتراح لغة سياسية مقنعة ..لا تقنع أحدا . ولكنه يعترف بصعوبة تجاهل حقيقة ما يجري .. سمعت أحدهم يقول ذلك وهو متبرم من المهمة الموكلة له من الأعلى أو تلك التي يعرفها تلقائيا ! ..وأما الصحفي المسكين فهو في " حيص بيص " يمتلك معلومات رقمية تزلزل بيروقراطية الدولة وهو يعرف أنها لن تجد طريقا الى النشر ويكتفي في الحديث عنها في مقهى الروضة أو في سهرة عائلية .. وهو ينتهي بحكم الخبرة إلى الأخذ بالعبقرية القائلة : دبُر حالك فلن تستطيع أن تشيل الزير من البير .. وهكذا يتحول الى " جابي " في زياراته لمكاتب المسؤولين في المناسبات الوطنية!!! .. والى هنا كيف يصبح رئيس التحرير جديرا بأن يكون في مستوى صاحبة الجلالة ؟ يقول محمد حسنين هيكل وكان وقتها رئيسا لتحرير " الأهرام " إن وزير الإعلام في زمن السادات أبلغه بوضع كل ما يكتبه تحت الرقابة ..رفض هيكل وقال " لا أستطيع أن أكتب وأنا أشعربأن مسؤولا في الدولة يمكن أن يمد قلماُ أحمر إلى ما أكتبه ويحذف منه على هواه " ..وهنا قرر هيكل التوقف عن مقالته الأسبوعية " بصراحة " وغادر الى الخارج ليكتب " على موعد مع الشمس " أحاديث في اّسيا . يقولون إن الحقيقة عمياء مادامت غير معروفة .. قول نصف الحقيقة تعتيم على نصفها الاّخر . الحقيقة تنتقل من إنسان الى اّخر .. وقد تكون جثة على الرصيف !!