سامي كليب :الجولان عربي سوري وسيبقى….يا نتن ياهو
الاثنين 15-10-2018
- نشر 6 سنة
- 5730 قراءة
صاحبة الجلالة_متابعة
كتب الاعلامي اللبناني سامي كليب في مدونته الشخصية فيس بوك منشوراً تناول في موضوع الجولان السوري المحتل وصفقة القرن المدعومة أمريكياً حيث كتب ...
ظنّ نتن ياهو أن الهرولة العربية المُذلة صوب صفقة القرن بدعم ترامب، والحرب السورية الكبرى ستدفعان دمشق الى القبول بالتنازل عن الجولان…. أريد أن اقدم لو سمحتم جوابا على ذلك عبر وثيقتين مثبتيين علميالا يعرفهما كثيرون اليوم، او يتناسوهما عمدا….:
أولا : حين جاهد ( واقول جاهد بكل ثقة) الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لاقناع الرئيس السوري حافظ الأسد بالتفاوض عبره مع الاسرائيليين… كنت في عداد الاعلاميين الذين ذهبوا لتغطية اللقاء بين الأسد وكلينتون في جنيف. آنذاك توقفت المفاوضات لأن “اسرائيل” كذبت بشأن الوديعة الشهيرة، ولأن الأسد رفض التخلي عن ١٠ بالمئة من الجولان مقابل اعطائه أرضا أخرى. لم يقبل التنازل عن ١٠ بالمئة لأنها أولا مسألة مبدئية، وثانيا لأن “اسرائيل” أرادت مياه الجولان وبحيرة طبريا من ضمن ١٠ بالمئة. ( يمكن مراجعة الارشيف الأميركي وكتاب دنيس روس او كتاب شارل انديرلان والمحاضر التي نشرتها د. بثينة شعبان في كتابيها الاخيرين) .
ثانيا : حين جاء وزير الخارجية الاميركي كولن باول يقترح على الرئيس بشار الأسد بعد اجتياح و تدمير العراق صفقة كاملة بحيث يصبح الشريك الأول لأميركا في الشرق الأوسط مقابل اقفال مكاتب المنظمات الفلسطينية وطرد قادتها، وقطع العلاقة مع حزب الله وايران والانفتاح على “اسرائيل”، رفض الأسد هذه المطالب وقال حرفيا وفق محضر الجلسة الكامل الذي نشرته في كتابي السابق ” الحرب السورية بالوثائق السرية، الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج ” : ” نحن الدولة الوحيدة التي لم تغير موقفها منذ مؤتمر مدريد حتى اليوم بالنسبة إلى السلام، ولم ندخل في متاهات لها علاقة بأشخاص، دائماً بقينا ضمن المبادئ الأساسية، لكن في الوقت نفسه نحن لا نستطيع أن نرى أي موضوع بشكل إيجابي إلّا إذا كان يمر عبر قضيتنا الأساسية وهي الجولان” …
الجولان كان وسيبقى القضية المركزية الاولى لسوريا في أي مفاوضات، وبدونه ستفشل كل المفاوضات في المنطقة وسيبقى منطق الحروب قائما، وسيبقى أبناء الجولان المحتل الميامين الشرفاء يقيمون الأعراس عبر الشريط الحدودي ويتزوجون من ابناء القسم المحرّر ويرفضون الخضوع لجور “اسرائيل” ويقبّلون العلم السوري وتراب أرضهم الكريمة…
لو كان السلام قد حمى شجرة زيتون، أو أنقذ محمد الدرة من الاستشهاد في حضن والده، واعاد الحقوق لدولة فلسطينية ذات كرامة وغير مقطعة الأوصال، ورفع الظلم عن اشقائنا الفلسطينيين، لكانت الجماهير العربية برمتها رحبّت، أما السلام الذي يعني الاستسلام في عقل نتنياهو ( راجع كتابه المُذل للعرب والحامل عنوان مكان تحت الشمس)، فهو يعني أن من لديه كرامة من العرب سيقاوم غطرسة “اسرائيل” حتى تنكسر أو تقبل بسلام عادل وشامل.
ويقيني ان ما كان قبل الحرب السورية صعبا على “اسرائيل”، سيصبح أكثر صعوبة بكثير بعدها فموازين القوى تغيرت كثيرا ودخلت اسلحة استراتيجية على خط المواجهة .