بنزين ملون وموز وإيدز… وتعويضات! ويبقى المواطن ابن الواقع الذي لا موز ولا حساسات فيه ولا ألوان ولا حول ولا قوة إلا بالله!
السيد وزير النفط علي غانم صرح باقتراب الانتهاء من جميع التجهيزات لتطبيق اللون الجديد «البنفسجي» لمادة البنزين ضمن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لضبط أي تلاعب بالمادة وتهريبها إلى دول الجوار، علما أن الإجراء الجديد يمنع الخلط على مادة البنزين. وهنا نستفيض ونثري بأن هذه القرينة هي على غرار «قرينة شقيقة» تضاف للمياه في المسابح لضبط حالات التبول العشوائي في المياه المخصصة للسباحة بحيث يتحول لون المياه الى أحمر في حال التبول خلسة وفضح المخالف بطريقة ذكية، ذات المبدأ يعني «بس بالبنزين». وأوضح الوزير غانم: تم تركيب 5 آلاف «حساس» على الآليات الحكومية، موضحا أن ذكاء البطاقة سيطال الحكومة وآلياتها وليس فقط المواطنين فهم يعلمون تماما أن البنزين الحكومي يتم تهريبه و»النرابيج» التي نراها في السيارات الحكومية منعرف شو شغلتها…! وأشار الوزير أن هذه الحساسات تعاقدت الوزارة خصيصا لأجلها مع مراكز البحوث المحلية لتصنيعها، دعما للتصنيع المحلي، وهنا يكمن النصر والكارثة «الحساسات بخبرات وطنية». فغدا وحين يتباكى أحد سائقي «التاكسي» بأن الحساس مضروب وأنه مضطر لرفع الأجرة يمكنك دحض منطقه الاستجدائي بأن الحساس وطني ورخيص.. وأكد وزير النفط أن تطبيق البطاقة الذكية على الآليات الحكومية ضبط تزويدها بمادة البنزين وحقق وفورات تجاوزت 7 مليارات ليرة منذ مطلع تموز، يعني كان يتهرب سبعة مليار ليرة بنزين! فقط من السيارات الحكومية!!.. أرقام كهذه يجب أن نقرأها في عبارات على غرار «عمر الكون المنظور حدّد بـ ١٣ مليار سنة ضوئية تقريبا» وليس في «تقارير مكافحة الفساد»!! بعيدا عن البنزين وفي سياق الأرقام الفلكية كشف مدير في الجمارك أن الحكومة قدرت تكلفة استيراد الموز في حال السماح بذلك بنحو «70» مليون دولار سنويا وهو ما يشكل رقما مهما بالنسبة للقطع الأجنبي، مؤكدا أن توجيهات الحكومة مقيدة باستيراد الموز اللبناني حصرا بينما يمنع استيراد بقية الأنواع، عندما كنا صغارا كان الموز حلما وكانت وصية الأمهات دائما في الزيارات العائلية: لا تهجم ع الموز هلق عند خالتك وتفضحنا. فللموز في ذاكرة الشعب السوري أيام صعبة… هذا القرن الذهبي المعكوف حلمت به أجيال الماضي وستحلم به أجيال المستقبل. ليت الحكومة تشتري الموز للشعب بما وفرته من أموال الحساسات والبنزين البنفسجي… هكذا سيتمكن المواطن، الذي لا يملك سيارة، من أكل الموز بسعر رمزي ويتوقف عن استخدامه كرشاوى واصطحابه كهدايا عند تبادل الزيارات… وليصبح المثل الشعبي أرخص من الموز بدلا من أرخص من الفجل! في سياق متصل بطريقة ما مع الموز… أوضح السيد جمال خميس مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً في وزارة الصحة، أن سورية تعد أقل دول شرق المتوسط بالإصابة بفيروس الإيدز، لنوضح نحن «لكننا نحتل المرتبة الثانية من حيث الفساد عالميا»، وأكد السيد جمال أن للإعلام «سواء بهويته البصرية الجديدة أو القديمة» الدور المهم في نشر التوعية والتثقيف سواء للإيدز… «أو الفساد»! وأوضح أن إجمالي المصابين بعدوى الفيروس منذ 1987 وحتى نهاية حزيران الماضي بلغت 936 إصابة أي أقل من ألف!! 5 % من هذه الإصابات حصلت بسبب علاقات جنسية غير سوية! وليس بسبب المخدرات وشفرات حلاقة وأبر التاتو… أخيرا رأينا رقما طبيعيا في التقارير الحكومية… رقم مؤلف من ثلاث خانات يوضح معدلات الإصابة بأمراض خطيرة، علما أن هذه الأرقام الضئيلة تَعوَّدنا أن نجدها في بيان الراتب وفي تعويضات نهاية الخدمة… حيث حصل من أنهى خدمته من عناصر الدورة ١٠٢ أخيرا على تعويضاته المأمولة والتي كنا نتمنى أن تكون بأرقام فلكيه وليس بأرقام أرضية… التعويضات كانت بمبالغ محزنة لا تغني من فقر ولا تسد جوعا… ولا تشتري بنزينا ملونا ولا موزا… لكنها تجلب الضغط والسكري وانسداد الشرايين وليس الإيدز… الموظفون من عناصر هذه الدورة كانت تعويضاتهم المالية أقل من زملائهم بكثير… فوزير المالية حين أوضح في مجلس الشعب أن الحكومة لا تريد زيادة الرواتب كي لا نورث أبناءنا أزمة ديون، نسي معاليه أننا لسنا أبناء وزراء ولو كنا كذلك لركبنا السيارات وأكلنا الموز لكن نحن أبناء الواقع الذي لا حساسات فيه ولا ألوان ولا حول ولا قوة إلا بالله! أشرف مهنا الأيام