هكذا عاملناهم بالأمس.. وهكذا يعاملونا اليوم! لبنانيون يطالبون الحكومة السورية بدفع كلفة استخدام اللاجئين للكهرباء
صاحبة الجلالة _ ماهر عثمان بالأمس الذي ليس ببعيد وقف السوريون بكل أطيافهم إلى جانب أشقائهم اللبنانيين خلال عدوان تمّوز 2006 .. وقفوا مع من نزح من لبنان وقفة مشرفة وأكرموا وفادتهم وفتحوا بيوتهم ومدارسهم لاستقبال آلاف العوائل اللبنانية الهاربة من القصف الوحشي للعدو الاسرائيلي على لبنان.. فعلوا ذلك بكل رحابة صدر ومحبة ودون انتظار رد للجميل لأنهم لم يتخيلوا يوما أن سورية الآمنة ستتعرض لمثل الحرب الارهابية التي شنت عليها طيلة السنوات السبع الماضية وأن الأيام ستضطرهم لطرق باب "الشقيق". وننوه بداية إلى أن ما سنطرحه ليس من باب "المنية" لأن الشعب السوري بأخلاقه وإنسانيته وما فطر عليه من ثقافة ودين بعيد كل البعد عن ذلك .. وإنما نطرح ذلك لتذكير بعض اللبنانيين وإنعاش ذاكرتهم قليلا بأن السوري ولو ضامته الأيام ..يبقى عزيزا كريما لا يعرف الحقد واللؤم الذي لديهم ..ولنقول لهم " الدنيا دولاب" ولو عادت الأيام لا قدر الله وتعرضت لبنان لأي اعتداء فسيكون الشعب السوري بتعامله ومحبته نفسه الذي كان في حرب تموز عام2016. ومثار كل ذلك الكلام هو ما ورد اليوم على لسان بعض السياسيين اللبنانيين الذين على ما يبدو فقدو الحياء ونزلوا لمستوى متدن ومعيب حيث طالبت حركة التغيير اللبنانية حكومة بلادها بأن تلزم الحكومة السورية بدفع تكلفة الكهرباء الخاصة باللاجئين السوريين في لبنان بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام. رئيس حركة التغير إيلي محفوض الذي قال " لجوء السوريين يكبد الخزينة اللبنانية خسائر فادحة فلتتحمل سوريا أقله من ناحية الكهرباء" على ما يبدو نسي أو تناسى أن هناك قرى لبنانية حدودية كاملة تخدمها سوريا سواء لناحية الطرقات أو الكهرباء ..وتجاهل عن عمد أن إعمار ما دمرته اسرائيل خلال عدوانها 2006 تم على أيدي العمال والحرفيين السوريين. وفي الختام نقول التاريخ يسجل ولا يرحم أحدا و كل الممارسات العنصرية التي مورست على النازحين السوريين في لبنان "الشقيق" مؤرخة حيث سيأتي جيل في لبنان وينظر إلى هذا السجل وأقل ما سيقوله إن ذلك معيب.