42 من اللاشيء .. و فرحة مستغربة لنون النسوة غلبت الرجال بحل الاتحاد
صاحبة الجلالة _ لمى خير الله
غابت نون النسوة من حضانة الاتحادات وتربعت في كنف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بمرسوم تشريعي صادر عن الرئيس بشار الأسد ليلغي القانون رقم 33 عام 1975 والمعدل بالمرسوم التشريعي رقم 3 لعام 1984 المتضمن آنذاك إحداث الاتحاد العام النسائي.
بعد 42 عاماً من اللاشيء لم تخف النساء السوريات فرحتهن ازاء حل الاتحاد فكنّ أول المهللات و المطبّلات لاتحاد لم يقدم لهم سوى تعلّم الخياطة والمكياج والشعر وشغل السنارة والحاسوب و حرف اخرى مشابهة ، بحسب التعليقات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بلهجة لا تخلو من السخرية مثل "تيتمنا يا حسرة".
وفي قراءة لردود أفعال النساء حيال القانون يخرج القارىء بنتيجة مفادها " أنه بعد قرابة نصف قرن على تأسيسه لم يترك الاتحاد أي بصمة تذكر في ربوع نسوة سورية اللائي طمحن بأن يحمل صوتهن الى الصدارة بل على العكس حمل وجها سلبيا لا يليق بالهدف الأساسي لتأسيسه" ، حيث جاء في تعليق إحداهن " تسكرت دكانة من دكاكين السمسرة عقبال الباقي "
وفي الضفة الموازية لنون النسوة برزت سخرية جمع المذكر السالم الذي طالب بتأسيس "اتحاد عام رجالي" كبديل عن الاتحاد الذي تم حله ، فيما علّق أحدهم "نحنا من غير ما يتحدوا مافينا عليهن" وذهب البعض الآخر إلى التعليق بعبارة "لا حاجة لنا باتحاد نسائي.. ولا لجمعيات حماية المرأة من العنف.. نحن بحاجة إلى جمعية نسائية لضحايا أفكار أحلام مستغانمي "
ويبقى السؤال ..هل ستكر السبحة ليصل البل لذقن باقي الاتحادات والجمعيات أم أن الاتحاد النسائي حالة خاصة عرّتها الجمعيات النسائية المدنية التي نشطت خلال السنوات الست للحرب وقدمت الكثير والتي قام معظمها من خلال مبادرات فردية .. أو النساء والفتيات اللائي تركن مكنات الخياطة وورشات الحلاقة ليلتحقن بجبهات القتال جنباً إلى جنب مع الرجل وكنّ معظمهنّ خارج دائرة الاتحاد النسائي وتحديدا من عائلات البسطاء في سورية اللاتي حتى لم يجدن فرصة من خلال الاتحاد لتقديم أي شيء لأنفسهن ولبلدهن.