بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

الفن السوري السابع.. الابن المدلل في دفتر العائلة!

الأحد 23-04-2017 - نشر 8 سنة - 5802 قراءة

القصة السينمائية السورية تحتاج كاميرا قادرة على إجراء «زووم إن» يشبه التلسكوب كي لا تضيع من العدسة حتى القشّة الصغيرة أو «الوتكة» كما يقال في العاميّات!. القضية الجوهرية هنا تتعلق بالدور المفترض أن تلعبه المؤسسة العامة للسينما مع السينمائيين الشباب وأصحاب التجارب، لماذا تتكرر أسماء بعينها في كل مهرجان من ناحية حفل الافتتاح؟ هل من الأفضل أن نجرب خيارات بصرية أخرى تعلن انطلاق مهرجان مهم يتعلق بتجارب الشباب والأفلام القصيرة، أم من الضروري أن نمشي وفق قاعدة «اللي بتعرفو أحسن من اللي بتتعرف عليه»؟. وإذا كان خيار الإدارات السينمائية تبني هذا المثل الشعبي في التعامل مع الفن السوري السابع، فما حال تكرار التعامل مع مخرجين بعينهم كل موسم، مع احترامنا للأسماء ولتجربتها السينمائية، إلا أن فتح المجال لآخرين يعدّ ضرورياً ولاسيما من الفئات الشابة التي يمكن أن تنتقل من الهواية إلى الاحتراف ومن الفيلم القصير إلى الطويل بجدارتها ومواهبها الإبداعية وليس تبعاً لأي اعتبارات أخرى. لماذا هناك ثلاثة أسماء تحضر دائماً في قائمة المؤسسة؟.

ستختلف وجهات النظر، لكن التعامل مع الإجابات بشفافية هو في حد ذاته قضية ملحة لا تقلّ شأناً عن جميع المكاشفات التي تجري في البلد، هل يمكن إشهار الميزانيات للعلن، والكشف عن الفواتير التفصيلية التي تستهلكها الأفلام المنتجة؟ وهل تمكن الإجابة عن سؤال يتعلق بالمدة الزمنية المسجلة على الورق والمتصلة بالوقت الذي سيستغرقه التصوير لإنهاء الفيلم؟. هل تتطابق هذه المدة مع ما يجري على الأرض أثناء التصوير؟. لماذا لا يتم عقد مؤتمر صحفي علني يتم فيه تحديد الأفلام التي سيتم إنتاجها هذه السنة مع الإعلان عن ميزانياتها وتفاصيلها المختلفة كنوع من كشف المستور مادامت الحقائق لا تخيف أحداً, ومادامت هذه الأرقام التي توصف بالفلكية تدفع من جيب المواطن بهدف إمتاعه بالفرجة السينمائية والارتقاء بالذائقة البصرية والإطلالة العالمية التي تبيض الوجه؟. ألا يتفق الجميع على أن أفضل خيار للجانب المالي أن يمارس في العلن من دون تردد أو حرج لأن ذلك يتصل مباشرة بشفافية الأداء الإداري وأهمية الانتقاد والرد على الانتقاد كأسلوب في دمقرطة العمل الثقافي؟.

ستختلف وجهات النظر، ويقول البعض: إن مجرد الإعلان عن مهرجان للسينما في هذه المرحلة يعدّ إنجازاً عظيماً بغض النظر عن التفاصيل الأخرى، وسنقول: إن أضعف الإيمان في الفنون يمكن أن يتحول إلى مشكلة في الفن نفسه، خاصة إذا تكررت الأسماء في المهرجانات وتمت استعادة الأدوات والأساليب نفسها تقريباً من افتتاحيات المهرجانات السابقة..

إجراء مهرجان «سفور» بلا أغطية ولا مكياجات من شأنها تبديل ملامح الوجه، هو ما نحتاجه في هذه المرحلة، خاصة بعد عقود طويلة من عمر المؤسسة السينمائية ومن الميزانيات الضخمة والكوادر والانهماكات بشتى أنواعها، فالجميع لا يريد أن يصل إلى نقطة يقول فيها «كثرت المهرجانات وقلّت السينما» على وزن «كثر الشعراء وقلّ الشعر»، وربما لا شيء يمكن أن يحمي من هذه الحالة الخطيرة أكثر من المكاشفات الجريئة والعلنية عن كل الخبايا بلا تردد أو تبرير!.

لماذا لم تشارك المؤسسة خلال السنوات الماضية في مهرجانات عالمية لا تقاطع الإنتاج السوري؟ سؤال يعدّ وجيهاً فعلاً، فمهرجانات تقام في موسكو وبكين وهونغ كونغ ودول أوروبا الشرقية، لم تعلن الحظر على الفيلم السوري وبالتالي كان بإمكان المنتج السينمائي المحلي الإطلالة عبر هذه المهرجانات على الضفة العالمية كسراً لكل أنواع الحصار!. ما نسرده هنا يتعلق بما يتداوله السينمائيون السوريون والمهتمون بالنقد السينمائي وخبراء الكار إذا صح التعبير، وقد حاولنا نقل ما أمكن من هذه التساؤلات أثناء افتتاح مهرجان سينما الشباب فحصلنا على ما يمكن من الإجابات وبقيت التفاصيل مؤجلة حتى يسمح الوقت بجلسة انتظرناها طويلاً مع مدير عام المؤسسة..

في كل الأحوال، إن المكاشفات «الحبيّة» لا تفسد للودّ قضية كما يُقال في الشعبويات الطيبة.. فالفن السوري السابع لا يختلف عن إخوته في دفتر العائلة، بل ربما هو الأكثر دلالاً لأنه الأصغر سنّاً وترتيبه هو السابع في العائلة كما تعلمون!.

 

تشرين


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية