بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

مسرحية “حديقة الحيوان” الحقيقة.. تسرد بعفوية الكلمات

الأحد 23-04-2017 - نشر 8 سنة - 5875 قراءة

بهذه النهاية الرمزية والواسعة الطيف بالرؤية الدرامية، قدم المخرج نصاً مستوحى من قصة عالمية “حديقة الحيوان” على مسرح القباني بدمشق، والمسرحية جسد بطولتها  شخصيتان، هما “روبرت” الرجل البرجوازي المثقف الذي يسكن في حي بين رأس العين والحديقة، والشاب “جيري” الفقير الذي يسكن الأقبية المتخمة بالألم والفقر، والملتقى كان في حديقة الحيوان.. وهو لقاء عابر، هو الأول والأخير! فالشاب المهزوم جيري إلى حد الانتحار بيد الآخر عنوة، سوف يستعرض نفسه وحياته في مدة ساعة من الوقت على خشبة المسرح، إنه يقرأ نفسه ويستفز الآخر ليجعله ينطق بحقائق عن واقعه، وهو يفترض العداوة المبطنة بينهما لأنه ينسبها إلى الصراع الطبقي المزعوم في خبايا المجتمع، مع أن الرجل روبرت صاحب دار النشر يستغرب هذه التفصيلات التي يحرضه على الاعتراف بها جيري، لقد اصطنع المنافسة بمخيلته وأذعن لها إلى حد الجريمة بحق نفسه، بدلاً من التعاون مع الآخر في صنع الحياة الأفضل، وقد وعده بنشر قصته الواعدة لدى داره الأدبية ولكن يهزأ منه ولا يصدق.

تدور الأحداث على الخشبة من خلال الحوار المحبوك بلغة خاصة وحاذقة تجذب المشاهد، إنها حوار ملحمي يعتمد الدراما الداخلية للشخصين، وهي لغة التواصل بينهما وبين الحكاية وخيال المتلقي ضمنا لمعان فيها من السريالية في المعنى ما يكفي لأبعاد وإسقاطات واضحة على واقعنا، فالرموز استحضرها الحوار لتكون أبطالاً على مسرح القصة، هي امرأة متسلطة عجوز سكيرة يعيش معها الشقاء “جيري”، إذ هي تغتصبه جنسياً كل ليلة وهي ثملة، وكلبها النباح عدوه الذي يقرر قتله بالسم ولكن يفشل فهو سيشفى بعد المرض ويعيش ثانية، وسيخلص إلى قناعة غير مبررة، أن هذا الثري هو عدوه الذي يمثل السلطة وبأحكام مادية، وسوف يقتله مثلما هو فكر بقتل الكلب، وسيضع الخنجر بيده ليقتل نفسه بها موهماً نفسه والحياة أن الآخر هو الذي قتله..؟! وكأن الكاتب أراد أن يستقرىء حالات نعيشها بمحنتنا اليوم، إذ إن الكثيرين يفترضون العداء مع الآخر ليفتعلوا الجريمة، وهي لغة سادية للانتحار البطيء أو المباشر، وإن كانت لها مسوغاتها النفسية من شريعة الغاب وحماقة الغبن تجاه النفس والآخر..؟!

كان للإضاءة والديكور الدور البارز في تجسيد الأفكار وصقلها، كما لعبت الموسيقى لغة حوارية بينهما، العمل جاء لوحة تعبيرية بالمجمل، وهو مقتبس عن المسرحية العالمية الشهيرة “قصة حديقة الحيوان”، الصادرة عام 1955 للكاتب أدوار ألبي، الحاصلة على عدة جوائز، وهي من إعداد وإخراج الفنان حسن عكلا، وقد جسد دور “روبرت” الفنان القدير عبد الرحمن أبو القاسم، ودور الشاب “جيري” الفنان المبدع محمود خليلي.

 

البعث


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية