رائحة المطر الطيبة.. كيف تتشكل وما هي اسبابها؟!
الاثنين 30-07-2018
- نشر 6 سنة
- 5693 قراءة
لفتت قناة "بي بي سي" البريطانية الى ان هناك أسباب علمية لها علاقة بالكيمياء تقف وراء الرائحة الطيبة للمطر، موضحة ان البكتريا والنباتات وحتى البرق يمكنها جميعا أن تلعب دورا في الرائحة الطيبة التي نشعر بها بعد أي عاصفة رعدية، والتي تؤدي إلى تنقية الهواء وترطيب الأرض.
واضافت القناة ان هذه الظاهرة يطلق عليها "رائحة الأرض الندية" أو "رائحة المطر"، وقد سعى العلماء منذ فترة طويلة إلى دراستها.
وأول من أطلق على هذه الظاهرة اسمها باحثان استراليان في ستينيات القرن الماضي. وهذه الرائحة الدافئة التي نشعر بها عندما تهطل الأمطار على أرض جافة تنتج عن البكتريا.
الى ذلك اوضح مارك باتنر، رئيس قسم علم الميكروبيولوجيا الجزيئية في مركز "جون إينيس" للأبحاث، أن "هذه الكائنات متوفرة في التربة"، مضيفاً لـ"بي بي سي": "لذا عندما تقول إنك تشم رائحة تربة ندية، بالفعل أنت تشم مركبا جزيئيا تصنعه بكتيريا معينة".
كما ينشأ هذا المركب الجزيئي عن نوع من البكتيريا المتسلسلة. ويوجد هذا النوع من البكتيريا في التربة السليمة، وتستخدم في صناعة مضادات حيوية تجارية.
وحين تهطل الأمطار على الأرض، تؤدي إلى تناثر هذا المركب الجزيئي، المعروف باسم "جيوسمين" في الهواء، بكميات وفيرة.
وقال باتنر "حيوانات كثيرة تكون حساسة له، لكن البشر حساسين جدا له".
وفي السياق توصل الباحثان إيزابيل بير وآر جي توماس، اللذان أطلقا اسم "رائحة المطر" على الظاهرة، إلى أن البعض جمعها وباعها كعطر باسم "ماتي كا أتار" في ولاية أوتار براديش الهندية، وذلك في ممارسة ترجع على الأقل إلى ستينيات القرن الماضي ، وأصبح اليوم من المعروف أن مركب جيوسمين من المركبات الأكثر شيوعيا في مكونات العطور.
وفي هذا الاطار قالت صانعة عطور تُدعى مارينا بارسينيلا "إنها مادة قوية بحق ورائحتها مثل الخرسانة عندما تضربها الأمطار. يوجد شيء بدائي جدا ورائع جدا بشأن الرائحة".
وحتى الآن توجد علاقة غريبة مع مركب جيوسمين، ففي الوقت الذي تجذبنا رائحته، يكره الكثيرون مذاقه.
وقال جيب لوند نيلسن من جامعة ألبورغ في الدنمارك "لا نعرف لماذا نكره الجيوسمين"، مضيفاً: "إنه ليس ساما للبشر، لكننا نربط بينه وبين شيء سيء".
الى ذلك اشارت الأبحاث، بحسب نيلسن، إلى أن مركب جيوسمين قد يكون على صلة بما يُعرف باسم "التيربينات"، وهي مصدر الرائحة في كثير من النباتات.
وقال فيليب ستيفنسن، المشرف على الدراسة في حدائق "كيو" للنباتات الملكية في بريطانيا، إن الأمطار يمكن أن تطلق هذه الروائح.
وأضاف لبي بي سي "ربما تتسبب الأمطار في تكسير المواد النباتية الجافة التي تطلق المواد الكيميائية بطريقة مشابهة لما يحدث عندما تسحق الأعشاب المجففة، فتصبح الرائحة أقوى".
الى ذلك تلعب العواصف الرعدية أيضا دورا، بحسب "بي بي سي"، حيث تُخلق رائحة نظيفة وحادة من الأوزون، تسببها الصواعق والشحنات الكهربائية الأخرى في الغلاف الجوي.
وتقول ماريبيث ستولزينبورغ من جامعة ميسيسبي "علاوة على الصواعق، فإن العواصف الرعدية لاسيما الأمطار سوف تحسن نوعية الهواء. والأمطار تسهم بتنقية الهواء من الغبار وجسيمات أخرى".