تكامل وترابط سوق باب السريجة مع حي القنوات
نجم عن امتداد عمران مدينة دمشق خارج سورها إلى نشوء حي سوق باب السريجة وحي القنوات اللذين يمتدان شرقاً إلى غرب من محلة باب الجابية شرقاً إلى محلة الفحامة بشارع خالد بن الوليد غرباً، وهذا الشارع كان يعرف باسم سيدي عمار وعرف بأواخر عهد الدولة العثمانية باسم بالزاوية الرشادية، كما أطلق عليه الفرنسيون زمن الاستعمار الفرنسي لسورية اسم شارع كافرد، أما إطلاق اسم شارع خالد بن الوليد فهو نسبة لمسجد بهذا الاسم بني بهذا الشارع فكان كل من حي باب السريجة وحي القنوات متلازمين متوازيين على نحو ما ذكر حيث يكمل أحدهما الآخر. من سوق باب السريجة من أكثر أسواق مدينة دمشق ازدحاماً لما يتوافر به من محال لبيع الخضراوات والفواكه ولوزام البيت من سمن وسكر وزيوت ولحوم وأفران للخبز. أنشئ سوق باب السريجة زمن المماليك، حيث قام بعض الأرباض لمحال هذا الحي، فسكن أهل أصحاب هذه الأرباض إلى القرب من تلك المحال ويعود نشوء حي القنوات أيضاً إلى زمن المماليك، أما امتداد عمران هذا الحي فيعود إلى زمن العثمانيين وقد سكن بهذا الامتداد أسر وعائلات أرستقراطية أواخر العهد العثماني فعرف هذا الحي باسم حي الأكابر. أما تسمية حي القنوات بهذا الاسم فهو نسبة لقناة أو نهر قنوات الذي تفرع عن بردى عند موقع الشادروان زمن الآراميين، وعند دخول قناة قنوات إلى مدينة دمشق تتفرع إلى فروع كان منها الفرع الذي يتوجه إلى حي القنوات وقد قام الرومان برفع مياه نهر قنوات فوق قناطر عند موقع الشابكلية حتى تصل مياه قنوات إلى أكثر دور مدينة دمشق القديمة ارتفاعاً بعد أن كانت هذه المياه تجري تحت أبنية دور مدينة دمشق، أما الشابكلية فهي نسبة إلى الأمير المملوكي شادي الجلياني الداودار، الذي بناها سنة 857 للهجرة نسبة إلى المدرسة الشاذبكلية ثم تحرف الاسم إلى شابلكية. يتفرع عن الجانب الذي لجهة الجنوب من جادة القنوات فرعان يصلان إلى سوق باب السريجة يعرف التفرع الأول بجادة التعديل، وقد كانت هذه الجادة من الممتلكات التي تركها الأمير تنكز نائب السلطنة المملوكي، وهي تتفرع مقابل مخفر أو قسم الشرطة القديم بجادة القنوات، وما هي إلا مسافة لا تتجاوز المئة متر حتى يتفرع التعديل إلى جانب يتجه غرباً ليصل إلى الشابلكية، والجانب الآخر نجم اتجاهه جنوباً مع بعض التعرج وصولاً إلى سوق باب السريجة، أما شريان الاتصال الآخر لحي القنوات بسوق باب السريجة فهو ما يعرف باسم جادة البلطجية، هي إلى الشرق من زاوية أبو الشامات الصوفية المعروفة باسم الشاذلية. والبلطجية رتبة عسكرية عثمانية، وقد أطلقت هذه على سجن مؤقت كان بهذه المحلة وهو المعروف بأيامنا باسم سجن النظارة، كما أطلقت تسمية البلطجية على مقر الطريقة الصوفية الشاذلية فأصبحت المنطقة تعرف باسم البلطجية. أما الجهة الشمالية من جادة حي القنوات ولا نجد على الجانب الشمالي من جادة القنوات إلا التفرع الذي عند قسم الشرطة القديم وهو التفرع الذي يوصلنا بعد مسافة نحو المئة متر إلى محلة الدرويشية شرقاً وإلى الشارع الذي خلف القصر العدلي القائم اليوم غرباً. أما حي سوق باب السريجة، فنجد عند بدايته الشرقية التفرع الذي يوصله بحي القنوات ما يعرف باسم البلطجية الذي أشرنا إليه قبل قليل ولا نجد على الجانب الشمالي من سوق باب السريجة إلا التفرع الذي عند المؤسسة الاستهلاكية الذي يوصل حي سوق باب السريجة بحي القنوات عند جادة التعديل ثم تفرع آخر عند سوق الخضر الواقع غربي محلة الشربيشات. أما على الجانب الجنوبي من حي باب السريجة فأول ما نجد من التفرعات التفرع الموصل إلى جادة الحجاج التي بها حمام الزين إلى القرب من دار القضماني، يلي ذلك التفرع المقابل للمؤسسة الاستهلاكية وهو المعروف باسم زقاق البركة، هذا الزقاق الذي ينشطر إلى فرع يتجه شرقاً إلى ما يعرف باسم قبر عاتكة وغرباً إلى محلة الفحامة، بشارع خالد بن الوليد غربي مشفى الكندي ونذكر من المشيدات التي بسوق باب السريجة، الحمام المعروف باسم الحمام الجديد وقد أنشئ مكان حمام قديم ليكون بديلاً من حمام ملكة الذي دمره الفرنسيون خلال ضرب محلة سيدي عامود (الحريقة)، ومن التفرعات التي بالجانب الشمالي من سوق باب السريجة التفرع الذي يوصلنا إلى جادة التعديل المشار إليها، ولا نجد بعد ذلك بسوق باب سريجة إلا تفرع حارات ضيقة توصلنا إلى القنوات وإلى محلة الشربيشات ثم تفرع سوق الخضرة الذي يربط بين حي القنوات وحي سوق باب السريجة وهذا السوق لجهة الغرب من محلة الشربيشات، بل نجد مقابل تفرع سوق الخضر المذكور تفرعاً يوصلنا إلى محلة عرفت باسم جادة التيروزي نسبة لمسجد وحمام يحملان هذا الاسم، وقد اعتبر هذا الحمام من أجمل حمامات المدينة لما عليه من زخارف ونقوش وارتفاع قباب. الوطن