بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

غياب في ذكرى رحيل الماغوط.. أبدع.. فبقي حياً

السبت 08-04-2017 - نشر 8 سنة - 5808 قراءة

في الأمس القريب، وفي الثالث من نيسان 2016مات محمد الماغوط، وفي الأمس القريب كان في وداعه عدد من الشخصيات التي استلمت قيادة الثقافة في هذا الوطن ثم تراءى لها أن الثقافة ليس لها بريق كبريق الذهب فغادرت، وماتت في أذهاننا.

وبقي الماغوط منتشيا بعد الموت بذكراه التي أعلنها جهارا أن وطنا آخر سيخونه لكنه لم يخن، فبقي حيا.‏

أحيت ذكراه جمعية العاديات في سلمية وهي تتذكر تماما كيف احتشدت مدينة سلمية بأبنائها في شوارعها كاملة وكيف اكتظت ساحاتها لاستقباله وتوديعه في آن واحد، وكيف كانت الأرض مستعدة لاستقباله في الربيع الذي فرح للقائه بعد كل السنين وكانت ستستقبله بفرح أكبر لو عبأ رئتيه بشم عبيرها ولو داس على عشبها بوزنه الثقيل وكسر بعضا من أعناق ورد بري نما بعد مطر بخيل في سلمية.‏

احتفت به العاديات و حضر الماغوط الاحتفاء بشكل شخصي ورأى أنه بالرغم من غيابه فإن أبناءه كانوا يرقبون أخباره فهذا العام كبر محمد الماغوط وفي العام الذي تلاه « ختير « أكثر و وفي شهور أخرى لم يعد يرى الا بالنظارات، و ثم ازداد وزنه و ثم احتاج إلى من يقوم على خدمته، ثم أحس بالحنين اليها، ثم مات قبل ان يراها و تساقطت دموع حزن من عينيه كأنها «حزن في ضوء القمر» لأنه أحس متأخرا بالحنين ولأنه كان دوما يشعر بالحزن وأراد لحظة فرح فلم تأت على هواه‏

شارك في الأمسية عدد من شعراء سلمية وتحدث كل شاعر بايجاز عن بعض من ذكريات معه مهديا حبا لرائع مثله.‏

الشاعر والمسرحي مهتدي غالب أخذته المناسبة لاستذكار بعض من حياته الأدبية التي /أودت به ليكون شاعرا/ حيث كانت خزانة بيتهم بجدرانها الأربعة مليئة بالكتب في وقت لم يكن يدرك قيمة الكتاب الى أن نفذت لسبب أو لآخر ولم يبق منها الا 200 الى 300 كتاب خاصة أن المكتبة لمصطفى غالب صاحب مجلة الغدير التي صدرت في خمسينيات القرن الماضي في سلمية حينها بدأ يدرك كم كان الكتاب ثمينا وبدأت رحلته مجددا لاستعادة تلك الثروة التي ضاعت عن غير قصد، ومن أوائل الكتب التي استعادها ديوان محمد الماغوط وقرأ نقديا بعضا من اعمال الماغوط المسرحية التي كتب لها النجاح منذ أول مرة انطلق بها في المسرح القومي بدمشق، متوجها الى المعنيين بالمسرح لاخراج مسرحية العصفور الأحدب الذي انتهى من اعداده.‏

مشيرا الى أن هذا العمل من أصعب الأعمال التي يراد تحويلها من لغة حوارية الى لغة بصرية لأن الحوار مغرق بالشعرية وكل لوحة من لوحات المسرحية بحاجة الى قدرة إخراجية قادرة على ايصال الفكرة لجمهور مسرحي يطلب لغة سلسة مقتربا من واقعه مترجما خياله بمشهد متقن، ومن العصفور الأحدب الأول يبدأ بـ:‏

صوت: (خافت وحزین یأتي من النافذة الصغیرة العالیة)‏

تحت أقواس النصر، رفعوا وشاحي كذیل النعجة‏

أمامَ لهب الشموع، فتَّشوا نهديّ كالبضائع‏

أخرجوا العروق.. ونثروا بذور الحلیب‏

لیست الشرطةُ أو رجال التأمیم‏

ولكنها العصافیر المغردة والعشاقُ المجهولون‏

لم أكن أحمل لهم لوماً أو فراقاً‏

ولكنني كنت أحمل لهم رائحة الشجر وبكاء الأساطیل‏

(صمت)‏

یا إخوتي.‏

أنتم هنا، لأن الآخرین هناك..‏

أنتم هناك، لأن أطفالكم یأكلون الفراشات النیئة..‏

ویضربون البراعم بحدِّ المساطر.. أنتم هنا..‏

لأن الله لایجلسُ تحت الیاسمین وفي ثقوب القیثارات‏

ولكن في ثقوب المدافع وعلى جراح السبایا‏

كما تحدث المسرحي محمد الشعراني حول العلاقة بين الماغوط والمبدع دريد لحام الذي فهم مسرح الماغوط وقرأ احساسه بشغف وأوصل الأفكار بليونة وبساطة وحب خالص للمسرح، نافيا وبشدة الاتهام الذي اتهم به مسرح الماغوط على انه مسرح تنفيسي لأن ذلك أخطر اتهام يمكن ان يوجه الى مسرحه لأن مسرح الماغوط مسرح جاد ينتمي للكوميديا السوداء ولايدعو ذلك الى أي تفسير آخر كما تناول روح النكتة الحاضرة لديه على الدوام، ولاننسى أقلاما أخرى تناولت قبسات من شخصية الماغوط وهم اسماعيل يازجي ونضال الماغوط وحسن نعوس وقدمت الامسية القاصة كنانة ونوس وأغنت الحضور بمقطوعات شعرية للمبدع الذي فاجأ الجميع أن مقعده شاغر، لم يستطع اشغاله احد بعد كما علم سورية في مقعد الجامعة العربية لم يستطع اشغاله أحد‏

 

الثورة


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية