أردني يعرض نفسه للبيع: لم أتناول الطعام ليومين وعاجز عن علاج نفسي.. فمَن يشتري كليتي؟
الأربعاء 06-06-2018
- نشر 7 سنة
- 5770 قراءة
“أنا إنسان للبيع من يشتري كليتي أو قرنيتي أنا مستعد للبيع”، مناشدة ضجَّت بها شبكات التواصل الاجتماعي، أطلقها عدنان عاشور (فلسطيني أردني)، بعد أن تقطَّعت به السُّبل لإيجاد علاج لمرض تليف الكبد الذي يعاني منه منذ سنوات. حقَّق الفيديو المنشور على موقع “تويتر” حوالي 100 ألف مشاهدة في ساعاته الأولى، وحظي بتفاعل المئات، بعد أن عرض عاشور قرنيّته وكليته للبيع مقابل 30 ألف دولار، تدفع للمستسفى لتكاليف علاجه.
وأضاف خلال المقطع المصور “مَن يحتاج كلية وليس لديه المال الكافي أنا مستعد أن أتبرع له لوجه الله، بجميع الأحوال بطني ينتفخ، والكبد ينتفخ، ولي يومان بلا طعام، واليوم أفطرتُ على الماء”.
القصة بدأت عند مرض طفلته عام 2006
الحالة التي وصل لها عدنان البالغ من العمر 48 عاماً، ودفعته لعرض أعضاء جسده للبيع ليست وليدة اللحظة. يقول عدنان لـ”عربي بوست”: “تعود البداية إلى عام 2006 عندما رُزقت بابنتي مايا، التي وُلدت بتشوه خلقي بدون مجرى بين المرارة والكبد، فأجرينا لها أول عملية وعمرها 53 يوماً، لكن لم تنجح العملية، عندما أصبح عمرها 6 أشهر أجرينا لها عملية ثانية، فاكتشفوا أنها تعاني من تشمّع في الكبد، وبدأنا في رحلة معاناة جديدة”.
سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بحثاً عن علاج لابنته، ونشر معاناته في إحدى الصحف المحلية، وبالفعل تكفل شيخ إماراتي من أبناء الشيخ زايد بعلاج ابنته، الذي كان يتكلّف 100 ألف دولار، وعندما أراد والد الطفلة أن يتبرع لها اكتشف أنه أيضاً يعاني من تليف في الكبد وبداية لمرض السرطان، فلم يتمكن من علاج طفلته.
“ناشدت الديوان الملكي الأردني لعلاج ابنتي، لكنّه رفض طلبي عدة مرات، وبعد موافقة الشيخ على علاجها واكتشاف المرض الذي أعاني منه بدأنا في البحث عن متبرع، فلم يتطابق كبد أي من الأقارب مع كبدها، وأخيراً وجدنا كبداً في شيكاغو، لكن التكاليف كانت 250 ألف دولار، أكثر من المبلغ المتبرع به، فعدت لمكتب الشيخ وأبلغتهم بالأمر، فرفضوا التكفل بأي مصاريف علاجية. وخلال محاولاتي معهم التي استمرت 12 يوماً توفيت ابنتي في المستشفى بعمّان، فعدت في نفس اليوم، ثم تبرّعنا أنا ووالدتها بأعضائها في مستشفى الجامعة الأردنية في عمّان، لننقذ حياة أطفال آخرين، وأتممنا مراسم الدفن.
بعد وفاة الطفلة، قام مدير مكتب الشيخ، ويدعى هشام المصري، بطلب المبلغ الذي تم التبرع به، وبالفعل تمت إعادته لهم، وعندما تدهورت حالتي الصحية بعد سنوات تواصلت معه عبر الواتساب، وطلبت منه مساعدتي مجدداً. وقلت له: “أعدنا مبلغ الطفلة لأنها توفيت، وأنا الآن بحاجة للمساعدة منكم يا سيد هشام، فغضب من حديثي عن المبلغ الذي تمت إعادته، وهدَّدني إن تحدثت بالموضوع مجدداً، وبات يحدثني أحياناً ويحظرني أحياناً أخرى، يبدو أن الشيخ لا يعلم بأن المبلغ تمت إعادته، لأنه لا أحد يسترد المال الذي يتبرع به، خاصة إن كان شيخاً أو أميراً”، يقول عدنان.
زوجته هجرته بسبب المشكلات.. ويعيش في الشوارع والحدائق
أوضح عدنان لـ”عربي بوست”، أن مشكلة ابنته، وتدهور حالته الصحية، وعجزه عن العمل أدت إلى الطلاق بينه وبين زوجته، التي لديه منها 4 أبناء يعيشون معها.
قبل يومين كان عدنان يعيش في الشوارع، ينام في ملحقات المساجد، أو الحدائق، ويقضي يومه متسكّعاً في الطرقات، أملاً في أن يأتيه الفرج ليخلصه من آلامه التي يعانيها، فيما يأكل ويشرب عبر المساعدات والشفقة التي تقدّم له من الذين يعرفونه، وبعض الأيام يقضيها دون طعام أو شراب.
وبفضل الفيديو الذي حظي بانتشار واسع، تبرَّع أحد فاعلي الخير السعوديين المقيمين في عمان بمبلغ مالي له، مكّنه من استئجار غرفة وصالة ليعيش فيهما بدلاً من حياة الشارع القاسية.
وأشار عدنان الذي تغيير شكله بشكل كبير بعد مرضه، إلى أن وضعه الصحي مع تليف الكبد بات مزرياً للغاية، إذ ينزف الدماء عند قضاء حاجته، ويعاني من انتفاخ كبير وشديد في البطن، حتى أصبح كالبالون، وربما تطور مرض السرطان، أو تليف الكبد وهو لا يعلم، فحالته الصحية تسوء أكثر وأكثر، وآخر مرة زار فيها الطبيب كانت قبل عام، حيث توقَّف علاجه في مستشفى هداسا بالقدس، بسبب عجزه عن تكاليف السفر والعلاج.
أعرب الرجل الذي أوصى مستشفى الجامعة في عمان بالتبرع بأعضاء جسده بعد وفاته عن أسفه من المضايقات والشتائم التي يتعرّض لها عبر تويتر، بعد عرض حالته، ويقول: “أنا لست سعيداً بأن وصلت حالتي إلى هذا الحد، لكن الحاجة صعبة، والله لا يبتلي أحداً بما ابتُليت أنا به، بالأمس ضايقني بعضهم بالردود، لدرجة أن ضغطي ارتفع، وبتُّ أنزف الدماء من أنفي، لكن بنفس الوقت أهل الخير والمتعاطفون أكثر، وأشكرهم جميعاً على حسن معاملتهم، وأتمنى أن أجد من يساعدني على علاجي لأتمكن من العمل وممارسة حياتي بشكلٍ طبيعي مثل بقية الناس”.
عربي بوست