الدورة 102.. كفّيتوا ووفيتوا العائدون "لحضن الحياة" بعد 8 سنوات.. ماذا ينتظرهم ؟
صاحبة الجلالة - مهند خديجة عندما تهوج المحن لا يجد الأب إلا أبنائه الذين رباهم ليصبحوا رجالاً يستند عليهم كالجبال العاليات وعندما تعصف سموم الحروب بأي وطن فمن الطبيعي أن يجد أبنائه سوراً كالطود يذود عنه ويحميه من الدسائس والأخطار، كذلك كان الشباب السوري الذي طالما ارتدى لباس الشرف العسكري المقدس الممهور بشعار "وطن شرف إخلاص".. لباس الجيش العربي السوري. بعد ثمان سنوات من التضحية والعطاء والابتعاد عن أهلهم وأبنائهم وحياتهم الطبيعية صدر اليوم الأمر الإداري الذي يقضي بتسريح مشرف لصف الضباط والاحتياطيين في الدورة الأكبر والأقدم في تاريخ الجيش العربي السوري.. الدورة 102.. وذلك اعتباراً من الأول من حزيران القادم ليعيدهم الى ممارسة الحياة المدنية بعد أن وفوا بما عاهدوا وما بدلوا تبديلا. هؤلاء الشبان التحقوا بخدمة علمهم قبل أن يتسلل الإرهاب زاحفاً إلى داخل الوطن ودخلوا في الاحتفاظ دون تحديد المدة، فتعالوا عن الجراح وتسابقوا الى ساحات الوغى ليرغد الوطن بالأمن والأمان ولتكتب الانتصارات ببركة جراحهم و دمائهم النقية الطاهرة.. لكن تسريحهم يطرح عشرات الأسئلة حول ماذا ينتظرهم بعد ما أكملوا رسالتهم بأمانة للنهاية..؟ وكيف سيكملون حياتهم بعد 8 سنوات انقطاع عن المدنية ..؟ وعلى ماذا سيعتمدون للبدء في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والواقع المعيشي الكارثي..؟ ولاسيما أن الذين بقوا يمارسون حياتهم المدنية محتارون اليوم بلقمة عيشهم..؟ ويسأل متابعون.. ماذا ستقدم لهم الحكومة لتسهيل عودتهم "لحضن الحياة" " لحضن أسرهم"..؟ وهل سيكون لهم الأولوية في وظائف الدولة باعتبارهم أحق من غيرهم..؟ أم سيعاملون "كغيرهم" ..؟ وهل سيحتاجون وهم الذين دافعوا عن قيم الجمهورية العربية السورية قولا وفعلا إلى إصدار قانون يضمن حقهم بما ذكر..؟ ولاسيما أن موضوع تسريح هذه الدورة أثار جدلا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي طيلة سنوات لجهة تحديد موعد صدوره.. نفيه أو تأكيده . يذكر أن الدورة 102 هي أقدم دورة خدمة علم في الجيش العربي السوري، والتي كان من المفترض تسريحها بعد عامين من الخدمة، لكن ظروف الحرب استدعت الاحتفاظ بعناصرها كسائر الدورات العسكرية اللاحقة.