التوحد ساهم بإنتاج أقدم الفنون العظيمة في العالم!
يشير بحث جديد أجراه علماء بريطانيون إلى أنه من المحتمل أن يكون الكثير من أقدم الفنون العظيمة في العالم قد نشأ من قبل البشر الأوائل الموهوبين المصابين بالتوحد. وخلص علماء الأثار الذين يعملون مع خبراء التوحد إلى أن البشر تمكنوا من إنتاج أول فن واقعي منذ حوالي 33 ألف سنة، لأن ظروف العصر الجليدي أدت إلى انتقاء مجموعات معينة من الجينات. وفضلت الظروف القاسية الانتقاء الطبيعي للجينات التي تهيئ بعض البشر لتطوير قدراتهم على التركيز على المهام بتفصيل كبير لفترات طويلة (إدراك بيئاتهم في مصطلحات ثلاثية الأبعاد بطريقة محسنة)، لتطوير قدرات أكبر على الاحتفاظ بالصور، وتطوير قدر أكبر من الاستعدادات لتحديد أنماط الجغرافيا والحركة وتحليلها. وأجرى الباحث الطبي، باري رايت، بالتعاون مع عالمة الآثار، بيني سبيكنز، أبحاثا على الطلاب في جامعة يورك، ووجدوا أن 4% منهم كانوا يعانون من طيف التوحد. ولم يدرك معظمهم وضعهم التوحدي وأنهم يدينون بقدراتهم ومهاراتهم إلى هذه الحالة. وبشكل ملحوظ، توجد أعلى مستويات التوحد الوراثي في مجموعات من أصل شمال أوروبا، وكثير من الأسلاف واجهوا تحديات العصر الجليدي. وبهذا الصدد، قالت سبيكنز، المتخصصة في ثقافة ما قبل التاريخ التي درست الفن في العصر الجليدي: "نشك في أن التطور المبكر لطيف التوحد الموروث كان في جزء منه استجابة تطورية للأحوال المناخية القاسية للغاية في ذروة العصر الجليدي الأخير. فبدون تطوير القدرات المرتبطة بالتوحد لدى بعض الناس، من المتصور أن البشر لن يكونوا قادرين على البقاء في بيئة متجمدة يحتاج فيها الطعام إلى مهارات محسنة. والتركيز التفصيلي هو الذي يحدد ما إذا كان بإمكانك أن ترسم بشكل واقعي. وهذه السمة موجودة بشكل شائع لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، ونادرا ما تحدث لدى الأشخاص الذين لا يعانون منه". ويشير البحث الجديد، الذي نشرته المجلة الأكاديمية البريطانية Open Archaeology هذا الأسبوع، إلى أن الجوانب الهامة للوجود الإنساني (من البقاء إلى التعبير الفني) تحتاج الآن إلى النظر إليها من منظور عصبي وتطوري، وليس فقط من الجوانب الثقافية. وسيدرس العلماء الآن الجوانب الرئيسية الأخرى للتطور الثقافي البشري، بما في ذلك التقنيات السابقة والطقوس والفن غير الواقعي في وقت سابق، لمعرفة ما إذا كانوا هم أيضا نتاج للضغط البيئي والتطور والتغيير العصبي. والمثير للدهشة أن البحث الجديد يظهر أن التطور لدى البشر المعاصرين كان يحدث بعد فترة طويلة من ظهور الإنسان المعاصر، منذ حوالي 250 ألف سنة. ويوضح أن التطور لا يتوقف أبدا. الجدير بالذكر أنه تم العثور على الأمثلة الرئيسية لفنون العصر الحيوي الديناميكي المبكر، في فرنسا وإسبانيا ضمن مواقع مثل Chauvet وLascaux وAltamira. المصدر: إنديبندنت