بئر الموت الجماعي ..! موبايل كاد يتسبب بأن يبتلع بئر 6 رجال بريف اللاذقية
صاحبة الجلالة _ فاديا بركات
لم يكن يعلم هؤلاء الرجال أن سقوط هاتف أحدهم سيجرّهم إلى موت جماعي كاد يودي بحياة ستة رجال أثناء محاولتهم شفط مياه البئر لسقاية مزروعاتهم.
ذكر إسعاف الهيئة العامة لمستشفى الحفة الوطني لـــ "صاحبة الجلالة" أنه حوالي الساعة الثانية ظهراً من يوم الخميس الواقع 10 أيار، استقبل ثلاث حالات إسعافية حالة منهم غرق وحالتين نقص أكسجة وهبوط حرارة الجسم، حيث تم إجراء الإسعاف اللازم ووضع أحدهم على جهاز التنفس الآلي نظراً لسوء حالته مع تحسن في وقت لاحق، ووضعنا الحالاتين المتبقيتين في العناية المشددة وحالتهما مستقرة، ثم بعد ساعتين وردنا إلى الإسعاف ثلاث جثث بسبب نفس الحادثة ناتجة عن غرق ونقص أكسجة وهبوط حرارة الجسم، وقام القاضي مع الطبيب الشرعي بفحص الجثث ومعاينة المصابين وفتح الضبط اللازم من قبل الشرطة، وتم تشييعهم صباح يوم الجمعة 11 أيار من مستشفى الحفة الوطني إلى قريتهم ليواروا الثرى.
فيما تحدث عن تفاصيل الحادثة سليمان حيدر الذي كان شاهداً عليها في قرية "صرنا الجبل" التابعة لمنطقة "الحفة": اجتمع يوسف وابن أخيه وبعض الشبان لشفط مياه البئر إلى بركة وسط أرض زراعية ليسقوا مزروعاتهم بواسطة محرك يعمل على البنزين مثبتاً في البئر، وأثناء ذلك سقط هاتف "يوسف أحمد" في الماء، فتبرع ابن أخيه "أحمد" بالنزول لإحضار الهاتف وبسبب انعدام الأوكسجين في البئر وإنتاج المحرك لغاز أول أوكسيد الكربون السام جداً سقط أحمد ولم يعد، قام بعد ذلك "موفق حيدر" بالنزول لمساعدة أحمد وإخراجه ولكنه سقط أيضاً، وفي هذه الأثناء انتشرت الحادثة خلال دقائق قليلة في القرية، ثم وصل "بسام عبد الرحمن علي" ونزل في البئر فاختنق وسقط في ماء البئر.
لم تنتهِ الحادثة بموت الثلاثة ولكن محبة أهل القرية دفعتهم لمحاولة الإنقاذ وخاصة أنهم يعرفون أن ارتفاع ماء البئر لا يتجاوز مترين وله سلم من السهل الوصول إلى قاعه ولكنهم لا يعلمون شيئاً عن الغاز الذي ينتجه المحرك، فجاء السبعيني بدر ونزل في البئر بعد ربطه بحبل ولكنه اختنق وأغمي عليه وأثناء سحبه انقطع الحبل وبمحاولة من الشبان الحاضرين منصور وهيثم لسحب بدر تأثروا أيضاً بغاز أول أوكسيد الكربون، مما أدى لاختناق الثلاثة بدر ومنصور وهيثم وأسعفوا إلى المستشفى وتم وضعهم في العناية المشددة، وبعد إدراك خطورة الموقف قام أحد الشبان بإخبار الشرطة وفوج الإطفاء في اللاذقية الذي كان أول الواصلين وقام بالإجراءات المناسبة لانتشال الجثث من البئر بعد تزويد البئر بالأوكسجين ونزول أحد رجال الإطفاء الغطاسين إلى البئر.
يُذكر أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها ففي عام 2009 توفي أربعة أشخاص في ريف اللاذقية بسبب وجود محرك في البئر لشفط المياه يعمل على البنزين والذي ينتج عنه عادم من غاز أول أوكسيد الكربون بالغ السمّيّة