هل تريدون وزير الأوقاف ماركسيا ؟!
صاحبة الجلالة – خاص بداية ليس لنا علاقة عميقة مع وزير الأوقاف السيد محمد عبد الستار السيد و قد اشتكى ذات مرة من صاحبة الجلالة. لكن هذا الهجوم على وزير الأوقاف ليس حكيماً.. و كأن المطلوب أن يكون وزير الأوقاف متوافقاً فكرياً مع الماركسيين و الشيوعيين و كذا الملحدين. الرجل وزير أوقاف ولديه شريعة إسلامية وسطية ولا شك أنها تمثل الفكر المعتدل في الإسلام. فما يفيد الهجوم على الفكر المعتدل؟! و لمصلحة من ؟ لاشك أن الفكر الإسلامي بحاجة إلى الكثير من التجديد، و ربما تقف وزارة الأوقاف في مكان يؤهلها لذلك.. لكن الهجوم الذي تتلقاه وزارة الأوقاف كأنما يريد أن يخرجها من جلدها الإسلامي و التحول إلى وزارة ماركس مثلا!!. وجلّ الذين يحاربون وزارة الأوقاف هم من الشخصيات المثقفة و التي تعود مرجعيتها الفكرية الى الماركسية. يعتبر هجوم الإسلام المتطرف على وزارة الأوقاف أمراً طبيعياً فثمة طلاق فكري بين الجانبين وكذلك طلاق سياسي واضح المعالم والأهداف، لكن لايمكن اعتبار هجوم المثقفين السوريين على وزارة الأوقاف موقفاً حكيماً ومنسجماً مع حالها الصعب في بلد يعيش تناقضات صعبة. هناك وزارات خدمية نستطيع أن نقيم عملها من خلال مرتسمات واضحة لدى المواطن.. لكن وزارة دينية فإن المسألة غير قابلة للقياس بشكل واضح. على سبيل المثال و ليس الحصر. هل يعتبر احتواء "القبيسيات" في الحياة الدعوية السورية أمراً مفيداً أم ضاراً ؟! الذين لديهم موقف سلبي من " القبيسيات" سيعتبر أن عملية الاحتواء أمراً ضاراً و غير مفيد، بينما في الواقعية الوطنية فإن عملية الاحتواء و جعل الداعيات مع الدولة و لخدمة الدولة أمر أكثر من مفيد و يعتبر نجاحاً. نحن نعرف هنا في - صاحبة الجلالة –أن الدفاع عن أي وزير ليس "شعبياً" و الدفاع عن وزارة الأوقاف سيكون أمراً محفوفاً بالتشكيك و العدائية، لهذا نتوقع الاختلاف في الرأي.. على أمل ألا يفسد هذا الاختلاف العلاقة معكم. أخيرا لا نتفق مع وزير الأوقاف في قوله لا تناقض بين العقل و النقل .. فهذا موضوع اشكالي حسمه قديما جدا ابن رشد.