رسالة إلى صديقي اللص .. أرجوك أعد لي "البارت"
صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي
لم يجد الشاب "أديب أبو محمود" غير وسائل التواصل الاجتماعي لكي يبث حزنه ووجعه على سرقة دراجته النارية التي هي الأنيس والرفيق ومصدر الرزق الوحيد الذي يسهل عليه مقاومة الجوع والبحث اليومي عن الرزق الحلال، لعل وعسى يقرأ اللص هذه الكلمات، ويعيد له "البارت" ذو الصوت العذب.
(أعلم أنك لا تعرف سوء وضعي، ولا تعرف أني أسهر أكثر الليل، وأستيقظ مع صياح الديك. وأعلم أنهم لم يخبروك أني اتخذت من "خَبزِ الصاج" مهنة، ومن سواد الليل أنيساً، ولا تعرف أن نطقي ليس سليماً فأحدث في وحدتي نفسي.
ستخبرك عني دراجتي التي سرقتها مني، فهي صديقتي ورفيقة دربي، وربما صوتها أفضل حال من صوتي.
استيقظت صباح اليوم مسرعاً، ووضعت خبري في أكياس، وركبت دراجتي "البارات"، كم أحبها.. فهي ثروتي الصغيرة وسبيلي للقمة الحلال. وتوجهت بها إلى الفرن (الآلي) في مدينة "صلخد"، فزبائني يريدون خبزاً.. وأنا أريد أن "أنفق" بضائعي.
ركنت دراجتي على الطريق، وأخذت بعض الخبز، وصعدت إلى منزل صديقي وزبوني لكي أعطيته طلبه، ولم أدري أنك تراقبني وأنك بهذه المهارة، فسرقتها بلحظات!!.
يقولون في الرجاء مذلة، فأرجوك أن تعيدها إلي.. فهي سبب رزقي وملاذي وراحتي.
تقول السيدة سهام العقباني أنها تعرفت على أديب أبو محمود منذ أيام عن طريق الصدفة في منزل ذويها، فهو الشاب فقير ويتيم ونطقه صعب جداً. ويعمل أجيراً في مخبز صاج، ويبيع الخبز على دراجته النارية، وضعه يدمي القلب (الله لا يسامح ولا يوفق اللي سرق المتور).
وتداعى عدد من المتطوعين للبدء بحملة تبرعات لصالح "أبو محمود" لكي يجمعوا له ثمن دراجة نارية جديدة بنفس النوع لعلهم يعيدون البسمة إلى وجهه المتعب الحزين، علماً أن الجميع أكد أنه يعاني من صعوبة في الكلام منذ الصغر، وقد سببت له هذه الإعاقة الكثير من الخجل والانطوائية على الذات، لهذا يتمتع كثيراً بصوت دراجته والسير بها طويلاً.
يذكر أنه لا يمر يوم إلا وتشهد المحافظة سرقات عديدة لآليات مختلفة وسط انفلات أمني كبير.