القادم على سوريا حتى حزيران.. معركة درعا ..معركة ادلب الكبرى..ومصريون بالجنوب
صرح السيناتور الروسي إيغور موروزوف في مؤتمر صحفي اليوم بأن موسكو تعارض قطعيا إرسال قوات عربية إلى سوريا معتبرا إياه انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي موضحا أن إرسال قوات من قطر وبلدان خليجية ومصر إلى سوريا هو مبادرة من الولايات المتحدة.
ويتزامن تصريح المسؤول الروسي مع ما قاله وزير خارجية آل سعود عادل الجبير أمس بأن على قطر أن ترسل قوات إلى سوريا إذا كانت لا تريد أن تخسر الدعم العسكري الأمريكي ومع ما نشرته صحيفة "Wall Street Journal" عن مسؤولين أمريكيين بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى لحشد عسكريين من الدول العربية /مصر والسعودية وقطر والإمارات / ليحلوا محل الجنود الأمريكيين في سوريا من أجل استقرار الأوضاع شمال شرق البلاد.
ما سبق يعيدنا إلى الدراسة الخطيرة التي نشرها مركز فيرل للدراسات في ألمانيا ويؤكد ما جاء فيها تحت عنوان " القادم على سوريا حتى حزيران" والتي نضعها بين أيديكم:
دخلت الأزمة السورية عامها الثامن، بصورة مختلفة عن باقي الأعوام، فموازين القوى باتت واضحة أنها لصالح الجيش السوري، وأصبحت المعارضة السورية المسلحة غير موجودة فعلياً على الأرض، بظهور الوكيل الأصلي الغربي والعربي، وقتاله الصريح، بالإضافة لوجود عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب.
إنّ تطهير الغوطة الشرقية، وهي خزان الإرهاب الرئيسي الذي عُقدت عليه الآمال للهجوم على دمشق، هو بأهمية تحرير حلب إن لم يكن أهم، فالضوضاء التي رافقت تحرير الغوطة كانت أكبر، خاصة مع الدخول إلى قلبِ الإرهاب.. دوما.
كلنا شاهدنا ما يمتلكهُ إرهابيو جيش الإسلام من عتاد عسكري ثقيل وبكميات فاقت كافة التوقعات، جرى تسليمه للجيش السوري في القلمون الشرقي البارحة السبت، وهي تعادل ما يمتلكهُ جيش دول وليس عصابات تكفيرية!.
الانتقام الأميركي الهوليودي قُصقصت جوانحهُ بضربة فاشلة لعدة مواقع عسكرية، بعد تمثيلية الكيماوي الفاشلة أيضاً، لكن هل انتهت تمثيليات الكيماوي؟ بالتأكيد لم تنتهِ وقد نراها في درعا أو ريف حمص وحماة الشمالي وربما تخترعُ واشنطن حججاً أخرى لضرب الجيش السوري مع كل تقدّمٍ يُحرزهُ فما هو القادم على سوريا؟.
القادم على سوريا حتى نهاية الربيع
بعد تحرير الغوطة الغربية والجبهة الجنوبية، مخيم اليرموك والحجر الأسود.. . ستصبح محافظة ريف دمشق محررة بالكامل، وهنا تكثرُ التكهنات والتنبؤات، وعلى الاغلب سيتم التوجه نحو درعا والقنيطرة وريفهما.
درعا والقنيطرة وريفهما
التوجه لتطهير بؤر الإرهاب في درعا والقنيطرة، بات ضرورياً وخطراً بآن واحد، المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت: (إنّ لدى موسكو معلومات تشير إلى عزم المعارضة إقامة منطقة حكم ذاتي في جنوب سوريا بدعم من الولايات المتحدة المعارضة تتلقى شحنات مشبوهة عبر الحدود الأردنية تصلها على أساس أنها مساعدات إنسانية أميركية).
الذي يحدث أنّ جبهة النصرة اتفقت مع إرهابيي الجيش الحر وبوساطة من المخابرات أردنية، وبإشراف أميركي، وفق معلومات خاصة بالمركز وردت من الأردن، وقد أنشأوا غرفة قيادة مشتركة للتنسيق فيما بينهم، حيث يشنون هجمات مشتركة ضد الجيش السوري في أرياف درعا والقنيطرة وحتى السويداء، والقصد توسيع منطقة سيطرتهم، بما في ذلك السيطرة الكاملة على العاصمة درعا، وهو ما أكدتهُ موسكو أيضاً، بأنّ منطقة الحكم الذاتي في الجنوب يُخططُ أن تكون درعا عاصمتها.
الأردن غارق حتى أذنيه في هذا الدعم وبالتنسيق ليس مع واشنطن فقط بل مع تل أبيب. ولكن هل سينجحون في ذلك؟ التجارب السابقة كانت فاشلة بما في ذلك الغوطة الشرقية، ومعلوماتنا تقول أنّ موسكو لن تسمح بذلك، وسوف تتدخلُ بشكل واضح لدعم أي تحرك سوري عسكري، عند الحدود مع الجولان المحتل في ظل تنسيق بين المخابرات الأردنية والأميركية والإسرائيلية لتشكيل حكم ذاتي للإرهابيين عاصمته درعا، تكون إدراته الفعلية في عمّان التي تخطط لضمّهِ لاحقاً.
معركة ادلب الكبرى
إرهابيو جيش الإسلام تم نقلهم من الغوطة والقلمون إلى الشمال الذي تُسيطر عليه تركيا، لكن جيش الإسلام مدعوم من السعودية وهي على خلافٍ مع تركيا! فلماذا وافقت الرياض على ذلك؟
عندما نقول السعودية، يجب أن نفكر فوراً فيما تريد واشنطن، الأخيرة تريد زيادة نفوذها في الشمال الغربي السوري من خلال آلاف من إرهابيي جيش الإسلام، وتدخلهم باتفاق مع المليشيات الكردية لمواجهة تقدم الجيش السوري والحضور الروسي المتزايد هناك، خصوصا أن جيش الإسلام حاضر بجنيف والأستانا، جعل المليشيات الكردية وقسد وجيش الإسلام، أدوات ميدانية وسياسية في المستقبل، وكلنا يتذكر رغبة واشنطن منذ فترة بفتح قاعدة عسكرية للأمريكان في الغوطة الشرقية، الحديث عن هذه القاعدة بقي في الكواليس; وفشل
من جانب آخر، تريدُ الرياض ومعها أبوظبي من جيش الإسلام والمليشيات، مواجهة النفوذ التركي نتيجة الصراع بين حلف آل سعود آل نهيان، ضد حلف أردوغان تميم، فلا تستغربوا أن تظهر الأزمة القطرية واليمنية والليبية والمصرية في الشمال السوري!! كما ستقوم الرياض بنقل جزء من جماعة علوش الإرهابية من خلال القواعد الأمريكية، إلى اليمن كونهم مرتزقة يُقاتلون من أجل المال، كما أنّ معلومات مركز فيريل أنّ بين 10 إلى 15% من جيش الإسلام ليسوا سوريين، إذاً سيقاتلون في أي مكان.
تحرّك الجيش السوري باتجاه إدلب، سيكون كبيراً ولن يأتي بين ليلة وضحاها، وستسبقهُ تحركات سياسية لاستنفاذ إمكانيات الحل السلمي.
تركيا تحاول القبض على كافة المفاتيح، فتارة نراها قريبة من روسيا لمواجهة خصومها حلفاء واشنطن من المليشيات الكردية وحالياً جيش الإسلام، ثم تبتعدُ عن موسكو عندما يُطلب منها تسليم عفرين للجيش السوري.
تركيا مُجبرةٌ أن تُقدّمَ جبهة النصرة المحسوبة عليها وعلى قطر، كبش فداء لموسكو ودمشق مقابل ضرب المشروع الأمريكي الذي يُقرأ منه تصعيد في الداخل التركي ضد أردوغان، من قبل جماعة فتح الله غولن المدعومة أمريكياً. كما أنّ تدخل واشنطن في إدلب محدود.
في الحقيقة: سيبقى أردوغان مهزوزاً، تارة في حضن بوتين وتارة في حضن ترامب.
معركة تحرير الجزيرة السورية والقوات العربية
التقينا هنا في برلين ببعض قيادات أحزاب كردية، وسألهم مركز فيريل عما حصل بالحكم الذاتي الذي قرروا إعلانهُ مراتٍ، فكان جوابهم لا جواب. في الحقيقة أنّ زعماء الأحزاب الكردية الانفصالية لا يعرفون ماذا يحدث في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور!! من الأجوبة التي قالها لمركز فيريل قيادي في أكبر الأحزاب الكردية الانفصالية: (سوف تساعدنا القوات العربية على إعلان الحكم الذاتي). إذاً يتبخرٌ أمل ويُخدعُ الانفصاليون ويسقطون بالحفرة، ثم ينهضون استعداداً للحفرة التالية، وهكذا.
إنّ معركة تحرير الجزيرة مؤجلة حالياً بانتظار انسحاب القوات الأميركية، ونقول هنا إن حصل القوات الفرنسية لن تكون صعبة، والجندي الفرنسي سيفكرُ بساقيه مع أول عملية مقاومة ضدهُ.
في حال انسحاب القوات الأميركية، والذي لن يكون كاملاً بجميع الأحوال، ستكون القواعد الأمريكية التي تمتد من منبج لعين العرب للرقة والحسكة ودير الزور، غالباً مقراً للقوات العربية، والجيش المصري سيكون عِمادُ هذه القوات هذا هو المطروح، فهل سيحدثُ ولماذا مصر؟
لماذا مصر؟ هنا السؤال الكبير الذي على الشعب المصري الإجابة عليه قبل قيادته بانتظار لقاءِ تخفيف مؤقت للتوتر بين ترامب وبوتين، واتفاق مرحلي غير دائم حول المصالح الإستراتيجية للقضايا العالمية، ومفتاحهُ الدائم سوريا.