بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

هكذا تحولت فنلندا إلى أسعد دول العالم

الأحد 15-04-2018 - نشر 7 سنة - 5724 قراءة

الدولة الإسكندنافية احتلت أول موقع في التقرير السنوي للسعادة الذي تصدره الأمم المتحدة، والتقرير الذي نشرته صحيفة «الباييس» الإسبانية يتناول جوانب تفوقها. في البداية يقول الكتاب في إشارة إلى عبارة انتشرت إثر فوز إسبانيا في إحدى مباريات كأس العالم: إذا كنا في إسبانيا نطبق القول الشهير «أنا إسباني، فيم تريدني أن أفوز؟» في المجال الرياضي، ففي فنلندا يقولون ذلك في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتعليمي، ينشر الفنلنديون ذلك بكل فخر في صفحة المعهد الفنلندي للإحصاء التي تتضمن قسمًا باسم فنلندا بين أفضل دول العالم، يضم عشرات الدراسات العالمية التي يشغلون فيها المواقع الأولى. لكن في 14 مارس (آذار) الجاري كان لديهم أمر أكبر لإضافته؛ في تقريرها حول السعادة اختارت الأمم المتحدة فنلندا باعتبارها أسعد دول العالم. الدراسة التي أجراها للأمم المتحدة قسم أبحاث السعادة في كوبنهاجن، وضعت في اعتبارها عوامل متعددة، مثل إجمالي الناتج المحلي، والمساعدات الاجتماعية، ومتوسط العمر، والحرية، وغياب الفساد، ونوعية حياة المهاجرين. وقد حققت إسبانيا للعام الثاني المركز رقم 36، تليها كولومبيا، ثم ترينيداد وتوباجو. المراكز الأولى في هذا الترتيب تغيّرت قليلًا خلال العامين الماضيين؛ كانت المراكز العشرة الأولى من نصيب الدول نفسها، وإن تغيرت مواقعها، كانت فنلندا عام 2017 في المركز الخامس، وهذا العام تقدمت إلى المركز الأول الذي كانت تحتله دولة النرويج. المراكز العشرة الأولى في الترتيب العالمي للسعادة عام 2018 هي: فنلندا، والنرويج، والدنمارك، وآيسلندا، وسويسرا، وهولندا، وكندا، ونيوزيلندا، والسويد، وأستراليا. وقد ركّز تقرير عام 2018 على مستوى سعادة المهاجرين في 117 دولة تمت دراستها، كانت سعادة المهاجرين جزءًا من سعادة المواطنين، ليس الفنلنديون وحدهم الأكثر سعادة، مهاجرو فنلندا أيضًا هم الأسعد بين المهاجرين إلى دول العالم الأخرى. تقول إيفا هانيكاينن الملحق الإعلامي في سفارة فنلندا في مدريد: «إن مفتاح السعادة الفنلندية هو الثقة بين سكانها وسياسييها». وتضيف بعض الأسباب التي تجعل الفنلنديين سعداء: «إنه مجتمع شفاف للغاية، ولدينا سياسات متعددة للدعم الاجتماعي، فضلًا عن أنه بلد آمن جدًا وعادل». مجتمع ليس فيه تفاوتات كبيرة وتحكي هانيكاينن: «منذ نشأة دولة فنلندا منذ حوالي 100 عام، كان التعليم والمساواة هما الركيزتان الأساسيتان في المجتمع». في الانتخابات الأخيرة كان ثلاثة من ثمانية مرشحين من الأحزاب الرئيسة من النساء. في إسبانيا لا توجد أحزاب رئيسة على المستوى القومي تقدم امرأة كمرشحة. فنلندا إحدى ثلاث دول لديها أقل فجوة بين الجنسين في العالم، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي. إلى جانب أنها مثل معظم الدول الإسكندنافية تمنح إجازة طويلة للآباء الجدد قد تمتد لستة أشهر. كما أنها على رأس البلدان ذات الفجوة الأدنى في الأجور، وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي. طبقًا للدراسة التي ركزت على المشاركة الاقتصادية وفرص المرأة في عالم العمل والمستوى التعليمي والصحة ومتوسط العمر المتوقّع. في المجال الاقتصادي، وفقًا لليونيسف، فنلندا هي ثاني بلد في العالم لديه أقل قدر من الفروق بين الأطفال، كان الفنلنديون هم أول من ابتكر قبل ثلاثين عامًا الحقيبة التي تحتوي على الملابس والحفاضات والمستلزمات الخاصة بالمواليد الجدد التي كانت الحكومة تمنحها لأسرهم، ونفذت الفكرة لاحقًا عدة دول حول العالم، كما أن هذه الدولة هي أقل أربع دول في العالم في معدلات الفقر. التعليم ركيزة أساسية بالتأكيد سمعت في أكثر من مناسبة أن «لدى فنلندا أفضل نظام تعليمي في العالم». وهي ليست مبالغة؛ فوفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي يُعتبر التعليم الإبتدائي في فنلندا الأفضل في العالم، بينما يحتل التعليم الجامعي المركز الثالث في العالم، وتحكي هانيكاينن «التعليم ليس مسألة مال في فنلندا، إنه مجاني حتى المرحلة الثانوية، وليس هناك جامعات خاصة».

هكذا تحولت فنلندا إلى أسعد دول العالم تطور فنلندا دائمًا نظام التعليم فيها، ومؤخرًا قامت بإلغاء المواد واعتمدت طريقة مختلفة وإلى جانب هذا – كما تضيف هانيكاينن – هناك فكرة مترسخة بعمق في المجتمع، وهي أن التعليم لا ينتهي بنهاية المرحلة الثانوية أو الجامعية؛ «التدريب أمر يجب أن يستمر مدى الحياة، ويتم تشجيعه في المنزل كما في المؤسسات»، البالغون في فنلندا يحتلون المرتبة الثالثة في ترتيب «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)» في المعرفة باللغة والرياضيات. صحة جيدة.. رغم أن هناك دولًا أفضل أحد الأمور التي تضعها الأمم المتحدة في الاعتبار عند تقدير مدى السعادة هو متوسط عمر الإنسان، الإسبان سيسعدهم أن يعرفوا أنهم الرابحون في هذه النقطة. في إسبانيا يقدّر متوسط عمر الفرد بـ83 عامًا، بينما يبلغ 82 عامًا فقط في فنلندا. فنلندا مثل إسبانيا، لديها نظام عام للصحة، لكنه بمقابل مدفوع في كل الخدمات. المرضى يدفعون مقابل الرعاية الأولية، والإقامة في المستشفى وحالات الطوارئ والأدوية التي تستلزم وصفة طبية. هناك 3.3 طبيبًا لكل ألف مريض في فنلندا، بينما في إسبانيا هناك أكثر من ذلك: 3.9 طبيب لكل ألف مريض. قليل من السياسة.. كثير من الأمان أحد الأسباب التي تزيد أسباب الثقة بين الشعب الفنلندني، طبقًا لهانيكاينن، هو الأمن، وليس لهذا علاقة بقوة الشرطة، أو قسوة الأحكام، على العكس، فنلندا – وفقًا لبيانات المكتب الأوروبي للإحصاء – إحدى الدول الأوروبية التي تمتلك قوات شرطة أقل مقارنة بعدد السكان؛ هناك 140 شرطيًا لكل 100 ألف مواطن، في إسبانيا مثلًا هناك 365 شرطيًا لكل 100 ألف مواطن. مع ذلك، فوفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فنلندا هي الدولة الأكثر أمنًا في العالم التي يمكن السفر إليها. كما أن مؤشرات السلام العالمي لعام 2017 التي أعدّها معهد الاقتصاد والسلام تضمنت فنلندا ضمن البلدان الأكثر هدوءًا في العالم. هكذا تحولت فنلندا إلى أسعد دول العالم خريطة السلام العالمي التي أصدرها معهد الاقتصاد والسلام. البلدان الخضراء هي الأكثر سلمًا لديها غابات هي الأكبر في أوروبا رغم أن النظام الصحي ركيزة أساسية للصحة، إلا أنه ليس كل شيء للعناية بها، فنلندا تبرز لنا جوانب أخرى، العلاقة بين الطبيعة والبيئة مثلًا؛ إنها البلد الثالث على مستوى العالم من حيث نقاء الهواء، وهي الدولة الأوروبية التي تمتلك مساحة أكبر من الغابات، وهذه بعض المشاهد الطبيعية التي يستمتع الفنلنديون برؤيتها:   Imatra, Finlandia. ساسة بوست


أخبار ذات صلة