في ذكرى ثاني أكبر مجزرة ارتكبها فصيل "جيش الإسلام" بعد مجزرة عدرا العمالية
صاحبة الجلالة_رنيم الددش يبدو أنه لانقطة تتوضع في نهاية خط تولد مخلوقات بشرية يكاد يسري في عروقها الدم النيلي المشبع بالزرقة وكأنه لاحيلولة علمية جديدة مبتكرة تسهم في إحلال وإذابة جينات تورث التوحش والتلذذ في القتل ،فمن مجزرة أرض الغاضرية والتي أودت بحياة نساء وأطفال عطشى إلى جريمة قتل بركات بن فارس الفوعي على يد الملك رضوان برواية لتفاصيل عملية تعذيب وقتل تكاد الأسطر تتكسر عند تدوينها وذلك عندما أقدم على تحمية الطست وغليه وسكبه على رأسه ثاقبا كعابه وضاربا الرزز والحلق فيها إلى نفخ بكر الحديد في دبره ،ومن هذه الرواية إلى أقسى منها سيرة عندما ذكرت إحدى الكتب بين طياتها فقدان ١٥٠٠طفل فجأة ليتبين فيما بعد أن أحدهم والذي يدعى (جيل دوريه ماريشال فرنسي لعام ١٤٢٩ )كان قد أقدم على ذبحهم وتعذيبهم وتقديمهم كقرابين لساحره محتفلا معه على قلبٍ ويدٍ يمنى لضحية صغيرة مستخدماً فعل اللواطة والزنا قبل وأثناء وبعد تعذيبهم ،ومن هنا إلى مكان آخر نعتقده اليوم موطئ سلام وتشاور (جنيف )التي سجلت في عام/ ١٥١٥/مقتل مايقارب ٥٠٠مريض نفسي/ على يد السلطة آنذاك على أن هؤلاء تسكنهم أرواح شريرة ولاإمكانية لعلاجهم بغير هذه الطريقة ،ومن تلك إلى ماهو أقرب زمناً عندما ضج العالم في عام ١٩٤٥بمقتل ٢٠٠ألف مواطن من سكان مدينة هيروشيما اليابانية بعد أن ألقت (عاصمة المغول المحدثة إميريكا الشنيعة )واحد كيلو غرام من الذرة على المنطقة ليرتفع عدد الضحايا بعد دقائق على إنتشار الإشعاع إلى ٣٠٠ألف الطفل الشهيد حسين حج موسى (يلي قال لأمو ماما أنا جوعان اشتقت للضيعة ولزرعاتي) جرائم وجرائم أخرى بعضٌ أفصح عنها واخرى ظلت تغفو بين أذرعة الكتب بغير ظهور وأخرى ماتت مع موت رواتها فهنيئاً ومبارك علينا بهذة الثورة الإلكترونية التي قد لاتدثر واقعة ولاتميت رواية في عصرنا هذا فسوف يأتي تاريخ٤/١٥من هذا الشهر وتذكرنا الصفحات الفيسبوكية بمضي عام على مجزرة شنيعة أرتكبت بحق أكثر من ٣٠٠ مواطن من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين شمال سوريا جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ العشطى والجوعى وذلك أثناء خروجهم من بحر موت الى شط نجاة ظنوا انه قد يكون كهذا،حدث ذلك عقب توقيع إتفاقية المدن الأربع (زبداني مضايا -الفوعة كفريا)حيث نصت إحدى بنودها على إجلاء كامل لأهالي البلدتين المحاصرتين يقابله على المقلب الأخر خروج من يرغب من الزبداني ومضايا من مسلحين ومدنيين إلى إدلب مع الإبقاء على من لديه رغبة في تسوية وضعه لدى اللجان المعنية،ليبدأ سيرالعملية في ٢٠١٧/٤/١٣ عندما وصلت قرابة ٨٠ حافلة فجر اليوم لإجلاء ٨٠٠٠محاصر من داخل البلدتين كمرحلة اولى على أن يليها إستئناف للعملية بعد الإنتهاء من المرحلة الأولى ويتم على إثره الإجلاء الكامل ،مع تسجيل أقتصر على تواجد لسيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر في رفقة الحافلاء مخصصة لنقل الجرحى والمرضى يقابله غياب لعناصر من فرق الأمم المتحدة المنوط بها رعاية الإتفاقية وضمان سلامة الخارجين من البلدتين الإرهابي سامر الخريطة الأمر الذي لم يكن مطمئناً فتلك العناصر الإرهابية لاتتجرع إلا نقض العهود والمواثيق خصوصا بعد ترديد المجموعات الإرهابية المسلحة بعد الإعلان عن الإتفاقية شعارات حملت في مضمونها وحشية لاغرابة فيها كعبارة (ثأرا لخان شيخون لن تمروا إلا على أجسادنا )حيث إدعت وألصقت تُهمةًكان قد إفتعلتها هي عندما تحدثت بغير أدلة ودجل عن أن الجيش السوري هو من قصف منطقة خان شيخون بالكيماوي قبل أيام .عراقيل عدة إستمرت العناصر الإرهابية بوضعها في طريق تنفيذ العملية فسجل في تاريخ ٤/١٤من مساء يوم الخميس وبعد تأخير إنطلاق الحافلات سقوط قذائف صاروخية إستهدفت تجمع الحافلات المتواجدة في ساحة البلدة ،قافلة الحافلات التي كانت تنتظرأمر الإنطلاق حاملة على متنها كثيرا من المحاصرين ماأدى إلى وقوع إصابات بين صفوف المدنيين ونذكر منهم الفتاة خديجة حاج أحمد(١٣)عام والتي تأثرت بإصابة خطيرة في عينيها ماأستدعى نقلها بواسطة سيارة الهلال الإحمر من خارج البلدة إلى مدينة اللاذقية بعد إلحاح ذويها والطاقم الطبي التابع لمشفى الفوعة لإخراجها على الفور عندما تعنت المجموعات الإرهابية فتح معبر الخروج أمام أي حافلة أو سيارة رافقه رفض طاقم سيارة الهلال الأحمر مرافقة والدتها معها لتبقى هذه الأم داخل البلدة حتى اللحظة لاتعرف إلا لوعة الإشتياق والتذكر في الوقت الذي تمكنت فيه الحافلات التي تقل مسلحي الزبداني ومضايا من العبور والوصول إلى إدلب بيسر .ساعات وفرضت تهدئة توقف على إثرها سقوط القذائف وسمحت بعدها العناصر الإرهابية بمرور ٣٥ حافلة عبر /معبر الصواغية / الحاجة الشهيدة (زينب وحيد محسن ) كانت تعاني خلال فترة الحصار من تليف رئيتين وداء باركنسون ولم يصغي المجتمع الدولي لآناتها وأوجاعها وعاودت إغلاقه أمام ماتبقى من الحافلات التي بقيت داخل البلدتين، محتجزة الباصات التي تمكنت من الخروج في منطقة الراشدين الواقعة غرب حلب في عمل ينافي ماتتدعيه من سلام وإنسانية مقدمة على تجويعهم وتعطيشهم ولاهثة وراء إستفزازيتها وإنتهازيتها وحماقتها بتوزيع قليل من الماء عليهم بغطاء قارورة المياه مع رمي ربطة خبز واحدة للحافلة الواحدة وحسب روايات الأهالي فقد تحدثوا عن أن حركة العناصر الإرهابية المتواجدة حول الحافلات لم تكن طبيعية وكانت مشبوهة مع تفوهات بالتوعد والتلفظ بالشتائم وإهانات طالت حتى كبار السن منهم ولم تكتفي بهذا الحد وكأن من داخل الحافلات هم مرتكبي أثام وذنوب موكلين أنفسهم عن الله في العقاب ، إلى أن ارسلوا سيارة مملوءة (ببطاطا الشيبس)مستخدمينها كطُعمٍ لشد وجلب أنظار أطفال جياع لاحول لهم ولاقوة فكان عندها طَعمُ الطُعمِ كالحنظل مرارة لاينسى وخصوصا أن أبسط المواد ،عندما أقدم مجرم العصر الإرهابي (سامر خريطة) على تفجير نفسه والسيارة وسط تجمع الأطفال حولها عندما أقبلوا على شراء هذه السلعة( البطاطا) جاعلا بذلك شهر نيسان راديكاليا كحديث السياسيين بعد أن إعتدنا عليه في وضعٍ(المقصود بمعنى الوضع الولادة ) وليس في إحتضار فالأشلاء غطت المكان ورفع صوت اللطم و القرآن والنجدة بالله وأخمدت أغنية فيروز عن نيسان في مشهد يحكي عن جلل المصاب عندما يبكي الرجال وتتطاير أغطية رأس النساء وكأنها قافلة الأحزان فالإنفجار خلف حريقا إمتد إلى الحافلات واعمدت الدخان شاهدها إبن إدلب وحلب ،ليخرج بيان عن جيش الإسلام الإرهابي يتبى فيه العملية القذرة بكل فخر وإعتزاز وكبرياء فالفخر عندهم قتل الولدان والنساء والإعتزاز بالنسبة لهم خطف الصبية والرضع باستغلال لهول الحادثة والكبرياءبالنسبة لهم ان تقتل أكثر .لازهرة ولاوردة على أرض الراشدين ولاواجب آخر هناك يجب فعله إلا أن يبحث حي الفاجعة عن ميتها وشهيدها عله يحظى بإنتشال جثمان مقدس من بين أياد قد تدنس وتخطف وتنكل وعله يحظى في دفنه بين جموع تشاركوا المصاب والوجع لتنطلق الحافلات والجثامين بعد ساعات من حدوث الفاجعة إلى حلب بعد سماح العناصر الإرهابية لهم بالخروج واكبادهم من هناك في إنتظارهم مُشيعين لا مرحبين ومُهللين ليرقد إلى جانب ضريح السيدة زينب عليها السلام قديسين وقديسات جدد بجمع لابفرد مع عدد أخر في مقبرة نبل والزهراء فموطئ الرأس(الفوعة وكفريا)لم يكن المثوى الأخير. الشهيد الحاج حسين الحسين والد (ولاء الحسين ) على معابر الإتفاق لاعين كانت معهم ولاعين عليهم إلا عين الخالق فعلى الضفتين عدوا لاينجد ولايغيث يتأمل الغارقين بالدم بغير نهم ولاشبع، ولم يقبل على إنتشال أحدهم إلا ليكمل قذارته برواية أنه سوف يسعفهم ليقتادهم (أسرى ) وكأنما أجل مصيرهم إلى عالم الغيب شهادات الأهالي تركض أم محمد (زينب رمان)من أهالي كفريا .....بين جموع الإرهابيين ومن بقي على قيد الحياة من أهلوها بعد التفجير بدقائق في ترنح وتمايل باحثة عن زهرتها الوحيدة في هذه الحياة والتي أنجبتها بعد تسع سنوات وباحثة أيضا عن زوج لطالما كان سندا وحصنا لتجد الزوج شهيدا ارتقى إلى علياء ربه ولتتعرف على جثمان إبنتها الشهيدة بعد حين باستخدام فحص DNA فالجحيم الدنيوي والذي حصل في تلك الأونة أخفى أثرا وطمس معالما ولاإحتمال يجول في خاطرها إلا (الخطف أو أنهم أضحوا أشلاء)وعلى عجل تتسابق الأمهات إلى الجثث في حفل إزدحام الموت وأيديهن على الخدود والركاب ففقد الإبن لايوازيه فقد فتروي والدة الطفلين الشهيدين حسين ومحمد تفاصيل إستشهاد طفليها معا باستذكار لجمل أخيرة قالوها لها قبل استشهادهم (ماما أنا جوعان ياريت مانا طالعين من الضيعة إشتقت لزرعاتي ) أما والدة الطفل محمد حاج موسى فتحكي كيف راحت تقلب الجثث واحدة تلوالأخرى بحثا عن طفلها الوحيد محمد وتكمل (الضحايا توحد لونها وصار أغمق من الأسود مابعرفوا استشهد ولا انخطف) أما الطفلة تسنيم قرباش والتي أصيب أثناء التفجير فتعذر عليها بعد حين من الحادثة أن تتكيف مع حياة إستجدت بأب شهيد وأم مخطوفة وأبنة عم شهيدة لطالما كانت صديقة أيام الأسر في السجن الكبير (الحصار) وبعينان إمتلأتا بدمع أحمر شذ عن لون الدمع المعتاد تسرد هناء كيف عايشت الحصار الظالم والقاسي وهي تبحث عن دواء لوالدتها المريضة (زينب وحيد محسن) الأم لتي استشهدت متأثرة بجراحها عقب التفجير حيث تمنعت عندها المنظمات الإنسانية من الإصغاء حتى إلى أنينها الذي عم المكان خلال فترة الحصار لكن هناء لم تكن تدري ماكان ينتظرها وأمها خارج اسوار الحصار فراحت تختم في منزلها الجديد صورتين بشريطتين سوداويتين فلأم المريضة أصبحت شهيدة بعد ان كانت أم لشهيد .وبقلب إنتابه شعور مزدوج بين الفرح والحزن شعور رافق والدة الطفلة الشهيدة/ رند العيد/عندما تمكنت والدتها آنذاك من التعرف على جثمانها بدلالة شال لف على عنقها إثر الإنفجار كانت قد وضعته سترة لرأسها .وعلى غرار المآسي الآنفة الذكر تستذكر (ولاء الحسين) حلقات الدخان المكثفة و المنبعثة من سيكارة كانت عوذا لأبيها في التنفيس عن هموم أثقلت كاهله نتيجة الصعوبات التي كانت تواجه في تأمين متطلبات الحياة ومستلزماتها داخل الحصار ليغدو أبا الهموم شهيدا تاركا إبنة ترثي وتردد(وين تركتني يابابا انا واخواتي والله التفجير بعادل سنتين الحصار لو منعرف ماطلعنا وضلينا بس طلعنا لأنك مرضت بلايام الاخيرة وماضل دوا ) جريمة لم تحظى بمعاقبة لفاعليها ولابقصاص بل حظيت بتشجيب وتنديد وإستنكار لدقائق بعد الحادثة بغير عودة لمصير المخطوفين التي احتجزتهم العناصر الإرهابية عقب التفجير مباشرة منذ قرابة العام بحجة أنها سوف تعالجهم من إصاباتهم بغير علم أنها سوف تودي بهم إلى أسر في تركيا فعلى مايبدو أن آذان المجتمع الدولي تثقب فجأة عند الحقيقة وتعود للنشاط أمام عبارة (الكيماوي إبن مسيلمة ) فهل من وجهة دنيوية نزيهة نقتبل لها وتصغي لحال أسر حل بها ماحل وشظيت إلى مافيه الكفاية . وهل من وجهة تعيد إنعاش مواثيق وإتفاقيات وتخرجها من حالة التخدير ؟ وهل من وجهة تطفئ النار التي أضرمت في قلوب أهل المختطفين الذي فاق عددهم في تلك الواقعة إلى أكثر من ٣٠٠؟ الصورة الاخير لوصول الباصات بلدة الفوعة