كيف يصطاد الشباب الفتيات؟.. كتاب يعلمك فن "الشقط" يثير جدلاً في الأوساط الأدبية والاجتماعية المصرية
الخميس 12-04-2018
- نشر 7 سنة
- 1297 قراءة
أثار كتاب "قواعد الشقط الأربعون" جدلاً كبيراً في مصر، بدءاً من عنوانه الجريء، حتى محتواه الذي يراه البعض مستفزاً، ومخالفاً لعاداتنا الشرقية، ورغم تصنيفه ضمن الأدب الساخر. صدر الكتاب في الأول من فبراير/شباط هذا العام، عن دار الرسم بالكلمات، للكاتب المصري "ماجد سنارة"، يتناول الكتاب وصايا للشباب للحصول على فرصة لعلاقة عاطفية في إطار كوميدي. ظهرت فكرة الكتاب من خلال منشورات ساخرة لسنارة على الفيسبوك، لاقت صدى واسعاً بين زملائه، فهو يكتب قاعدة "للشقط"، ويتفاعل معها متابعوه، إلى أن لفتت المنشورات صاحب دار الرسم بالكلمات "محمد المصري"، فتوقف سنارة عن نشر القواعد على الفيسبوك، وبدأ العمل على الكتاب، وجمع عدة قصص عاطفية ليستنبط منها بقية القواعد. يحتوي الكتاب على 40 قاعدة "للشقط"، يتبعها قصة حقيقية لتجربة فتاة، تتوافق أحداثها مع القاعدة، يحلل بعدها سنارة قاعدة "الشقط" المذكورة، والحكاية، ثم يقدم نصائح مستترة بالسخرية لعلاقات عاطفية أفضل في المجتمع. يدرس سنارة الإعلام بجامعة القاهرة، والكتاب هو إصداره الأدبي الثالث، بعد "صرخة خلف القضبان" عام 2016، والمجموعة القصصية "حب امتلاك" عام 2017.
عنوان الكتاب جدل مقصود لجذب القارئ
يتبادر إلى ذهن القارئ فور سماع اسم الكتاب، رواية "قواعد العشق الأربعون" للمؤلفة التركية "إليف شافاق"، وهي رواية عالمية تتحدث عن العشق الصوفي الإلهي، والسمو عن غرائز الحياة، وهو ما يتناقض تماماً مع محتوى الكتاب الجديد، ما جعل بعضهم يرى اقتباس الاسم نوعاً من الدعاية المبتذلة، ويقلل من قدر رواية شافاق. يرادف كلمة الشقط -وهي بالعامية المصرية- كلمة اصطياد، أو إيقاع، أو استدراج بالفصحى، وتستخدم غالباً في وصف محاولة الشاب التواصل مع فتاة، وبدء علاقة عاطفية؛ غالباً ما يكون هدفها غير بريء.
تستهدف الرواية الأعمارَ ما بين 15 إلى 30 عاماً، وهو ما يبدو غريباً، إذ إن اختزال العلاقات العاطفية في نصائح تقدم باسم "الشقط" يعد مرفوضاً في المجتمع الشرقي، وهو أحد أسباب إثارة الجدل في شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تقول بعض قواعد الكتاب: "اجعل كل الدلائل تشير لحبك لها، اقترب منها بشدة ثم ابتعد، وهي التي ستطاردك وتلهث خلفك حتى تعود لسابق عهدك، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد". "كن جريئاً، فالجبن لن يجعلك تقتحم قلب أنثى، واعلم أن الخوف هو أكبر عائق في سبيل هدفك السامي "الشقط"، فالأنثى أبداً لن تسلم مفتاح قلبها لإنسان مرتعد". "إن كانوا يهيمون بجمالك ويجثون في محراب غرامك، فإنني لن أعيرك اهتماماً، وسأنظر إليكِ من علٍ، كأنكِ نكرة أو دون ذلك، وبعدها ستأتين إليَّ راكعة، تقدمين قرابين المودة لعلني أقبلها منك!"
سنارة مدافعاً: الكتاب يفيد الفتيات ويساعدهن على تمييز الحب من غيره
يرى الكاتب أن الكتاب يقدم نصائح ووصايا للفتاة للتمكن من التفرقة بين من يحاول الإيقاع بها باسم الحب ومن يحبها لشخصها، وعلى الرغم من صغر سن سنارة الذي لم يتجاوز الـ22 عاماً؛ إلا أنه يعتقد أن النصائح في الكتاب تعتمد على تجارب الفتيات بشكل خاص، حتى إنها لم تنمق وتعدل، ما يجعلها قريبة للقارئة ومفيدة للفتاة وحدها قبل أي شخص آخر. يضيف سنارة خلال اللقاء؛ مدافعاً عن اختياره لعنوان الكتاب، أن "كل الكتاب يحاولون انتقاء عنوان جذاب للجمهور ومتوائم مع المحتوى، كما أن العنوان فقط هو ما أثار الجدل، أكثر من أي شيء آخر". ويؤكد سنارة في أحد اللقاءات الصحفية، أن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بدأوا في السخرية من الكتاب ونقده، بسبب غلافه وعنوانه فقط، دون الاهتمام بمحتواه، حيث سيتغير رأيهم بعد قراءته، إذ يعاكس محتوى الكتاب اسمه، ويرصد حكايات منتشرة، ومتكررة بين أوساط الشباب. على الرغم من الجدل المثار حول جرأته، ومحتواه غير المألوف، إلا أنه بحسب شبكات التواصل الاجتماعي، يحظى الكتاب بشهرة واسعة، وربما بنسبة مبيعات عالية، وينتظره القراء -حتى بنسخته الإلكترونية- في الوطن العربي وليس في مصر فقط، إذ يعتقد بعضهم أنه أحد كتب الكوميديا السوداء، التي تسلط الضوء على مشكلات المجتمع بسخرية، ودون إنكار للواقع، ويظن البعض الآخر أنهم في حاجة إلى نصائحه. فهل ستحصل على نسختك الآن من الكتاب؟
عربي بوست