تحسن ملحوظ في سعر صرف الليرة مقابل الدولار مصادر في سوق القطع: الانخفاض العالمي لسعر الدولار يُمتن أواصر استقرار الليرة
صاحبة الجلالة – حسن النابلسي
تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية في السوق السوداء لمستوى دون السعر الرسمي المحدد للحوالات بـ 434 ليرة، حيث سبق ونشرت "صاحبة الجلالة" مادة تتحدث عن ذلك نهاية الأسبوع الماضي.
وفي الوقت الذي لم يخف بعض المراقبين مخاوفهم من استغلال هذا الانخفاض للقيام بعمليات مضاربة لاحقة لجني مزيداً من الأرباح، أكدت بعض مصادر في سوق القطع أن أسباب هذا الانخفاض تعود لاعتبارات عالمية لها علاقة بإجراءات قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية لتخفيض عملتها بقصد حماية تجارتها الخارجية، حيث استبعدت المصادر لـ"صاحبة الجلالة" أن يكون مرد تحسن سعر صرف الليرة مرتبط بعملية مضاربة مقصودة من قبل بعض المضاربين المتربصين في كواليس السوق السوداء منتظرين الفرصة المناسبة لتحقيق أرباحاً من خلال عملية متاجرة تم التسويق لها على إثر تحرير الغوطة الشرقية وإعطاء انطباع بأن مثل هذه العمليات الأمنية ستنعكس إيجاباً على سعر الصرف.
ولم تخف المصادر أن عمليات المضاربة في السوق القطع تظهر بين الفينة والأخرى لاسيما على خلفية بعض الأحداث التي تعطي انطباعا مريحا كما حصل بداية شهر تموز الماضي، إذ استطاع المتاجرون بسوق الصرف من جمع ما يناهز الـ 4 ملايين دولار، نتيجة مضاربتهم بسوق العملات وقيامهم بعمليات بيع وهمية بين الأقارب لإعطاء هذا الانخفاض بعد واقعي، لانجرار المدخرين لتصريف ما بحوزتهم من دولارات وبالتالي تضليل المواطن مستغلين بذلك اتفاق أستنة بخصوص المناطق الأربع الآمنة آنذاك، لخفض سعر الدولار على الشبكة العنكبوتية، وعندها أكد مصرف سورية المركزي انخفاض هوامش المضاربين واقتناعهم بعدم انجرار المصرف المركزي وراء شائعاتهم سواء لجهة رفع السعر أو تخفيضه، وحذر في الوقت ذاته من الانسياق وراء إشاعاتهم وحركاتهم المشبوهة، التي أوحت حينها بقيام بعض المضاربين بهذه الحركة لجني أكبر قدر ممكن من الأرباح.
وكانت "صاحبة الجلالة" قد نقلت نهاية الأسبوع الماضي عن مصدر نقدي مطلع استمرار انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خلال الفترة القادمة، مؤكداً أن هذا الانخفاض غير مرتبط فقط بتحرير الغوطة الشرقية، وإنما له علاقة كبيرة بالانخفاض العالمي لسعر الدولار، نتيجة إجراءات تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الخصوص لدعم تجارتها الخارجية، وذلك على إثر ما قامت به الصين من فك ارتباط عملتها "اليوان" بالدولار وربطها بأسعار النفط.
ولم يحدد المصدر مستوى الانخفاض المتوقع لسعر الدولار مقابل الليرة، لكنه أشار إلى أن هذا الأمر سيساعد على تمتين الاستقرار الحالي الحاصل بسعر الصرف.
يذكر أن سعر صرف الدولار شهد انخفاضاً خلال الأيام القليلة الماضية حيث وصل إلى مادون الـ460 ليرة في السوق السوداء بعد أن لامس حاجز الـ470 ليرة.