من دفتر الوطن.. وضاح عبد ربه يكتب.. معركة السيادة والاستقلال
وضاح عبد ربه على حين لا تزال المعركة مستمرة، ولا يزال أبطال الجيش العربي السوري يخوضون أشرس المعارك لتحرير الغوطة الشرقية وأهلها من الإرهاب، قام القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة رئيس الجمهورية بشار الأسد بزيارة ميدانية إلى عدة نقاط في عمق الغوطة الشرقية وعلى خطوط النار، ليلتقي خلالها أبطال الجيش السوري وقياداته، وكذلك الأهالي الخارجون من قبضة الإرهابيين ليهنئهم بالسلامة أولاً، وليؤكد لهم أنهم أخوة وواجب الدولة احتضانهم وتقديم أفضل الخدمات لهم. زيارة الرئيس الأسد الاستثنائية في الأمس لم تكن الأولى للخطوط الأمامية للجيش، فسبقها خلال السنوات الماضية بزيارة إلى جوبر وإلى داريا في خضم المعارك، لكن زيارته في الأمس جاءت لتزين انتصارات الجيش في الغوطة، وتبشر بنصر قريب للحق على الباطل ولانتصار دولة القانون على الفوضى الخلاقة، وانتصار سورية نيابة عن كل العالم على الإرهاب ومشغليه ومستثمريه. وكان واضحاً من كلام الرئيس الأسد إلى جنوده وضباطه حجم ومخاطر وأهمية معركة الغوطة التي استنفرت كل دول الغرب المعادية لسورية ومجلس الأمن الدولي، فبذلوا جهداً استثنائياً في محاولة حماية الإرهاب وتحصينه في محيط دمشق ليبقى مهدداً العاصمة وسكانها، لكنهم أخفقوا أمام تصميم الجيش العربي السوري وإصراره على ممارسة حقه وواجبه في حماية العاصمة وتحرير كل شبر من الأراضي السورية المرتهنة للإرهاب والمحتلة من قبل قوات غازية، وانهزموا أمام قرار الرئيس الأسد وتوقيته لتحرير كامل الغوطة واضعاً حداً لمعاناة استمرت سنوات لأهالي الغوطة ولسكان العاصمة. فمعركة الغوطة، كما قال السيد الرئيس في جولته بالأمس، لم تكن معركة عادية، ولا محلية، بل كانت معركة دولية خاضها الجيش السوري نيابة عن كل العالم الحر، هزت كيان دول الهيمنة وأعادت رسم موازين العالم من خلال فرض مبادئ السيادة الوطنية ومبادئ الحرية والاستقلال الحقيقيين اللذين كانا موقع استهداف الولايات المتحدة وحلفائها ليس في سورية وحسب بل في كل العالم العربي الذي أرادوا تقسيمه إلى كانتونات وإمارات ومناطق حكم ذاتي، لكنهم أخفقوا أمام إرادة وتصميم الجيش العربي السوري وقيادته الشجاعة التي واجهت أعنف الهجمات الإرهابية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، بالتعاون مع حلفائها وأصدقائها وكل الدول التي قاومت وتقاوم من أجل هزيمة كل مشاريع التقسيم التي يحاول الغرب فرضها. فمعركة الغوطة لم تهزم فقط الإرهاب الممول من الخارج، بل أحبطت الرهان الذي كانت تعتمد عليه الدول المعادية لسورية بالتهديد المستمر للعاصمة من خلال قصف المدنيين الآمنين عند كل استحقاق سياسي وحسب توجيهات المشغلين، وممارسة الضغط «الإرهابي- السياسي» لإخضاع الدولة السورية، فهزموا مجدداً أمام صمود السوريين في دمشق وفِي الغوطة والتفافهم حول جيشهم الوطني وتمسكهم باستقلالهم وقرارهم السيادي الذي هز عرش العالم وأسقط كل الرهانات، وهذا ما أكده الرئيس الأسد خلال زيارته في الأمس وطوال السنوات السبع الماضية. الوطن