ممنوع التشجير..إلا بموافقة أمين البعث بالسويداء..المادة الثامنة..والتحطيب...والغايات الشخصية !!
ضياء الصحناوي _ خاص:
أثار تعميم صادر عن أمين فرع حزب البعث في السويداء اللواء ياسر الشوفي يمنع فيه حملات التشجير إلا بعد موافقة مسبقة وتنسيق مع فرع الحزب، أثار حالة من الهستيريا على مواقع التواصل الاجتماعي بغض النظر عن فحوى القرار أو التعميم، لما اعتبره الكثيرين ابتعاد قيادة الحزب الحالية عن قواعدها بصورة غير مسبوقة، ووصول التعميم متأخر بفترة زمنية طويلة بعد أن جردت الطبيعة من غطائها، وقطعت الغابات من سنديانها المعمر بفضل آلة لصوص التحطيب والعصابات المسلحة التي تسلحت بالتراخي الأمني وقلة حيلة القضاء.
وذهب البعض بالتشكيك في دور قيادة الحزب في السويداء بأنها المسؤولة عن التحطيب من خلال عدم قدرتها على تأمين المحروقات للتدفأة، مما ساهم بزيادة الجور على الغابات التي اغتصبت بالكامل، وكذلك في عدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الوضع الأمني مما دفع بعدد من الحطابين المعروفين بالاسم إلى محاولة تعطيل دور القضاء واستهدافه وإخراج زملائهم بالقوة من القصر العدلي، وقد تحدثت بعض المعلومات المضللة أن هؤلاء الشبان كانوا قد قدموا من شعبة الحزب في صلخد (مسقط رأس أمين الفرع) قبل محاصرة القصر العدلي، وكأنهم أخذوا الضوء الأخضر.
غير أن الحقيقة غير ذلك تماماً، حتى لو بدت الصورة بهذه القسوة والسواد، فعلى الرغم من صحة البيان الصادر عن قيادة فرع الحزب، وعدم نفيه من أي مصدر، إلا أن الصورة كما علمتها صاحبة الجلالة مخالفة لكل ما ذهب إليه الكثيرين في الشارع أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
فقد سطر مكتب الأمانة الكتاب موضع الجدل بصياغة ركيكة ومختصرة، متناسين الأساس فيه بأن يتم التنسيق مع مديرية الزراعة والحراج المعنية بعمليات التشجير، والتي تقوم بالمساعدة في تأمين الغراس والسقي، والاستفادة من الخبراء والفنيين الموجودين فيها، حتى لا يضيع تعب الناس هدراً، وكي لا تتضارب خطط المديرية السنوية في التشجير مع حملات الناس. وبنفس الوقت منع (المغردين خارج السرب من الاستفراد بالموضوع، حتى لا تظهر السلطة وكأنها غير معنية بالأمر). وكان خطأ أمين الفرع بعدم قراءة الكتاب قبل تعميمه، ومعرفة أبعاده، ففهم بالصورة المعكوسة.
وهذا نص الكتاب الحرفي: إلى محافظ السويداء
تحية عربية: لوحظ خلال الفترة الماضية قيام جهات رسمية أو شعبية أو أشخاص بحملات تشجير تحت مسميات مختلفة دون الرجوع للقيادات المعنية، وذلك لغايات شخصية أو غير ذلك.
- يرجى التعميم على كافة الجهات بضرورة أخذ الموافقة المسبقة، والتنسيق مع القيادات الحزبية والإدارية .
تاريخ 26 شباط 2017 رقم 10 /16
ولم يغير التعميم من مواعيد الحملات التي بدأت منذ أسابيع بجهود جماعية، وفي غالبيتها كان هناك تنسيق مع مديرية الزراعة والبلديات، فخرج الناس بكثرة مع أطفالهم لكي يعطوا صورة واضحة أن هذه الحملات ليست سياسية ولا علاقة لها بأي توجهات مزروعة برأس السلطة.
وهذه بعض التعليقات على مواقع التواصل، حيث كتب أحدهم: أنا الأنَ موضعُ شبهةٍ وعندما تتحولُ الشبهةُ إلى تهمة وأمثلُ أمامَ المحققينَ، سأقولُ لهمْ ياسادةُ أنا ساذجٌ ولقدْ استغلَ الشرفاءُ سذاجتي وغرّروا بيِّ فسرتُ على خطاهمْ وشاركتهمْ كلَ حملاتِ التشجيرِ المشبوهةِ دونَ أن أدركَ بأن الشجرةَ تشكلُ خطراً على الوطنِ وبأنَ اللونَ الأخضرَ لايروقُ لعيونكمْ. ... وسأكونُ صريحاً معكمْ ياسادةُ فقدْ حاولتُ اليومَ اللحاقَ بالشرفاءِ لأحظى بشرفِ المشاركةِ لكنْ أعيتني الوسيلةُ لأنني كنتُ بحاجةٍ لمنْ يقلّني إليهم، ومنْ ثمَّ يعودُ بيّ. أستميحكمُ عذراً يا سادتي وأعدكمْ بألا أكررَ فعلتي وغداً ساتأبطُ فاروعةً ومنجلاً وأغزوا الأحراشَ والغاباتِ التي غرسها الشرفاءُ، ولن أدعَ فيها غصناً أخضرَ يلوذُ بهِ أعداءُ الوطنِ الذينَ يخططونَ لاختراق بلادي بعصافيرِ الدوريّ والبلابلِ. .. بذلكَ أضمنُ براءتي وأعودُ لبيتي سالما.!
وكتب أحد أعضاء المكتب الإعلامي في فرع الحزب رداً على هذه الحملات: وتحت عنوان (توضيح شبه رسمي) ؟؟.. قائلاً: حزب البعث العربي الاشتراكي لم يمنع التشجير، بل على العكس، ولكن الذي تبنى الكلام العكسي من النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي له غاية، وكل ما نسب للرفيق أمين الفرع غير صحيح أبداً .
وتابع بالقول نحن صحيح خاطبنا مديرية الزراعة والمحافظة بهذا الخصوص لكن ليس من أجل المنع أبداً، بل من أجل التنسيق مع الجهة المختصة من أجل أن تقدر مديرية الزراعة أماكن التشجير، ولا سيما انها واضعة خطة تشجير تستهدف بعض المدن. بالإضافة أن مديرية الزراعة تمتلك فنيين يرافقوا القائمين على حملات التشجير. .
وإضافة لذلك فالهدف ليس الاكثار من حملات التشجير بقدر متابعة ما بعد التشجير من عناية وسقاية على وجه الخصوص . كون الموارد المائية في الصيف تكون قليلة نوعاً ما.
وحتى تتمكن مديرية الزراعة والجهات المعنية من السقاية بشكل مناسب، يجب التنسيق بين القائمين على عمليات تشجير الغراس وبين مديرية الزراعة، وعدم الغراس في أماكن متفرقة لقلة عدد الصهاريج المخصصة لهذه الغاية.
وذكر أحدهم أن أمين الفرع الحالي لديه فوبيا من الأغصان الطويلة.
غير أن الذي كتبه الكاتب الصحفي المعروف أحسان عبيد على صفحته الشخصية كان بمثابة قنبلة هجومية عنيفة أشعلت الناس بصورة غريبة على الرغم من الدفاع المستميت لبعض أفراد عائلة أمين الفرع وأصدقائه.. فتحت عنوان طبخة أمين الفرع المسمومة قال:
إذا صح هذا التعميم ، فإن أمين الفرع يكون قد عكر هواء المجتمع المدني الوليد ، وقطعنا الشك باليقين بأننا مازلنا ننحدر باتجاه الجرف الكارثي الذي يعيشه البلد ، جراء الكثير من القرارات الحزبية قبل الأزمة وما زالت مع شديد الأسف . . والأنكى أنه شمّت فينا من كانوا أصدقاء وصاروا معارضة ، ولسان حالهم ( قلنا لكم عوجا وما راح تجلس ) !! .. ربما معهم حق .
أقول للسيد أمين الفرع : المفروض أن من يراك يستشعر أنك تمشي خجلا أنت وكافة المسؤولين في المحافظة ، لأنكم عجزتم عن اجتراح حلول لهموم الناس ومكابدتهم اليومية .. لقد صوبتم جام غضبكم على من احتطب الشجر لتدفئة أطفاله وتركتم من يتاجر بها جهاراً نهاراً .. والآن تصبون جام الغضب على من يزرع الشجر لأنه لم يرفع أصبعه إليك مثل طالب المدرسة ويطلب الإذن منكم .
ألم تسمع يا سيادة اللواء بالمرسوم الذي أصدره السيد الرئيس ، والقاضي بإلغاء المادة الثامنة ، التي تلغي قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع ، بحيث صار شأنه شأن باقي الأحزاب ؟
هل تتساوى عندك يدٌ امتدت للشجرة فقطعتها ، ويدٌ جاءت بالغرسة فزرعتها ؟ وما نخشاه أن يدخل السجن زارعو الأشجار مكان القتلة المجرمين الذين عادوا إلى حضن الوطن .
لقد صار الذين يزرعون الشجر بنظرك ، كزوجة أبي لهب ، حمالة الحطب ، في جيدها حبل من فرع الحزب . . لقد افترقت عن المبادرة الشعبية افتراق الزيت عن الماء ..بعد أن توسمنا بك خيرا وفيضا من الرؤيا، لقد قالوا لنا : إن اللواء ياسر الشوفي صحابي جيء به إلى كرسي الوثنية ليشبعها إيمانا .. لكنك لبست قبعك ولحقت ربعك ، الذين استسهلوا الركوب على ظهر الضعفاء إلا من رحم ربي ..
لقد جاء تعميمك مثل قفزة عمياء غير مدروسة النتائج ، ولو كان المبادرون بالتشجير من المسلحين ، فهل أصدرت ذلك التعميم ؟ .. لا أظن ، بل أراك كنت ستعمد إلى المصالحة والمفاوضة بالتي هي أحسن .. وبروح إخائية رضية لقد انتظرنا منك أن تدوزن أوتار الحزب ، وتعمل له عملية شد وجه تجميلية ، لتصلح – قدر استطاعتك – ما ركَّ وما التكَّ وما أفسد الدهر من سيرورته.
وختمت شابة حملة الاعتراض على التعميم ببيت من الشعر حيث كتبت:
وإنما الأمم الأشجار ما بقيت فإن هم قطعت أشجارهم قطعوا