سوا ربينا بس ممنوع الحب ..و لا للزواج من اللبنانيات ؟؟
صاحبة الجلالة _ خاص
شعب واحد في بلدين كان أهم الشعارات التي رفعها الشعب السوري ونادى بها عندما فر اللبنانيون من بلادهم خلال حرب تموز ولجؤوا إلى أشقائهم في سورية الذين فتحوا لهم بيوتهم ومدارسهم وتقاسموا معهم قوت يومهم ..لكن وللأسف بعض " الأشقاء اللبنانينون" اختاروا طرق وأساليب سيئة لرد الجميل وتفننوا بممارستها ضد العمال واللاجئين السوريين الذي هربوا من الحرب المستمرة في سورية منذ أكثر من 6 سنوات.. مارسوا عنصرية بشعة علنا كأفراد ومؤسسات تحدثت عنها منظمات دولية في ظل صمت سوري مطبق "رسمي وإعلامي" ولاسيما من سفارتنا الموجودة في لبنان .
قصة الممارسات العنصرية اللبنانية ضد السوريين "قديمة _ متجددة" لكن مثار الحديث اليوم ما تداولته أمس على مواقع التواصل الاجتماعي عن جديد تلك العنصرية المتمثل بإلزام السلطات اللبنانية الطلاب السوريين بكتابة تعهد عدم الزواج أو إنشاء أي علاقة مهما كانت بأي فتاة لبنانية طيلة فترة الدراسة بلبنان.
ويطبق الأمن العام اللبناني هذا الإجراء ضد الطلاب السوريين منذ عدة شهور لكن ما أخرجه إلى العلن قيام أحد الشبان السوريين بنشر التعهد الذي ألزمته به السلطات اللبنانية على مواقع التواصل الاجتماعي وتضمن " أنا الموقع أدناه من الجنسية السورية أقر بمسؤوليتي المدنية والجزائية بأنه ليس لدي أي علاقة أو ارتباط من أي نوع بفتاة من الجنسية اللبنانية، وأتعهد بعدم الزواج من أي لبنانية طوال فترة إقامتي ودراستي في لبنان وهذا تعهد صحيح صادر عني بكامل قبولي ورضائي وقعته على كامل مسؤوليتي".
وفي مفارقة مضحكة بررت مها أبو نجم مسؤولة توثيق توكيلات تابعة للدولة اللبنانية في تصريح لـ سبوتنيك باعتبارها هي التي نظمت التعهد لذلك الشاب ..بررت بالقول " إن الشاب السوري كتب هذا التعهد بكامل إرادته وبناء على طلب من الأمن العام اللبناني وهذا التعهد هو عمل متبع به منذ عدة أشهر ويتم طلبه في حالات خاصة للأشخاص الذين يدرسون علوم دينية".. وهنا لا ندري كيف جمعت "كاتب العدل" تلك بين كامل إرادته من جهة وإلزامه من قبل الأمن اللبناني العام بتوقيع ذلك التعهد من جهة ثانية .
ونظرا للصمت وعدم وجود الرادع سواء القانوني أو الأخلاقي ازدادت وتيرة الممارسات تجاه اللاجئين السوريين خلال السنة الماضية بدءا من حظر تجولهم وتوقيفهم وترحيلهم وإجبارهم على تنظيف الشوارع في بعض البلديات لبنانية ومرورا بالفيديوهات التي تخرج للعلن كل فترة تظهر حجم التنكيل الذي يتعرض له الأطفال السوريين هناك وصولا إلى الإجراءات الأخيرة بحق الطلاب الجامعيين هناك.
وصاحبة الجلالة إذ تنتظر توضيحا من المسؤولين حول حقيقة هذا الأمر كانت قد حذرت في مواد سابقة من تلك الممارسات وهي إذ تنشر هذا الموضوع اليوم لا يتسنى لها إلا أن تذّكر بأن هذه الممارسات بحق مواطنينا في لبنان تضخمت كثيرا وأصبحت ظاهرة تقلق الكثيرين في سورية وخارجها وحتى المنظمات الدولية وهذا ما أكدته الباحثة في شؤون اللاجئين لدى منظمة العفو الدولية خيرونيسا دهالا عندما أعربت مؤخرا عن قلقها الشديد تجاه التقارير التي تتحدث عن انتهاكات وإساءة جسدية يتعرض لها اللاجئون السوريون ولاسيما الأطفال في المخيمات.. وبالتالي الأمر يتطلب من المعنيين في الحكومة السورية وعلى رأسهم السفير علي عبد الكريم التحرك للحد من تلك الممارسات وبالقدر نفسه ترتب مسؤولية مهنية وأخلاقية على الإعلام السوري الرسمي والخاص تقتضي تسليط الضوء على معاناة السوريين في لبنان وفضح تلك الممارسات بعيدا عما يمكن أن يسمى "مصالح سياسية" .