عبد المسيح الشامي: كما أن الخيانة ليست وجهة نظر..كذلك التخوين والتكفير ليسا وجهة نظر

صاحبة الجلالة_متابعة نشر الكاتب والاعلامي عبدالمسيح الشامي على صفحته الشخصية .." لقد أصبحت ظاهرة التخوين والتكفير السياسي والوطني في سوريا حالة مرضية خبيثة وخطيرة تتهدد أمن الوطن والشعب ووحدة المجتمع وتماسكه..... * لم يعد يجد بعض السوريون طريقة للتعبير عن ذاتهم الضعيفة والعاجزة والفاشلة والأنانية إلا من خلال النيل من سمعة الآخرين والتشكيك بوطنيتهم وبوفائهم للوطن..... * طبعا ظاهرة أو ثقافة تحطيم الآخرين للصعود على حطامهم ليست بجديدة على السوريين، ولكنها تفاقمت بعد الحرب وأخذت بعد تكفيري بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى..... * لم يكن الفنان القدير دريد لحام أول وآخر الذين طالتهم هذه الظواهر وحاولت النيل منهم ومن وطنيتهم.... فهناك سلسلة طويلة من الشخصيات العامة التي طالتها هذه الظاهرة وأدت إلى تشويه سمعتها.....ما أدى في بعض الأحيان إلى كفر هذه الشخصيات بالوطن وبكل شيء فيه.....وأعتقد أنه عندما تصل القضية لتكفير وتخوين شخص كدريد لحام بإسمه الكبير، هذه الرجل الذي أثبت على مدار حياته المهنية كلها وليس فقط في سنين الأزمة، بأنه الرجل الوطني الصادق والأمين على الوطن.....في هذه الحالة لا بد من دق ناقوس الخطر.... * أنا من الناس الذين طالتهم هذه الظاهرة في مراحل عدة من عمر الأزمة، حيث أنه بعد كل لقاء أو ظهور أو مناسبة أشارك بها للدافاع عن سوريا، وبعد كل نجاح أحققه في دفاعي عن سوريا.... كانت خناجر وسهام الغدر والحسد من عصابات الفاشلين المرتزقة والمنتفعين والفاسدين الذين يجدون بأمثالي خطر على مكاسبهم، كانت جاهزة للرشق وللطعن بالظهر فورا.....وأعتقد أن الجميع يتذكر بعض فصول هذه الحوادث..... * ظاهرة أخرى غريبة تترافق مع هذه الظواهر المرضية وهي تكفير وتخوين المقيمين في الخارج.....وحتى أولئك الذين كانوا يقيمون خارج سوريا من قبل الأزمة بسنين....متهمين أياهم بأنهم هاربين من المواجهة ومن قتال العدو....في حين أن هؤلاء المرتزقة وأبنائهم مقيمين في الملاهي والحانات وبيوت الدعارة ليل نهار، ولا يذهبون لا هم ولا أبناء ولا أقربائهم ولا جيرانهم ولا غلمانهم ولا أبناء قحابهم لخدمة العلم، ويقضون حياتهم وهم يتنقلون بين العواصم للإستجمام، ثم يعودون لأساطيل سياراتهم وقصورهم داخل الوطن.......وأما السبب الحقيقي لتخوين هؤلاء من للغتربين، فهو شعورهم بالخطر والخوف على مكاسبهم من عودة الشخصيات السورية الإغترابية التي أثبتت جدارتها ونجاحها وتفوقها ونزاهتها في خارج البلد بعيدا عن حصارهم وتسلطهم على كل مرافق الدولة وفرصها....هؤلاء المرتزقة يشعرون بالخطر على مكاسبهم ومصالحهم ومواقعهم داخل الدولة في حال عودت النخب الإغترابية بما تملكه من خبرات ومن سمعة طيبة بنتها من خلال نجاحات حققتها في أهم المؤسسات والمحافل الدولية..... * وطبعا لا يجب أن يغيب عن ذهنها البعد الطائفي والمذهبي الذي يعتبر أيضا أحد أهم أسباب هذا التكفير والتخوين.... فهنالك أكثر من طائفة دينية سورية تحاول عزل أبناء الطوائف الأخرى للإستفراد بالسلطة لوحدها عبر تفكيرهم سياسيا وتخوينهم وطنياً...... = في الحقيقة أرجو أن لا يكون ما يجري اليوم في سوريا هو عقاب سماوي شبيه بالعقاب الذي ألحقه الله بسدوم وعموره هاتين المدينتين التين أصيب أهلهما بفساد أخلاقي كبير ما استوجب حرق المدينتين بمن فيهما من قبل الله كما تبين الأسطورة.....وأعتقد ان ما وصل إليه السوريون من فساد أخلاقي وسياسي وإقتصاد وإجتماعية و و و فاق فساد أهل سدوم وعموره بمليارات المرات....وما جرى من دمار في سوريا لا يقل ضراوة عن الذي جرى في سدوم وعموره.... + هامش: * كما أن الخيانة ليست وجهة نظر....كذلك أيضا التخوين والتكفير ليسا وجهة نظر...."