قجّة يقارن بين حلب و دبي
صاحبة الجلالة _ متابعة
نشر رئيس تحرير جمعية العاديات في سورية محمد قجّة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك مقارنة "بين حلب ودبي " انطلاقا من المقولة التي تداولها البعض مؤخرا ومفادها أن مدينة حلب ستصبح خلال سنوات مثل دبي.. حيث قال:
تم في الفترة الأخيرة تداول مقولة أن مدينة حلب ستصبح خلال عدة سنوات مثل مدينة دبي .
ورغم ثقتنا المطلقة بحسن نية من قال ذلك ...
ورغم تقديرنا الرفيع لمدينة دبي بحداثتها وتقانتها... إلا أن لنا الحق في طرح المقارنة التالية :
1 - نحن أمام حالتين ... الاولى عمرها الآثاري التاريخي يبلغ 14000 سنة وعرفت أكثر من ثلاثين حضارة ... ومرت بها شعوب واقوام وأمم .... والثانية عمرها الحداثي عشرات السنين . طبعا الحالة الأولى حلب والثانية دبي .
2 - في الحالة الأولى لدينا أقدم وأكبر وأجمل قلعة داخل مدينة في العالم ... عمرها سبعة آلاف سنة .
وفي الحالة الثانية برج مرتفع هو الأعلى من نوعه حتى الآن عمره عدة سنوات .
3 - في الحالة الأولى لدينا الأسواق الفريدة المسقوفة بالحجر وعددها 39 سوقا عمرها أكثر من 2000 سنة ويبلغ مجموع طولها 14 كيلو مترا . ولا مثيل لها في الدنيا .
وفي الحالة الثانية مراكز تسوق ( مولات ) تشبه آلاف النماذج في العالم .
4 - في الحالة الأولى عمارة متنوعة مدنية ودفاعية ودينية تمثل آلاف السنين وعشرات الحضارات ... وفي الثانية أبراج حديثة تنافس أبراج مدن العالم .
5 - في الحالة الأولى لدينا تاريخ الممالك والثقافة والعلم في بلاط "يمحاض " العموري .. وفي البلاط الحمداني الذي عرف ذروة الحضارة العربية .. وفي البلاط الأيوبي وعمارته وازدهاره . وفي الحالة الثانية حداثة العصر الاستهلاكي.
6 - في الحالة الأولى مدينة توسطت طريق الحرير الدولي لآلاف السنين . واستمرت مركزا تجاريا واقتصاديا وصناعية عالميا رغم كافة الحروب والزلازل ... وفي الحالة الثانية اقتصاد متطور يمكن أن تنافسه مدن مماثلة كثيرة في العالم ..
7 - نحن لا نقايض قلعتنا بكل صروح الدنيا .. ولا نقايض أسواقنا بكل مولات العالم ...
ولكن ذلك لا يعني انغلاقنا وتشبثنا بالماضي ورفضنا للحداثة ..
ونحن نرحب بحداثة دبي في أطراف حلب المحروسة شريطة الحفاظ على مدينتنا القديمة وشخصيتها وخصوصيتها وتميزها ... وإعادتها كما كانت قبل الأزمة الأخيرة في السنين العجاف .
8 -بالمليارات يمكن بناء الأبراج والأسواق والمدن الحديثة ... ولكن أموال الدنيا لا تستطيع إيجاد مدينة مثل حلب بتاريخها وحضارتها وشموخها وكبريائها وفرادتها .
تحية لحلب المحروسة ولدبي الحديثة .
ويشار إلى أن جمعية العاديا هي جمعية أهلية تعنى بالتراث العمراني والآثاري واللامادي في سوريا تأسست في مدينة حلب عام 1924 م بهدف حماية قلعة حلب ومن ثم استمرت كجمعية هدفها الأساسي هو المحافظة على التراث المادي وغير المادي السوري ولها فروع في مختلف المحافظات السورية وليس لها أي تدخل في الشؤون السياسية والدينية.