حديث الصحف.. طبيب سوري ينقذ مسنّة سويسرية بعملية جراحية نادرة
تمكّن طبيب سوري مقيم في سويسرا من إجراء عملية جراحية نادرة لسيدة في العقد التاسع من عمرها، بعد أن تعرضت لنزيف حاد نتيجة “داء الرتوج” في الأمعاء أو الكولون. وكانت هذه العملية هي أملها الأخير في البقاء على قيد الحياة، ما دفع الطبيب السوري الشاب “هاني عويرة” للتدخل وإجراء العملية التي تكلّلت بالنجاح لتزرع البسمة على وجه المريضة، وتكون بمثابة أجمل هدية لذويها عشية عيد الميلاد. وينحدر الطبيب “عويرة” من مدينة حلب التي تدرج في مدارسها وتخرج من كلية الطب بجامعتها 1997. وأثناء دراسته سافر مرات عدة إلى ألمانيا لإجراء تمارين في الجراحة فترة الصيف، وفي تموز يوليو/2003 تخرج الطبيب الشاب من جامعته ليسافر إلى ألمانيا، ولم يبذل الكثير من الجهد ليتقن اللغة ويندمج في المجتمع المضيف هناك، ويروي الطبيب “عويرة” لـ”زمان الوصل” بأنه التحق كطبيب بمشفى “شاريته- Charité”، وهو مشفى “برلين” الجامعي عامي 2004 -2005 وكان الأجنبي الوحيد فيه. عام 2007 انتقل الطبيب القادم من حلب إلى مشفى “هايدلبرغ” الجامعي في ألمانيا ليكمل اختصاصه، وعمل فيه لسنتين كجراح عام، وكان حينها يتابع دراسته في اختصاص جراحة الأورام وزرع الأعضاء ليحصل على اختصاص الجراحة العامة عام 2011. ويتابع الطبيب أن مشفى “هيرسلاندن” و(هو أكبر مشفى في سويسرا) عرض عليه العمل، فانتقل إليه عام 2013 ليبدأ مرحلة جديدة من نجاحه المهني ويصبح مشهوراً ومعروفاً في سويسرا التي لم تعتدْ على تشجيع الغرباء وإتاحة الفرص أمام نجاحهم. وبالتوازي مع عمله في المشفى السويسري أكمل “عويرة” دراسة اختصاصيْ “جراحة الأحشاء” و”جراحة الأحشاء التخصصية” في ألمانيا عام 2016 أثناء وجوده في سويسرا، ليحصل بعدها على اللقب. وكان العمل الطبي في سويسرا –كما يؤكد- مشابها للعمل الطبي في سوريا، فإلى جانب عمله في مشفى “هيرسلاندن” أتاح له هذا المشفى أن يفتتح عيادة تحت مظلته ومع ذلك –كما يقول- كان لديه تخوف من عدم ارتياد المرضى السويسريين لعيادته. وأضاف أن المشفى المذكور أعطاه ضمانات بالمساعدة، فارتاد عيادته في البداية بعض المرضى السويسرببن ممن كانوا بحاجة لعمليات صعبة، وخصوصاً عمليات الأورام، وتم رفضهم من أطباء ومشافِ أخرى، فتمكن من إجراء العديد من هذه العمليات رغم خطورتها. كما أجرى الطبيب الحلبي بعدها عملية نادرة لفتاق، حيث انزلق حوالي 70% من الأمعاء إلى كيس الصفن بنجاح نوعي، وكان أول طبيب يجري هذه العملية عن طريق المنظار، الأمر لفت إليه أنظار الصحف الألمانية والسويسرية، فأجرت معه العديد من المقابلات ومنها مجلة “فيلت فوخة” أو “العالم في أسبوع” التي كتبت -كما يقول- عن مسيرته الذاتية من “حلب” إلى “كام” وهي المنطقة السويسرية الصغيرة التي تقع عيادته فيها، مشيرة إلى أنه كطبيب سوري مسلم كان بمثابة الأمل الوحيد لكثير من مرضى السرطان السويسريين وهذا ما ساهم في ازدياد شهرته وذيوع اسمه. في فترة عيد الميلاد 2017 وأثناء عمله في أحد المشافي الصغيرة اتصل ذوو مريضة في منتصف التسعينات من عمرها بالطبيب “عويرة” ليستشيروه إذا كان بالإمكان فعل شيء لمريضتهم التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة. ويردف محدثنا أن المريضة المذكورة أدخلت إلى المشفى الصغير الذي لم يكن يملك تجهيزات طبية يُعتد بها، وكانت المسنة تعاني من نزيف شديد في الأمعاء، وبعد إجراء تنظير للكولون من قبل طبيب الهضمية تم حقنها بـ”الأندرلين” غير أن النزيف لم يتوقف بل بدأ خضاب الدم بالانخفاض، فكان لابد من إجراء عملية عاجلة لها. ولفت محدثنا إلى أن المسنة المذكورة أصيبت منذ فترة باحتشاء في القلب مما صعّب مهمة العملية الجديدة، وبعد موافقة المشفى أجرى العملية التي استغرقت ساعة وربع استأصل فيها جزءاً من الأمعاء لتحقق نجاحاً غير مسبوق. وأشار الطبيب الثلاثيني المقيم في مدينة “زيوريخ” إلى أنه اعتاد على إجراء عمليات كبيرة وخطيرة، لكنه كطبيب جراح وطّن نفسه على عدم التأثر باحتمالات الخطورة، وأجرى خلال الأشهر الثلاث الماضية عمليتين إحداهما لمريضة في 98 من عمرها وأخرى لمريضة عمرها 89 سنة. ويتولى “عويرة” عضوية تنظيم مؤتمرين عن الكبد من المقرر عقدهما هذا العام 2018 في مدينة “أوساكا” اليابانية و”دوبلن” الإيرلندية. زمان الوصل