فواز خيو يرد على مهاجميه
نشر الكاتب والصحفي فواز خيو على صفحته الشخصية الفيسبوك ردا على كل من هاجمه بسبب الموقف الذي تعرض له من قبل شرطي مرور في دمشق حيث قال : هذه الصفحة لي .. هي مضافة ، أو ديوانية فلأسمها .. فيها أصدقاء وصديقات جميلون طيبون . أتنفس من خلالها ، كي لا أختنق . أكتب فيها ، في الحب والاجتماع والاقتصاد وأحيانا في السياسة . مسؤول فقط عما ينزل فيها ، ولست مسؤولا عن أي اشارة لاسمي في أي منشور ، حتى لو كان عن الحب . تماما ، كما كانت زاويتي في الثورة ، صفرة منوعة . قبل أيام ، حين دخلت إلى دمشق ، بعد غياب ، وأنا محمل بالشوق لها ؛ فاجأني ذلك الشرطي بتصرف فظ ، ودون أن يصدر مني كلمة ، فانفجرت به وتلفظت بكلمات ، هي ابنة لحظة التوتر. لم أهاجم سلك الشرطة ، ولم أسمح لنفسي منذ القدم ، أن أقع في فخ التعميم . لثقتي أن كل قطاع فيه الجيد والسيء . كتبت وقتها ، وطالبت قيادته أن تعمل دورة لأمثاله ، في الأدب واحترام المواطن . في المساء كنت منشغلا بأمسية رائعة في جرمانا ، حيث التقيت مع الناس الجميلين ، وأفاجأ برسالة من الأخ الدكتور جميل علي الحايك ، يقول لي : ألا تقرأ التعليقات ؟ ولماذا لا تنظف صفحتك من هؤلاء ؟ فتحت وإذ بعض التعليقات المخزية ، وما هدأ أعصابي أن أصحابها ليسوا من أصدقائي ، فحظرتهم فورا . نشر موقع السويدا 24 منشوري . ويا للهول .. ويجب أن ترد عل كل منهم : اقرأ المنشور أيها الأهوج . أنا لم أهاجم الشرطة ولا الوطن ولا رئيس الجمهورية ولا الدولة . أنا هاجمت شرطيا قلل الأدب معي بدون مبرر .. كان الأمر فضيحة حقيقية حول المستوى الذي وصل إليه البعض في تقبل أية قضية . أحدهم علق : اللي مو عاجبو البلد يرحل ، وحذاء الرئيس بأكبر معارض . عش دبابير حقيقي يفضح المستوى الذي وصل إليه بعضنا . والبعض يريد أن يعطيك دروسا في الوطنية . رددت عليهم : أنا اصطدمت مع أزعر في دمشق ، وافاجأ بهذا الكم من الزعران يدافعون عنه ويهاحمونني . لو كان هؤلاء يقرؤون زاويتي في الثورة والتي كانت تتناول بقسوة شديدة ، من رؤساء حكومات ووزراء وغيرهم ، وكانت تتابع من رئاسة الجمهورية وكل أجهزة الدولة ، لخرسوا . كان أهم داعمي هو مصداقيتي ، والشرفاء من مسؤولين وغيرهم . لم أبع ولم أشتر ولم أتاجر ..وكنت على خلاف مع معظم إدارات التحرير المتتابعة ، لأني لا أسكت على خطأ ، وهذا حرمني من الكثير من الامتيازات . لأنني هكذا ، منحت هامشا قلما منح لغيري . كانت تصلني أكبر ملفات الفساد ، وكان البعض جاهزا ليدفع الكثير ، مقابل ألا أنشر . لو استغليت ذلك لكنت من الأثرياء . قبل أيام ، أرسلت صورتي من الورشة التي كنت اشتغلها ككهربجي ، نعم اشتغل بالكهرباء أحيانا ، بالمطرقة والأزميل . أرسلت صورتي من الورشة ، للتي أحب . أعرف أنها ستحترمني أكثر . ولا أخجل بذلك . لكن أخجل من وجود البعض في هذا المجتمع . وأن يخرج أناس من البواليع ، ولم تسمع بهم من قبل ، ليعلموك حب الوطن . وربما مستودعه مليء بالتعفيش ، أو يشتغل مهربا ، ويضع على سيارته صورة سلطان الاطرش أو صورة الرئيس ، ويكتب على السيارة : خانوك يا وطن . نعم خانوك يا وطن . قبل أن تدخل العمائم السود والسوء إلى عدرا ، أوقفت يومين في المخابرات بسبب تقرير خاطىء . قلت في التحقيق للضابط : هذه كمبيوتراتي ، وهاتفي ملغى ؛ ولا أتواصل مع أحد . بالكاد أتواصل مع نفسي . أنا ككاتب لي آراءي في كل قضية . ولا أنكرها . وصرخت بأعلى صوتي : أنا من أشرف الناس في هذا البلد ، وبإمكانكم معرفة تاريخي كله . واذا ثبت بأني أتعامل مع أحد ، فأنا أعطيكم تفويضا بإعدامي .. تعامل معي الضابط باحترام ، واطلق سراحي ، حين تأكد أني لا اتواصل او اشتغل مع احد ، وان التقرير كيدي . حين خطفت من قبل المسلحين ؟ كنت كبيرا ، أطلقوا سراحي بعد أيام ووضعوني قيد الإقامة الجبرية ، وهربت ، ودفعت أسرتي الثمن ، سنة ونصف في ظل أبشع الظروف . قال شيخهم لسرجون : مشكلتنا مع أبوك مزدوجة ، أولا درزي ، وثانيا يؤمن بالديمقراطية . ليأتي أناس من تحت الأنقاض ، ليشتمونك ويحدثونك عن الوطن . الوطن الحقيقي ، هو أن لا تكون فيه عقلياتكم . الوطن هو ليس أن تتقبل الآخر المختلف عنك فقط ، بل تحبه . فقد يكون هو المحق وليس أنت . الوطن ، لا يستطيع أي مواطن فيه أن يدعي بأن له فيه أكثر من أي عتال او زبال ، مع احترامي الشديد لهؤلاء . الوطن هو ان تقتنع بأن الآخر ، طالما أن له رأسا غير رأسك ، وعيونا غير عيونك ، فمن الطبيعي أن يرى صورة تختلف عما تراه . وان لا يكون نسخة فوتوكوبي عنك . الوطن ، هو أن تختفي حالة السعار ، عند الكثيرين من موالاة ومعارضة ، ليحل العقل ، ونبدأ التفكير بتأسيس حياة جديدة . وأعود لأقول : هذه الصفحة لي ، أكتب فيها آرائي ، ومن حق الجميع التقييم والنقد ، لكن ليس مسموحا فيها تجاوز الحدود ، وحين يقفز بغل من خارج السور ، فسوف أشغله يوما كاملا في الجر .. ومن باب ديمقراطيتي واحترامي للآخر ، فيها موالون ومعارضون ، وانا كنت وسأظل بعيدا عن الاصطفافات المتشنجة ، ولائي الأول والأخير لسوريا . عاشت سوريا .. ويسعد مساكن ..