مهنيو التربية بالسويداء يتصدون لمشكلة المياه..وفنيو المياه والكهرباء يتفرجون
صاحبة الجلالة _ ضياء الصحناوي
وصل فريق مكون من أربعة مهنيين قادمين من مديرية التربية في حلب لتدريب طلاب المعهد الصناعي والمدرسة الصناعية على إصلاح غواطس آبار المياه الارتوازية التي تتعرض بشكل يومي للتوقف بسبب التيار الكهربائي، ما خلق أزمة حادة في المياه، وفتح الباب على مصراعيه للغرف من جيوب الفقراء المهترئة أصلاً بسبب اضطرارهم لشراء الماء بأسعار عالية. وذلك وسط عجز مؤسسة المياه عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين بسبب الأعطال المستمرة التي طالت في فترة قصيرة 86 بئراً ارتوازياً بسبب الكهرباء.
وتعاني غالبية مناطق المحافظة من شح في المياه، وحاجة دائمة، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لأصحاب الصهاريج الذين يتاجرون كل يوم بالناس، لتضاف فاتورة المياه الجديدة إلى فواتير المازوت والحطب والحياة المعيشية التي لا تشبه العيش.
وكان تصدي مديرية التربية لهذه الخطوة مفاجئاً للجميع، وقد يخلق جدلاً واسعاً في حال نجاح التجربة بين المديرية والمؤسسة، خاصة أن المؤسسة تعتمد في إصلاح الغواطس على خبراء من دمشق أو حلب.
يقول مدير التربية الأستاذ هيثم نعيم لصاحبة الجلالة: كانت الفكرة منذ عام تقريباً، وجاءت من الحاجة للمياه التي تعانيها المحافظة بسبب تعطل الآبار، ومن ضرورة المساهمة في إيجاد الحلول، حيث طرحت هذه الفكرة على مدير التربية، وتمت مناقشتها، وهي توطين إصلاح غواطس آبار المياه في الثانوية الصناعية والمعهد الصناعي بالسويداء.. والآن أصبحت هذه الفكرة حقيقية، حيث باشر فريق مهني بفك وتركيب ولف هذه المحركات بنجاح، ونحن بحاجة للأسلاك النحاسية لإتمام وإنجاز هذا المشروع.
ويؤكد نعيم أن الفريق الفني جاهز لإنجاز هذه المهمة بنجاح، وتم تعزيز الخبرات باستقدام فريق مهني متخصص من تربية حلب، ولكن ليس لدى مديرية التربية أي بند مالي لتغطية هذه الإصلاحات، وهي على مسؤولية مؤسسة المياه، ونحن نقدم الفريق المهني فقط ومهمته إجراء الصيانة والإصلاحات على مبدأ التشاركية في العمل، ويمكن لمديرية التربية تقديم هذه الخدمة لأي مستثمر لديه بئر.
وبعد التأكد من نجاح هذه التجربة سيتم بالتنسيق مع المحافظة تنفيذ مذكرة تفاهم أو عقد عمل بين مؤسسة المياه ومديرية التربية توضح فيه تفاصيل عملية الإصلاح وشروطها.
يراهن الكثيرين على رفض مؤسسة المياه في السويداء لأي اتفاق مع مديرية التربية في حال نجاح التجربة التي يبدو أنها ماضية على قدم وساق، وتبدو الشكوك في محلها لأن المؤسسة لا تعير أي اهتمام لهذه المبادرة على الرغم من لقاء مدير مؤسسة المياه مع كوادر المعهد الفني في الثانوية الصناعية والمعهد الصناعي عند بداية العمل، وتقديم غطاسين معطلين لبدء التجربة، بحضور صاحب المبادرة عضو قيادة فرع الحزب الدكتور عدنان مقلد.. وبحسب المكتب الصحفي في المؤسسة فإن هذه الغواطس بحاجة لخبرة كبيرة وأعطالها لا تقتصر على شيء واحد، وفي هذه المرحلة من الأزمة يقوم خبير واحد معتمد بعملية الإصلاح.
غير أن التفاؤل يسود الجانب الآخر من المعادلة، حيث أوضح معاون مدير التربية للتعليم المهني بالقول: "عندما تتوفر خدمة تقدم وفر مالي لمؤسسة المياه، وجودة في الإصلاح والسرعة والوقت، وضمن مذكرة تفاهم، لا أظن أن أحداً قد يعارض هذا المشروع الوطني الذي يوفر حالة الاستقرار المائي على مستوى المحافظة بسبب سرعة إنجاز الإصلاحات التي كانت تتم في محافظة دمشق أو حلب".
في منطقة شهبا لوحدها توقف 23 بئراً عن العمل والحاجة ماسة لكل متر مكعب من ماء الحياة، وفكرة إصلاح الغطاسات وتوطينها تقطع يد الفساد وتوفر الوقت والجهد والمال.
لكن هل تبقى مؤسسة الكهرباء عاطلة عن العمل؟. وهل الأموال الباهظة التي تجنيها من المواطن عاجزة عن توفير تيار منتظم لآبار المياه؟.. ثم يأتي السؤال الذي لا جواب له: من هو صاحب المصلحة في عدم توفر المياه الصالحة للشرب، وعدم انتظام الكهرباء.