ملكات بحثن عن الحب رغم زواجهن ..ماري انطوانيت احداهن !!
عندما يسمع العامة كلمة ملكة، فأول ما يتبادر إلى أذهانهم تلك الصورة للمرأة المدللة التي تعيش في سعادة مطلقة؛ نظراً لحياة الرفاهية التي تعيشها، وكذلك أغلب بطلات القصص الخرافية التي تنتهي بالسعادة الأبدية، من الأميرات والملكات.
إلا أن الواقع غير ذلك، فأفراد العائلات المالكة دوماً ما يُصبحون لعبة في أيدي السياسيين؛ وتُصبح حياتهم الخاصة جحيماً، وفي أحيان كثيرة مسؤولية يترتب عليها يتوقف عليها مستقبل أوطانهم.
ظ الزيجات المُدبرة والعلاقات الخفية ما هي إلا وسيلة من عدة وسائل لتوطيد العلاقات بين الدول، ومُحاولة الحفاظ على المكانة المرموقة لبلد ما، تأثيرها لا يقل عن تأثير المخططات السياسية المحبوكة؛ فقوة الحب قد تغير كثيراً من مصائر الشعوب.
إلا أن الملكة مهما بلغ نفوذها تبقى امرأة تبحث عن الحب الحقيقي، ورغبة في أن تروي ظمأها العاطفي، فتهرب إلى علاقة تتمرد فيها على واقعها بعيداً عن زيجة مدبرة لا حياة فيها.
إليك أبرز الملكات اللواتي تمردن على واقعهن، وبحثن عن الحب
الملكة كاثرين هوارد
تَزوجت كاثرين هوارد عام 1540 من ملك إنكلترا، هنري الثامن، إذ دَبر أقاربها زواجها منه، بعد أن دبروا لقاءً بينهما وافتُتِن بها، لتصبح زوجته الخامسة بعد إلغاء زواجه من زوجته الرابعة "آن من كليف".
مَرض الملك هنري بمرضٍ خطير بعد الزواج بعدة أشهر، إذ أصيب بتقرحات في جسده أدت إلى التصاق ساقيه ببعضهما البعض، ومُنِع من الحركة واشتد به التعب حتى إن الجميع توقع موته.
وإضافة إلى كل هذا عانى من زيادة الوزن، وآلام كانت تَتسبب في تقلب مزاجه وتصرفاته غير المتوقعة، مثل رفضه لرؤية كاثرين عروسه، لما يَقرب من أسبوعين.
يَروى المؤرخون أن كاثرين وجدت نفسها متزوجة من رجل سمين، مريض وذي مزاج متقلب، وصَعُب على المرأة الشابة التعامل معه؛ فبدأت علاقة عاطفية مع أحد أفراد حاشية البلاط الملكي، توماس كلبيبر، الذي أخبرها بنيته من الزواج منها بعد وفاة الملك.
أيضاً كانت على علاقة بكل من فرانسيس ديرهام، وأستاذها في الموسيقى هنري مانوكس قبل زواجها، إلا أنهما عوقبا رغم ذلك.
بدأ القيل والقال ينتشر عن حياة الملكة العاطفية، إلا أن زوجها لم يصدق؛ حتى عثر على رسالة أرسلتها إلى كلبيبر، فأصبح الأمر أكيداً.
كذلك اعترفت كاثرين بخيانتها فَسُحب منها لقبها، وهُدم بيتها، وأُمِر بقطع رؤوس عشاقها، وعُلقت على جسر لندن، ثم أُعدمت كاثرين عام 1542، ودفنت في كنيسة القديس بطرس.
الملكة فيكتوريا
وَرِثت الملكة فيكتوريا عرش إنكلترا وعمرها 18 عاماً، ثم تَزوجت الأمير ألبرت، وعُرِفت قصة حبهما بأنها واحدة من القصص المثالية في التاريخ، إلى أن توفي ألبرت عام 1861.
وظَلت "فيكتوريا" ترتدي اللون الأسود، وتعيش في حداد، كما رفضت التخلص من ملابس زوجها الراحل فكانت تهتم بملابسه وكل متعلقاته كما لو كان حياً.
ورغم حزنها الشدي تعرفت الملكة إلى رجل يدعى جون براون، وبدأت تستمتع بالحياة من جديد، إذ كانا يسافران للصيد والتنزه، واستمرت صداقتهما لمدة 20 عاماً حتى توفي عام 1883.
لكن للمؤرخ السير ستيفين رونسيمان رأي آخر، فبينما كان يبحث في المحفوظات الملكية في قلعة وندسور، قال إنه صادف وثيقة زواج بين الملكة فيكتوريا وجون براون، إلا أنها أُحرقت؛ حتى لا تَمس بسمعة العائلة، وتُفيد الشائعات أيضاً أنهما أنجبا طفلة هُربت إلى الولايات المتحدة خفية.
وعُثر مؤخراً على مذكرات غير مكتشفة سابقاً أَظهرت علاقة وطيدة بين الملكة فيكتوريا ورجل هندي مسلم عمل معلماً لها.
إذ وَصل عبد الكريم وعمره 24 عاماً إلى البلاط الملكي عام 1887؛ ليعلمها الأُردية والهندية، ويوطد العلاقة بين الشعبين، إلا أن يوميات السيد عبد الكريم التي يحتفظ بها باقي أفراد عائلته كشفت عن قصة حب رائعة.
وهزت علاقتهما الديوان الملكي، واعتُبرت مخزية، لكن بقيت طي الكتمان، إلى أن أَقال ابن فيكتوريا، إدوارد السابع عبد الكريم من منصبه بعد بضع ساعات من جنازتها، وأتلف رسائلها له.
الملكة ماري ستيوارت
وَرِثت ماري ستيوارت عرش اسكتلندا وعمرها 6 أيام فقط، بسبب وفاة والدها، وسافرت إلى فرنسا وهي بعمر 5 سنوات؛ لتتم خطبتها إلى الأمير الفرنسي فرانسيسس، نجل هنري الثاني، ملك فرنسا، حتى تزوجا بعد 10 سنوات وأصبحا ملكاً وملكة لفرنسا.
لكن لسوء الحظ، توفي فرانسيس بعد عامين من زواجهما، فعادت إلى وطنها.
وكانت ماري كاثوليكية، ويحيط بها أعداء بروتستانت كثيرون؛ فآثرت الزواج من ابن عمها لورد هنري دارنلي لتهدئة الأوضاع، قيل إن لكن دارنلي كان سكيراً وعديم الضمير، فخانته ماري مع رجل يدعى ديفيد ريزيو، فقتله زوجها أمام عينيها.
كرهت ماري دارنلي، وتعرفت إلى رجل آخر يدعى إيرل بوثويل، فأحبته وقررت قتل زوجها.
بعد عدة أشهر، تزوجت إيرل البروتستانتي؛ ما أدى إلى كُره شعبها لها فلجأت إلى ابنة عمها الملكة إليزابيث الأولى، التي كانت لا تزال تحمل ضغينة، فشجعها والد زوجها الأول فرانسيس الملك هنري أن تهاجم إنكلترا؛ فسَجنت ماري.
وبعد 19 عاماً من محاولة الحصول على حريتها، اتهمت وأدينت بالمشاركة في مؤامرة لقتل إليزابيث، التي أعدمتها لاحقاً بتهمة الخيانة وهي بعمر 44 عاماً.
الملكة ماري أنطوانيت
تَزوجت ماري أنطوانيت وهي بعمر 15 عاماً من لويس السادس عشر ملك فرنسا، بتدبير من والدتها ملكة النمسا، ماريا تيريزا؛ لتوطيد التحالفات مع العدوة اللدودة لهم حينذاك، فرنسا.
رافقت علاقتهما الكثير من الشائعات وقتها، إذ يُشير المؤرخون إلى أن زواجهما ظل صورياً لسبع سنوات، وأنه كان أكثر اهتماماً بهواياته وأشهرها الصيد من زوجته الجميلة.
التقت ماري بجندي سويدي يدعى "هانز أكسل فون فيرزن" بإحدى الحفلات الراقصة بباريس، وسرعان ما نشأت بينهما علاقة عاطفية، وعُثر على رسائل متبادلة بينهما، كتبت بالحبر السري تَتضمن كثيراً من العاطفة.
سُجنت ماري وعائلتها إِثر الثورة الفرنسية، وقيل إن هانز رَهن منزله، وحاول اقتراض المال؛ ليستطيع تأمين هروبها، إلا أنه لم يستطع.
أُعدمت ماري وزوجها، وأصبح هانز مستشاراً للملك السويدي، لكنه لم يغفر لنفسه أبداً عدم إنقاذه للمرأة التي يحب.
الملكة إليزابيث الأولى
عُرفت الملكة إليزابيث الأولى في التاريخ بالملكة العذراء، لأنها لم تتزوج طيلة حياتها، لكن هل كانت حياتها خالية من الحب؟
أحبت إليزابيث الرجل الوحيد الذي لا يمكنها أن تتزوجه، روبرت دادلي، فهو الابن الخامس لجون دادلي، دوق نورثمبرلاند، جعلته صِلته بالعائلة المالكة، هو وإليزابيث يَتلقيان التعليم معاً مع المُعلم ذاته؛ فتحابا منذ الصغر، وحين كانت زوجة أبيها تهدد حياتها وقف روبرت إلى جانبها، فأمضيا ساعاتٍ طويلة معاً.
كان لديهما كثير من القواسم المشتركة، وجمعهما حُب الصيد، كذلك وَكلت إليزابيث له منصباً رفيعاً بعد تتويجها؛ ليصبح قريباً منها، واستمرت علاقتهما سراً حتى توفي.
تَعرفت إليزابيث بعد وفاة روبرت إلى السير والتر رالي، إلا أنه تزوج سراً فخسر حبها، ثم ظهر روبرت ديفروكس أحد النبلاء الذي عمل في المحكمة الإنكليزية في حياتها، وهي تبلغ من العمر 53 عاماً.
سَمعت إليزابيث بشائعة أنه يُخطط لانقلاب؛ فلم تتردد في قتله.
ماري ملكة رومانيا
لُقبت ماري بالملكة الرجل لِحزمها، وقوة شخصيتها، وحبها غير المشروط لبلدها، تَزوجت من فرديناند الأول ملك رومانيا، وكان يكبرها بـ10 أعوام، ولم يكونا متوافقين، وأَنجبت ماري ستة أطفال، بعضهم ليسوا أبناء الملك.
عَرف الجميع عن علاقاتها العاطفية المتعددة، إلا أن زوجها تغاضى عما تفعله.
ابنتها الثانية ماري كانت نتيجة علاقة غرامية مع الضابط زيزي كانتزينو، إلا أن حب حياتها كان الأمير باربو ستيربي، الذي يُعتقد أن أصغر أطفالها إليانا وميرسيا هما أبناءه، عُرفت قصة حب ماري وباربو إذ ظَهرت تفاصيلها في مذكراتها.
كليوباترا
عام 51 قبل الميلاد، صَعدت كليوباترا إلى العرش مع شقيقها بطليموس الثالث عشر، الذي كان شقيقها وزوجها، فكان هذا جائزاً وفقاً للتقاليد حينها.
اعتقد بطليموس أن كليوباترا تحالفت مع الإمبراطورية الرومانية؛ بسبب علاقتها العاطفية مع يوليوس قيصر، وحاول إطاحتها عن السلطة عام 47 قبل الميلاد.
أَنجبت كليوباترا ولداً من يوليوس، ورافقته إلى روما حتى اغتياله عام 44 قبل الميلاد.
أَحبت كليوباترا ماركوس أنطونيوس، الذي طلق زوجته من أجلها، إلا أن أخا زوجته القائد أوكتافيوس قَرر الانتقام، وأعلن حربه على مصر.
اختبأت كليوباترا وأنطونيوس، كل على حدة، بعد الهزيمة حتى وصلت رسالة كاذبة لأنطونيوس أن كليوباترا انتحرت؛ فطعن نفسه، وعندما سمعت كليوباترا بوفاته انتحرت بلدغة ثعبان، مثلما سَطر التاريخ.
هافنغتون بوست