الكشف عن أجزاء من حي روماني في مدينة السويداء

كان موسم التنقيب الذي نفذته البعثة الوطنية للتنقيب في السويداء غنياً بالمكتشفات إذ كشفت عن أجزاء من الحي الروماني الضخم الذي يحيط بالمسرح الصغير (الأوديون) والذي يقع ضمن البلدة القديمة وإلى الغرب من الكنيسة الكبرى، إضافة للكشف عن عدد من العناصر المعمارية عبارة عن محال ومستودعات تخزين ممتدة على نسق واحد من الجنوب إلى الشمال بمحاذاة الأوديون ويتقدمها رواق مبلط تظهر فيه بقايا البلاطات الحجرية للطريق ويتوضع فوقه مجموعة من خرزات الأعمدة الحجرية التي كانت تحمل سقفاً يتقدم البناء (رواق معمد) والتي ما تزال قواعدها حتى وقتنا الحالي. وأشار رئيس البعثة الوطنية طلعت العفيف إلى أن التنقيبات أيضاً أدت إلى الكشف عن بركة مائية حجرية مكلسة أمام الرواق من الجهة الجنوبية إضافة إلى قناة مائية فخارية ممتدة على طول الأساس ملاصقة للبركة من الجهة الجنوبية قد تكون وظيفتها تخديم البركة وتزويدها بالمياه.. لافتا إلى أنه تم تقسيم الأعمال إلى قطاعين أولهما القطاع الشمالي (أ) الذي يمتد في التقسيمات الجدارية المحدثة أمام المحال التجارية حيث تمت إزالة وتنظيف الموقع من الأتربة وإظهار العناصر المعمارية منها الشارع المبلط وتوضيح امتدادات أساسات الرواق المعمّد كما ظهر في الجزء الغربي من هذا القطاع أساس لرواق ثانٍ مواجه للرواق الأول يفصل بينهم الشارع المبلط بعرض 8 أمتار للشارع والفاصل بين الرواقين. كما كشفت البعثة الوطنية في موقع سيع الأثري خلال الموسم الحالي عن نفق /قبو/ أرضي تحت مستوى أرضية معبد بعل شامين (الذي يعود لعام 31 قبل الميلاد ويعد أقدم معبد أثري بالمحافظة). وأشار رئيس البعثة حسين زين الدين إلى أنه تم الكشف ضمن النفق عن سراج فخاري عائد لحوالي القرن الثاني قبل الميلاد موضحاً أنه لم يتم العثور على ممر أو مدخل نظامي لهذا النفق أو معرفة الغاية من إنشائه إلا أن هذا الاكتشاف طرح رؤية وتصوراً جديداً لمنطقة المعبد وعلى ما يبدو فقد كان هناك معبد سابق للمعبد الحالي والذي تركزت عمل البعثة ضمنه والعائد بناؤه للعام 32 قبل الميلاد جرى توسيعه وإعادة بناؤه بالكامل، كما جرى الكشف عن مذبح صغير من أواخر الفترة الهلنستية تم الكشف عنه في الردميات التي كان يقوم عليها قدس الأقداس للمعبد الحالي وبالتالي فهذا المذبح أيضاً دليل آخر على وجود معبد سابق للمعبد الحالي. وأوضح رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان أن أعمال التنقيب كشفت أيضاً عن أساس الجدار العرضاني الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب إلى جانب الجدار الشمالي للمعبد إضافة إلى نحو 80 قطعة من النقود البرونزية التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة مرّ بها المعبد وموقع سيع الأثري من نبطية إلى رومانية وبيزنطية وكسرات عظم حيوانية وذلك في الجنوب من جدار المعبد الجنوبي حيث تقع مربعات فيها جدران عرضانية يعتقد أنها كانت تستخدم مطابخ للكهنة وكذلك الكشف عن العديد من القطع النقدية وحلي برونزية تأخذ شكل التاج الأيوني في المربعات الواقعة غربي المدخل الرئيسي للمعبد.