مبادرة «المرأة كلمة.. ونداء سلام» محاولة للنهوض الثقافي

انطلقت عبر وسائل الإعلام الإلكتروني، في أواخر العام المنصرم تقريباً مبادرة اجتماعية مهمة تقوم على تنسيقها وإدارتها سيدة مهندسة من المجتمع السوري هي وصال يونس، لها اهتماماتها الجادّة بالشؤون الأدبية وبالكتابة، ومتابعة بعض الأنشطة. ولأن السيدة وصال يونس كمواطنة سورية عاشت سطوة هذه الحرب وتأثيراتها وما نجم عنها من قضايا تعانيها الناس عامة في مجتمعنا، ترى أن من واجبها العمل على المبادرات العامة الهادفة مجتمعياً، لأن هذا ما يفرضه عليها مفهومها للمواطنة الفاعلة، وإيمانها بضرورة الفعل على الساحة المجتمعية لتحقيق أي خطوة على طريق المجتمع الأهلي اللائق ببلدنا، ومن هنا كانت فكرة العمل على مبادرة «المرأة كلمة.. ونداء سلام» كخطوة ثقافية يرتجى منها دعم الحركة الأدبية ضمن تخصص مطلوب يعنى بقضايا المرأة عموماً، وربطها بإشارات ومقولات تخص مفهوم العمل على إحلال السلام.

فتحت شعار ترسيخ قيم الخير أطلق «ملتقى سوريات يصنعن السلام» و«راديو هي برودكشن» هذه المبادرة وفق كلام السيدة وصال التي هدفها مجتمعي يمس مقولتيّ: المرأة والسلام، وهما مقولتان نحن بأمسّ الحاجة للتركيز عليهما للنهوض بمجتمعنا نحو حالة أرقى مما نحن عليه. فمنذ تأسيس (ملتقى سوريات يصنعن السلام) العام 2012، وعلى مدى ثلاثة أعوام، كان له حضور واقعي، وعملي، ولافت بإنجاز النشاطات التي تخدم المرأة السورية وتؤسس لتفعيل مقولات السلام للمجتمع السوري عملياً، خصوصاً النشاطات التي تهتم بتنمية المرأة، وتؤدي لمناهضة العنف القائم عليها، ولأن أساس المبادرة نشاط مجتمعي في قالب ثقافي أدبي مستقل، مختص بشؤون المرأة، كان الملتقى محتضناً مناسباً للفكرة التي سيكون إطارها معنياً بالإضاءة على أهمية، وحقيقيّة دور المرأة في المجتمع، وتلميع الكلمة المؤدية لتنمية هذا الدور، الكلمة المرجوّة التي ستكون ضمن نص أدبي معبر عن المرأة، بمعنى أن يكون الأدب هنا هو القاعدة، والمنبر لخطاب تخصصي، موجّه ليشمل الكشف على أكثر الحالات التي تمسّها كقيمة ملتبسة، أو التي تعوقها وتظلمها كنوع اجتماعي أكثر تضرراً في الأزمات من غيره، اتجهنا كأفراد، وكملتقى، وكراديو «هي»، لتنفيذ هذه الخطوة النوعية لتوجيه قلم (الأدب السوري) أكثر نحو شؤون المرأة، ونعمل على أن تكون رحلة لغة فاعلة، وناجحة لتحريك أقلام الوسط الأدبي، وزيادة حيويته باتجاه التثقيف المجتمعي بشؤون المرأة ومقولات السلام.

أما عن هدف هذه المبادرة، فتقول السيدة وصال: أبسط وأول الأهداف تشجيع القراءة والكتابة، إعادة الحيوية للوسط الثقافي عبر تلاقي وتداول نصوص أدبية على مدى المسابقة، إقامة أمسيات لائقة بالذائقة الأدبية للجمهور السوري، صناعة أغنية هادفة تلامس قضايا المرأة السورية، ويكون لها هاجس إحلال السلام، لتشكّل تلك الخطوات خطاباً أدبياً ثقافياً ضمن سياق عمل، مستقل، نابع من المجتمع ويصب فيه، ويدعم الاختصاص بشؤون المرأة، لأجل تفعيل خطوات إحلال السلام عبر مفردات المحبة، وتأهيل الفكر، وتثقيفه بثقافة معرفة الحقوق ومناهضة العنف، فضلاً عن سعينا لإحياء الحالات التشاركية والعمل المجتمعي القائم على التطوع، بهدف الترويج للعمل الأدبي عبر مجموعات بشرية من المتطوعين السوريين نأمل أن توفق همتهم بإنجاح خطوات المبادرة لأنها مبادرتهم. أما عن الأثر المرجو من مبادرة كهذه، فتقول السيدة وصال: المشاركات المقبولة التي تلتزم بنص الإعلان، والمستهدفة، هي مساهمات فكرية حاملة لخطاب تخصصي موجّه للمرأة قائم على فكر خارج من النظرة القديمة المتخلفة للمرأة ودورها، ومشكلة التقليل من شأنها، ويسلط الضوء على حالات ظلمها من قبل المجتمع المحيط، ومن بعض القوانين. وستكون المساهمات من خلال نصوصٍ ترّكز إشارةً، أو تعييناً، على مظاهر تعنيف المرأة، وعلى مظاهر وسلبيات حصرها في مقامات ضيقة، وستثمّن النصوص في تقييم اللجنة حسب احتوائها وعرضها ومعالجتها لقصص كهذه، ولاسيما المساهمات التي من شأنها أن تضيء على المرأة كحدث اجتماعي، أو التي تؤكد على المفردات الأولية الأساسية للسلام، ولتنمية المرأة وإنصافها، إضافة للقيمة الجمالية الأدبية والفنية التي ستقرر مستواها أيضاً اللجنة الأدبية المختصة، وهكذا يكون المقصود تماماً من المعايير الموضوعة، هو الوصول لنصوص مختارة تحمل أكبر قدر من التذوق والفائدة الممكنة. بمعنى استقطاب نصوص أدبية فكرية مولودة من ساحة اجتماعية، لتدعيم ثقافة مطعّمة بمقولة المرأة والسلام.

ولمعرفة ما الشروط المطلوبة لقبول النص الأدبي المرسل، وكيفية إرسال النصوص والمشاركات، وما المدة المعطاة للتقديم، تشير السيدة وصال إلى إمكانية تصفح صفحة مبادرة «المرأة كلمة ونداء سلام» على «فيسبوك».

تشرين