محمد شحرور يسأل.. "لماذا لم يشرح الرسول معنى " ألم - ألمص "..؟
صاحبة الجلالة _ متابعة
نشر الكاتب والباحث الدكتور محمد شحرور على صفحته الشخصية الفيسبوك " مضى على الرسالة المحمدية أربعة عشر قرناً، ونحن في القرن الحادي والعشرين، يحق لنا التساؤل: أين هي مصداقية العالمية في الرسالة المحمدية؟ وأين هي الفطرة؟ لا سيما وأن الفقه الذي بين أيدينا يكرس المحلية، ويختصر خطاب الله للناس فيحصره في العرب، ويختزل الكرة الأرضية في شبه جزيرة العرب، والتاريخ بعصر النبوة، ويختصر السلوك الإنساني بمجموعة من الخلق بعينها عاشت في يثرب"؟
ونحن لا نقول كما يتوهم البعض ببتر جذورنا التاريخية، بل نقول تعالوا نصنع من أنفسنا جذراً جديداً، بدلاً من العيش على جذور تاريخ مات أهله، تعالوا ننظر إلى عالمنا اليوم بعين اليوم دون أن نستعير نظارة الشافعي أوالمالكي أوالحنفي، الذين لم يخطر لهم وهم يعيشون عصرهم أن يستعيروا نظارة أحد، فقد آن لنا أن نتخطى إحدى آفات العقل العربي الماضوي، وننتقل إلى عقل مستقبلي.
ولا نقول كما يتهمنا البعض بنبذ السنة النبوية، لكن كيف تكون السنة شارحة للكتاب وهناك سور بأكملها لم يشرح الرسول فيها حرفاً واحداً؟ ونجد بين أيدينا عشرات التفاسير إن اتفقت على مدلول آية اختلفت في غيرها، ولو أن من مهمات النبي (ص) شرح التنزيل أما كان حري أن نجد شرحاً لمعاني (ألم – يس – ألمص)؟ ومن يدعي فهم كتاب الله ككل من أوله إلى آخره فهماً مطلقاً، إنما يدعي شراكة الله في المعرفة {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (الرعد 43)
وبرأينا أن السنة النبوية شيء، وكتب الحديث بمسانيدها وموطآتها وصحاحها وسننها ومستدركاتها وشروحها شيء آخر، وعلينا فهم الدور النبوي في عصره بأنه اجتهاد في حقل الحلال تقييداً وإطلاقاً لبناء المجتمع والدولة تاريخياً في ضوء متغيرات الزمان والمكان، وفهم هذه النقطة هو أمر أساسي للخروج بالخطاب الإسلامي إلى العالمية، وليعود بالإسلام ليكون دين الفطرة القيم {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (الروم 30).