علاقة الحب بالدب..الرجل في عيد العشاق مجرد دب أحمر!؟
صاحبة الجلالة – لمى خير الله
بين الحب والدب.. من روما تربع عيد الفالنتاين في 14 فبراير كموعد سنوي لتبادل رموز العواطف والاخلاص ، الا ان غريب الامر هو القاسم المشرك بين الرومانسية والحب والغرام والعشق والهيام وبين مخالب الدب !!
لمن لا يعلم .. ان الحب لدى الدببة معارك وصراع وقتال ودماء تسيل ليفوز الدب الذكر بالأنثى ثم ليتخلى عنها بعد شهر واحد لينتقل بعدها الى غابة اخرى ..هكذا تحول الحيوان المفترس الى مفتاح للقلوب وبات شاعراً يفيض بغزله بعواطف ومشاعر المحبين والعشاق بل وينظم الأبيات الشعريةلدرجة جعلت من الحبيبة تفتخر بان دبها احلى من دب زميلتها الذي وصلها كهدية في عيد الحب .. في حين تتباهى بعض الفتيات و يقبّلن الدب لأنه يحمل بصمات الحبيب الذي اشتراه لها في عيد السان فالنتاين .. علماً أنه لم يذكر اي شيء يدل على ارتباط الدب بعيد الحب .
لكن يبقى السؤال الأبرز من أدخل الدب وجعله رمزاً لعيد الحب ؟؟ علماً بأن لونه ينحصر بين الأسود والأبيض وقد يندرج الى الرمادي !! اذاً لماذا توسّم باللون الأحمر .. ومن سمح له أن يتربع مع باقات الورد ؟
تتعدد روايات تسمية "عيد الحب" فيذهب البعض الى القول انه في القرن الثاني الميلادي كان هناك قديس يسمي “فالنتاين” بمدينة “تورني” في روما، وكان قسيساً لهذه المدينة قبل أن يستشهد، حيث قام الامبراطور الروماني” اوريليان” بسجنه وتعذيبه وقطع رأسه ودفنه بمنطقة “فيافلامينا” واختير اسمه للاحتفال لكونه استشهد بسبب حبه لديانته ولمزيد من اضفاء الحبكة لهذه الرواية قيل انه مات يوم 14 فبراير وهو يوم عيد الحب العالمي ، فيما تؤكد رواية أخرى عن قصة عيد الحب أنه في القرن الثالث الميلادي كان هناك قديس بروما يسمي “فالنتاين” واصر الامبراطور “كلاديوس” على سجنه بسبب اخلاصه لديناته، لكنه تمكن من استقطاب سجانه بعد أن رد لابنته بصرها، فأمر الامبراطور بإعدامه، وتقول الرواية إن “فالنتين” وقع في غرام ابنة سجانه لدرجة انه أرسل لها خطاباً قبل إعدامه يقول من المخلص لك “فالنتين” فاختير اسمه رمزاً للحب، وخصوصاً ان موته كان يوم عيد الحب العالمي الحالي 14 فبراير، وفي تحريف لهذه الرواية عن قصة عيد الحب ، يقال إن الامبراطور “كلاديوس” منع الزواج في هذا التوقيت حتى يتفرغ الرجال للجيش وتزداد قوتهم، ولذلك سجن القديس “فالنتاين” بعد أن ثبت من مخالفته لأمر الامبراطور بتزويج المحبين سراً، ولكن هذه الرواية أيضاً تبقى غير دقيقة.
تعددت الطرق والحب واحد وكل دولة تغني لحن عشاقها على ليلاها وتحتفل على هواها ..ففي البرازيل مثلا يتم الاحتفال , بهذا اليوم الرومانسي في الثاني عشر من حزيران, و يطلق عليه إسم الإفتتان, يتم خلاله تبادل الشوكولا و الهدايا بين الأزواج , و تقوم النساء العزباوات بطقوس معينة, لجذب الجنس الآخر لها, و من الغريب , عدم احتفالهم, بعيد الحب في شهر فبراير, لقرب موعده من احتفال كرنفالي, يهتم البرازيليون لأمره .
أما في كوريا الجنوبية يطلق على يوم الرابع عشر من فبراير, إسم اليوم الأبيض, يتم خلالها إعطاء الهدايا و الحلوى للنساء, من قبل الرجال .
وبأسلوب خاص وفكر مغاير تحتفل سولفينيا, بعيد الحب, من منطلق تمثلها بمثل شعبي ينص, بأن يوم الحب يجلب مفاتيح الجذور, و ذلك حسب إعتقادهم بأنه يوم تبدأ فيه الزهور, و النباتات بالنمو, لذا يقوم المزارعون بزرع البذور خلاله, كما و يعتقدون بأنه اليوم الذي تقوم به الطيور بالتزواج .
لغة الحب وسيمفونية العشاق لها وقع خاص في كل من بريطانيا وإسبانيا ، حيث يتميز عيد الحب في مدينة نورفوللك البريطانية, بوجود شخص يدعى جاك فالنتين, يقوم بجلب الهدايا و الحلوى, للأطفال و البالغين, عن طريق طرقه للأبواب, و إختفائه, بطريقة ترعب الأطفال, و تخيفهم, بحيث يترك الهدايا, و يختفي من غير أثر.
الا ان هولندا أبقت الاحتفال محصوراً بقبلة فى المكان المخصص للطوابع على الرسائل متعهدة بإرسال البطاقات التى تحمل القبلة إلى جهة الاستلام.
فيما تختلف طقوس هذا اليوم في فرنسا حيث يقف عدد من الرجال العازبين أمام المنازل المقابلة لهم والنداء عبر النافذة حتى تقبل الفتاة مواعدته، فإن لم تستجب له تركها.
وبأسلوب طريف في الدنمارك ، يرسل العاشق قصيدة حب قصيرة للحبيبة ويوقع على شكل نقاط ، وعلى الفتاة أن تتعرف على اسم المرسل، فإن نجحت بذلك يتم ارسال بيضة لها فى عيد الفصح.
بلعبة مشابهة تحتفل إسكتلندا ، حيث يدون كل شخص اسمه على قطعة من الورق، ثم يلقى الورق فى قبعتين، واحدة لأسماء الرجال والأخرى لأسماء النساء، وفيما بعد يختار كل رجل اسم امرأة وكذلك تفعل النساء.