بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

 أننا نحيا بالحلم أكثر مما نحيا بالقوت  

الثلاثاء 10-10-2017 - نشر 7 سنة - 5708 قراءة

صاحبة الجلالة _ رشا الصالح  لكل منا صليبه وكل منا يبحث عن حقيقته الفاتنة ، ليشكل كل واحد فينا مسيحا بحد  ذاته  وهذا ما أشار إليه الفيسلوف الروسي الكساندر كويري سابقا ، حقيقتنا الخالدة في دواخلنا  والوضاءة  دوما في قلوبنا  والتي تتجسد في سلوكنا ومجتمعاتنا ،والتي تجعل المرء الساعي لاكتشافها وتحقيقها مقيما دائما في حيز النبوة الفردية والقداسة التنويرية الفعالة  والتي تأخذ بيد الأفراد والشعوب إلى رقيها وتقدمها وبناء حضارتها ، والكامنة  في الرغبة الفردية والجماعية التواقة بذات الوقت للارتواء من ينابيع الخلاص والشفافية والطهارة للنفوس  التي لا تعرف رغبة أنانية أو فساد ، حاملا كلا منا صليبه ماشيا على طريق حقيقي للتغير والانجاز محافظا على فرديته منصهرا بها في تجربة الجماعة ،حاملا شعاراتها التي ينطوي تحت ظلها كل صغير وكبير ،كل مثقف وسياسي وأديب وفنان وعامل ،ناشدا التماس وجه الحقيقة و فعائلها ،متفاخرا بجسدها المتحرر من أشواك الام الظلمة والقهر التي كابدها عبر العصور . الحقيقة التي تحتاج منا دوما  الحضور إليها والحضور فيها، والتي لها جناحان يمتدان اتساعهما وتأثيرهما على قدر ما نحمله من مسؤولية حيالها وما نقوم به لجعلها حلما واقعيا لا صرف خيال ،متعكزا  مبنيا على أوهام مبتورين اقفلوا المجتمعات وكرسوها لأهوائهم  وكراسيهم ، ومنعوا هواءها النظيف أن يدخل الصدور فيحررها من عبث الفاسدين وحمى المنخرطين فيها ظلاما يفكك أزمانها ويهدم ارثها الحضاري ويعيقها عن المضي بركب التطور أسوة  بالآخرين من مجتمعات جيرانها  ومثيلاتها . هذه الحقيقة رهينة بتواجد المحرض الداخلي الحالم بها والذي يصنعه الوحي ويجسده الإبداع ، واللذان يشكلان بمضمونهما نواة وروح  حقيقية للتغيرات البنيوية الفعلية، والتي تشكل دوافع جديدة حيوية تعيد بناء و إعمار قوام وجسد المجتمع وتعمل على لحمة نسيجه الحيوي ببناء مرصوص متين ليس عرضة للكوابيس ولا ينهار أمام هجومات الطغيان والعدوان والحروب . وهذا من شأنه أن يلقي ضفاف المسؤولية الكبيرة  على من هم يشكلون في المجتمعات قادتها ونخبها الثقافية والسياسية والفكرية كون كل منهم يشكل ربانا يقود سفينة التغير والأحلام للجموع إلى بر الحقيقة والحق المعهود . و وخاصة اذا ما تكلمت بشكل منطقي عن مجتمعاتنا العربية التي هي في الأصل في حالة اغتراب عن الثقافة وحالة انزواء عن فلسفة التنوير والتطوير بمدة تقارب حوالي مائتي عام ،فهي مجتمعات لا تقرأ ولا ينتج إلا ماقل من الأدب النهضوي أو الفكر التغيري الذي يعتبر الركيزة الأساسية للتمرد على أشكال الجمود والتقاليد والاحتجاب والقيم والسياسات . الأدب والفكر والأديب والمبدع اللذان يعملان  على  وخلق عالم افتراضي للقارئ  ولواقع أكثر جمالا، ولأفق أكثر اتساعا ولمدى لحريات أكثر ارتقاء بهم وبه ،لدول ولمجتمع اكثر عدالة ومساواة في الحقوق والواجبات ، ولجمهوريات أكثر اتزانا وتطورا في مستويات وعيها والتماسها للحقيقة التي الهدف الأسمى لها ولهم . وذلك بالرغم من كل التحديات التي يتعرض لها المبدع والمفكر والفنان في حمل صليبه من اجل التغير والتحسين من قبل ما اسميهم (دواعش الفكر وعلقات التغير ) الذين يعملون على التعتيم على الأبصار للأفراد ويعملون على إطفاء سراج المبدع أن حاول ان يضيء شمعة في مكانه او بقوله ، لينتهجوا إقصاءه والتنكيل بروحه قبل جسده إن التزم هو تنبني الحقيقة هدفه بأدبه او لوحاته او حتى عمله الوظيفي . ليجعلوا أنمذجة الموت السريري تعمم على كل أنحاء المجالات ، لتتحول الحياة إلى استهلاكية تقلب الأفراد إلى مسلمات واهية مسبقة الصنع والألفاظ من قبل ( دواعش الفكر ) لتمتص دم آمالهم همهم الأصلي مجاراة متطلبات الحياة المادية المعيشية القاسية . والتي تجعل هنا العبء اكبر على النخب الثقافية والسياسية والفكرية التي يتوجب تواجدها كحاجة ملحة  وضرورية للوصول إلى عملية التغير النهضوي لأجل مسمى الحقيقة والأوطان المتعافية بنورها .وخاصة فيهما تشهده هذه المجتمعات في الآونة الأخيرة من أعراس دموية صاخبة وحروب شرسة حصدت في مصافيها كثيرا من العقول الناضجة والأرواح المبدعة الخلاقة التي كانت عي المحور الأساسي في مسيرة التطوير والتحديث المنشود . أننا نحيا بالحلم أكثر مما نحيا بالقوت وخاصة الوجه العنيف الذي شهدته ساحات المدن والبلاد العربية من مشرقها لمغربها التي جعلت المثقف يتعرض للعنف مرتين ويبقى صامتا مرة من مشهد الدم وسيله الذي لايستطيع حياله ان يمسك بندقية وينزل العراك فالشاعر لايملك سوى قصيدته والرسام فرشاته والكاتب قلمه التي يخوض بها حروبه والتي يتم بها إسكاته من عنف ثان يمارس عليه ويقمع صيرورة دربه ،والتي  غالبا ما تكون من أمثاله من ذات الوسط الفني او الأدبي و من المتسلطين حتى على تواجده بحجة الدعم والواسطة والأصولية الفاسدة . التي تعيقان منجزه الذي قد يكون رواية او رسما او دراما تشكل سلاحا لإيقاف الدم والصراعات ، فكم من روايات غيرت وأنهت حروب  على سبيل المثال لا الحصر  رواية  كوخ العم توم التي استطاعت ان تكون منعطفا في  أيام الحرب   الأهلية الأمريكية عام 1852   . بينما يتفرد من هم ( داعشي الفكر ) على سلم المنابر والمطبوعات وشاشات الإعلام لالقاء الخطابات السياسية والدينية  والتي همهما الأصلي كسب المنافع المادية وامتلاك الشهرة والصيت ، مكرسة كل حقدها وجهدها على إقصاء المبدع وحتى قله فكريا قبل جسديا لتصير الة جديدة للحرب مثل سلاح الفولاذ والبارود تشن عليه وعلى بلاده . وأمام كل هذه السياسات القاسية التي تتعرض لها النخبة المثقفة منهم من يلتزم انكفاؤه ومنه من يقرر على المضي قدما في حمل صليبه لاكتشاف الحقيقة ورفع الوعي وتعميم التغير ولو كلفه ذلك حياته مقدما رغبة بالحياة للجيل وللأوطان رغما عن كل انف الظلام راسما على فاه الحقيقة حلما بالانتصار والحياة رغما من كل المخاضات والأزمات ليحين زمن الشمس والحقيقة الولادات  ...        


أخبار ذات صلة

الكلاب الشاردة تهدد القاطنين بالسكن الشبابي في قدسيا…

الكلاب الشاردة تهدد القاطنين بالسكن الشبابي في قدسيا…

مصدر بمحافظة ريف دمشق : سنتابع الشكوى ونجد حلاً لها.

أزمة الوقود ترخي بظلالها على التقنين الكهربائي …

أزمة الوقود ترخي بظلالها على التقنين الكهربائي …

مصدر في الكهرباء : اضطررنا لفصل إحدى العنفات في حلب واستنزاف كميات من المخزون الاحتياطي

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

شو هالاستطلاع !!!!!!!!

استطلاع : الفتيات العازبات في #سوريا يحتجن بين 1.5 و6 ملايين ليرة شهرياً لتغطية نفقات المعيشة بالحد الأدنى!

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

اللحوم المستوردة لم تطرح بالأسواق…

رئيس جمعية اللحامين بدمشق : ركود واستقرار في الأسعار لانتهاء الموسم السياحي وبدء العام الدراسي.

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

«المركزي» يعمم بعدم التشدد في تقليص المدة المحددة لتجميد الحسابات …

مدير في العقاري : 5 إلى 10 بالمئة معدل الحسابات المجمدة لدى معظم المصارف وسببه استخدام الحساب لغرض واحد