القتال قديماً لم يكن بالسيوف فقط.. أذكى الحروب النفسية عبر التاريخ
السبت 30-09-2017
- نشر 7 سنة
- 5889 قراءة
على الرغم من نظر البعض إلى الحرب النفسية باعتبارها تقنية حديثة للانتصار في الصراعات، إلا أنها ذات جذور عتيقة ترجع إلى آلاف السنين؛ إذ لجأ إليها شعوب العصور القديمة بأساليب مختلفة؛ بهدف بثِّ الفزع وزعزعة الثقة بالنفس لدى الأعداء وكسر إرادتهم، ونستعرض في سطور هذا التقرير بعضاً من أذكى الحروب النفسية عبر التاريخ.
1- حرب الجماجم بزعامة "تيمورلنك"
ولد الملك التركي "تيمورلنك" في القرن الرابع عشر عام 1336م، وعلى الرغم من إصابته بالشلل في شبابه فقد غزا آسيا الوسطى ومعظم العالم الإسلامي، بالإضافة إلى أجزاء من الهند.
يُقدر المؤرخون أن قواته ذبحت ما يقرب من 17 مليون شخص، أي ما يعادل 5% من العالم في ذلك الوقت؛ فإلى جانب تقنياته العسكرية المختلفة استخدم "تيمورلنك" تقنية نفسية جديدة تتمثل في بناء ما يقرب من 120 برجاً من جماجم ضحاياه بعد اقتحام بغداد عام 1400م، وقتل ما يقرب من 90 ألف رجل؛ مستهدفاً نشر الخوف والفزع في نفس كل شخص يجرؤ على معارضته أو يستهين بقدرته.
2- صافرة الموت وحضارة الآزتك
اكتشف علماء الآثار نوعين من الصافرات، والتي تشبه في شكلها جمجمة جوفاء، وتوجد نسخة منها في أحد معابد الآزتك في المكسيك، وتُصدر هذه الصافرة أصواتاً مخيفة تشبه صراخ ألف إنسان يعاني من الألم.
استُخدمت صافرة الموت في الفترة من عام 1345م إلى عام 1521م، بشكل رئيسي في بداية المعارك، بهدف بثِّ الرعب وإفزاع العدو، ولعل أبرز تلك المعارك ما يُعرف باسم "الحروب المزهرة" التي خاضها الآزتك للحصول على الأسرى وتقديمهم قرباناً للآلهة.
3- الفرس يستخدمون القطط لهزيمة الفراعنة
جرت معركة "بيلوسيوم"، التي تعرف باسم معركة القطط بين الفرس والمصريين عام 525 قبل الميلاد، وتحديداً بين الفرعون المصري "بسماتيك الثالث"، والملك الفارسي "قمبيز الثاني"، ونتج عنها الفتح الفارسي الأول لمصر.
رسم الفرس في المعركة أشكالاً مختلفة للقطط على دروع الجنود حتى لا يتمكن المصريون من مهاجمتهم؛ إذ حظيت القطط بتقدير كبير في مصر القديمة، وارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالإلهة "باستيت"، وكان العقاب على قتل إحداها هو الموت، الأمر الذي أدى إلى رفض الجنود الإضرار بالرمز المقدس مما أنجح استراتيجية الفرس.
4- الملك "جوجيان" والجيش الانتحاري
برع "جوجيان" ملك سلالة "يوي" الصينية -مقاطعة "تشجيانغ" حالياً- في الفترة بين عام 496 و465 قبل الميلاد في استخدم خطة نفسية مرعبة خلال معركته مع مملكة "وو" الصينية -مقاطعة "جيانغسو" حالياً- بقيادة الملك "هيلو"؛ إذ ذبح الجنود الذين في صفوف جيشه الأمامية في بداية المعركة أنفسهم أمام صفوف العدو.
وقد قيل إن تلك الصفوف غالباً ما كانت تتألف من المجرمين المدانين، وكانت هذه الحيلة النفسية الناجحة شائعة في الصين القديمة، وعملت في كثير من الأحيان على التغلب على العدو وضم أراضيه.
5- عبقرية الطاغية "جنكيز خان"
عُدَّ الإمبراطور المغولي "جنكيز خان" من أكثر الشخصيات غزواً في التاريخ، وقد استخدم في نجاحاته العسكرية العديد من التكنيكات النفسية؛ إذ كان يرسل جواسيسه قبل غزوه لمدينة جديدة؛ بهدف جمع المعلومات ومعرفة جوانب ضعف خصومه لاستغلالها.
فعلى سبيل المثال إذا كانت هناك انقسامات طبقية يُسارع معلناً نفسه محرراً للفقراء أو صديقاً تجارياً للأغنياء، مقدماً فرصة الاستسلام لحكامها، فإما الانصياع لأوامره أو قتل كل معارضيه، مع التأكد من وصول تلك الأخبار إلى المدن المجاورة لبث الخوف بينهم، ولعل أبرز نتائج هذا الأسلوب استيلاؤه على مدينة "هراة" في أفغانستان عام 1221م، وقتل سكانها البالغ عددهم 16 ألفاً بعد تمردهم، ولم ينج منهم سوى 40 شخصاً.
كما كان في بعض المعارك الأخرى يأمر جنوده بوضع الدُّمى على ظهر الخيول، وإمساك كل جندي أكثر من شعلة أثناء الهجمات الليلية ليُوهم العدو أنه سيواجه جيشاً ساحقاً، ويمنعه من معرفة أعدادهم الحقيقية، مما ينتج عنه تراجع الجيش المقابل وهزيمته.
هاف بوست