صوت ملائكي وحضور خشبي ... يونان تنضم لقائمة زيتون والديك
الجمعة 29-09-2017
- نشر 7 سنة
- 5942 قراءة
صاحبةالجلالة....هيا عيسى عبدالله
بفستان صحراوي أشبه بلون حجارة تلك القلعة التي حُجزت من اجل حفلها...بصوت ملائكي يسحر كل من يتعرض له ولو بالصدفة...بجمهور اجتاز كافة أنواع الصعوبات خلال رحلته المريرة لحضور هذا الحفل العظيم....أطلت "زنوبيا يونان" ولعل زنوبيا ملكة تدمر في أيامها كانت تتمتع بأخلاق حميدة وتواضع تفوق فيه فايا يونان التي ظهر في حفلها الأخير كل أنواع التعجرف بطريقة أنثوية أثارت امتعاض البعض ومحبة الاخرين.
لنعود في البداية الى عامنا الماضي 2016 أقيمت حفلة ليونان في دار الأوبرا في العاصمة دمشق وأثناء شراء البطاقات حدثت حالات أطلاق النار ومشاكل بين الشباب الذين توافدوا منذ ساعات اليوم الأولى في ذاك اليوم مصطفين بالأرتال لشراء البطاقة الذهبية التي ظن بعض المارين في ساحة الأمويين ان هناك توزيع معونات مجانية في دار الاوبرا....في عام 2017 تكرر المشهد ذاته ولكن في اماكن اخرى من العاصمة السورية....وصل الجمهور الى باب القلعة الخارجي وبدون ادنى حد من التنظيم لتكون العشوائية التي استمرت ما يقارب الساعتين هي المشهد الأبرز للوصول الى بر الآمان "مدخل القلعة" ....حرب الدخول الى القلعة لم تنتهي هنا...توجب على الحضور ان يأخذ كرسيه بيده سيما وان منظمي الحفل لربما لم يتوقعوا هذا الكم الهائل من الحضور علماً بأنها لم تكن الحفلة الاولى لصوت لطالما حظي بشغف الحضور ..إذاً هل غاب عن منظمي الحفل هكذا مسألة؟ ام ان الامر لا يتعلق سوى بإحصاء المردود!!؟...ناهيك عن حفلة التلميع التي تستوجب الجالس عليها فما يحق لحضور VIP لم يتمتع به أصحاب الدرجة الثانية حتى الذي اضطر لاقامة حفلة تلميع لكرسيه قبل أن تطل أميرة القلعة وتطربه ولكن !! بعد ساعة من موعدها المحدد .
يذهب بعض الفنانين إلى نمط عدم الكلام على المسرح بأكثر من تحية للجمهور وكلمة في الختام لكن فايا لم تتبع ذلك النمط فجعلت الفواصل تتنقل ما بين أغانيها فتحدثت عن وفاة صديقها الملحن, وحييت الشام وتحيات لحلب, كما وشكرت أمها وخالتها الذين حضروا من السويد إلى سوريا لحضور حفلها الدمشقي....لعل كل ذلك تفاصيل تتعلق بشخصية صاحبة "احب يديك" ولكنها هل تمتلك تبرير لما حصل مع ذلك الشاب الذي خاطر بنفسه وصعد على مسرحها ليتصور معها ولم يلقى إلا إنها دارت وجهها عنه وردت عليه بجواب بارد "كلن هلئ بيجوا" وبعدها سُحب الشاب من قبل مسؤولوا حماية المسرح وبطريقة "الدفش" والضرب لتبتسم فايا بعد ذلك الموقف وتكمل أغنيتها "نم يا حبيبي"....أثارت تلك الحركة غضب معظم الجمهور وذهبت التعليقات الى مسار المسخرة والتقليل من شخصية فايا ومقارنتها بشخصيات كبيرة دافعت عن الذين صعدوا إليهم على المسرح واوقفوا الغناء لينتهوا من تلك الصورة ...ومنها الفنان السوري الكبير جورج وسوف وهو شخصية لها شعبيتها الكبيرة ومع ذلك لم يفعل ما فعلته يونان, وعلى المستوى الغربي الفنانة البريطانية أديل التي قبلت أيدي فتاة من جمهورها... وأسماء كثر كبيرة لها وزنها الفني على المستوى السوري والدولي والعالمي تعاملت مع جمهورها بكل تواضع ومحبة.
والسؤال هنا لماذا يتعجرف بعض الفنانون السوريون عند غنائهم في بلدهم "الحبيب" وجمهورهم "الغالي" حسب تعبيرهم موخرأ حيث تناولت صاحبة الجلالة ما حصل في حفل الفنان ناصيف زيتون والمؤتمر الصحفي الذي قام به وعن مستوى التعجرف الذي وصل له ولم يكن الأمر بعيدا أيضاً عن الأخوين سليلي الديك الذين أساؤوا لجمهورهم من خلال حراسهم الشخصيين فلماذا هذا التمايز في الحضور المحلي المزري ان صح التعبير والرقي اللافت اذا ما قورنت الحفلات بين الجمهور السوري والجمهور اللبناني مثلا او الغربي أياً يكن تبقى المعاملة الأتعس من نصيب الشعب السوري