بنقود عربية.. الروس القدماء دفعوا ثمن الانتقال من الحياة إلى الآخرة!
عثر علماء الآثار الروس على قطع أثرية أثناء الحفريات بالقرب من مدينة سوزدال الروسية (مقاطعة فلاديمير) شمالي البلاد.
وتشهد تلك القطع أثرية أن هذا الإقليم كان في قديم الزمان مركزا تجاريا هاما لديه علاقات مع البيزنطيين ودولة الخلافة.
وقال المشرف على الحفريات ومدير معهد علم الآثار لدى أكاديمية العلوم الروسية نيقولاي ماكاروف إن العلماء عثروا في قبر سيدة ثرية على نحو 140 قطعة أثرية، بما في ذلك نقد ومجوهرات تعود إلى العصر البيزنطي ودولة الخلافة العباسية.
وضمت المجوهرات سوارا وخرزا يضم قطعا نقدية قديمة تعود إلى عصر الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السابع ونجله رومان الثاني الذي استضاف في القسطنطينية القديسة الروسية أولغا (القرن العاشر الميلادي) قبل اعتناقها للدين المسيحي.
يذكر أن منطقة سوزدال القديمة، الواقعة في منخفض واسع يحيط بمرتفعات بمقاطعتي فلاديمير وإيفانوفو الروسيتين المعاصرتين، كانت في القرون الوسطى نواة لإمارة فلاديمير وسوزدال الروسية، التي شكلت بعد الغزو المغولي أساسا لدولة موسكو. وهي مليئة بالمدافن والقبور القديمة التي تعود إلى مختلف العصور بدءا من القرن الـ10 الميلادي وانتهاء بالقرن الـ17 الميلادي.
وكان الكونت الروسي أليكسي أوفاروف قد أجرى في القرن الـ19 حفريات هناك، واكتشف عددا كبيرا من التلال التذكارية المليئة بالقطع الأثرية.
وقرر العلماء في معهد علم الآثار عام 2011 أن يجروا حفريات في أماكن لم تطلها حفريات الكونت أوفاروف عام 1852، حيث اكتشف 244 تلا ومستوطنة يعود تاريخها إلى القرون 10-12 م.
يذكر أن شمال شرق روسيا شهد في قديم الزمن عادة غريبة لم يسجلها المؤرخون، تقضي بأن يدفن مع الميت قطع نقدية لدفع قيمة الانتقال من الدنيا إلى الآخرة. وعثر العلماء الروس من بين تلك القطع النقدية على درهم فضي عربي يعود إلى القرن الـ10.
المصدر: نوفوستي