بيان مشيخة العقل على تصفية المتهمين بخطف الفتاة كارتين..احترام سيادة القانون وشفافيته
في أول رد فعل من مشيخة العقل على ما حصل خلال الأيام الماضية في السويداء (وإن بشكل غير مباشر) بعد قيام آل مزهر بتصفية ثلاثة متهمين بخطف وإخفاء القاصر "كاترين مزهر" بعيداً عن القضاء، ومحاكمتهم والتحقيق معهم في أماكن مجهولة ليتم قتلهم ورمي جثثهم في دوار المشنقة، وردود الفعل المؤيدة للمحاكمة العشائرية، وما تلاها بعد ذلك من تشكيك بالفيديوهات التي انتشرت وعدم عدالة المحاكمة العشائرية التي حيرت الجبليين وجعلتهم منقسمين بشكل ينذر بالخطر، ويفتح الأبواب المغلقة للفتنة بين الأهالي.
واعتبر منتقدو البيان أنه جاء ليزيد الشرخ من جديد رغم محاولة كاتبه وضع النقاط على الحروف المهتزة بفعل الفلتان الأمني وعصابات الخطف والسلب التي جعلت المحافظة تعيش أسوء فترة في تاريخها الحديث.
وركز البيان في بدايته على إدانة جرائم الخطف والتعدي على حرمات الناس وكرامتهم، وأن هذه الجرائم هي من الكبائر التي تسيء للسلم الاجتماعي وتضرب أسس بنيانه الأخلاقي.
وناشد البيان الشخصيات ذات التأثير في المجتمع أن تعمل على التبرؤ من الذين يقومون بهذه الأفعال ومقاطعته على كافة المستويات. واعتبر أن لسيادة القانون والأجهزة المختصة دور أساسي في وضع حد لكل المجرمين والخارجين عن سلطة القانون، فالقضاء وحده هو القادر على إجراء تحقيق نزيه وشفاف وإحقاق الحق. وفرض أقصى العقوبات الممكنة على مرتكبي الجرائم كي لا يطمع المجرم ويستهتر بالقانون ولا يحبط المتضرر ويفقد ثقته بالقضاء وبالتالي في مؤسسات الدولة.
وعلى الرغم من عدم الاقتراب من قصة فتاة آل مزهر إلا أن تفاصيل الحادثة جاءت ضمن حيثيات وسطور البيان الذي جلب الكثير من التعليقات ما بين مؤيد ورافض، خاصة بعد موقف عائلات القتلى الذي رفضوا بشكل قاطع التعدي على الحرمات وعمليات الإخلال بالسلم الأهلي، والمحاسبة لكل من تسول نفسه الخروج عن العادات والتقاليد، مشددين على أن يتم ذلك تحت سقف القانون.
ومع انتشار الشائعات الكثيرة عن وجود كاميرات تصوير في المستودع الذي اختفت منه الشابة "كاترين"، وعدم وجود ما يدل على أي عمل غريب تم فيه، ونفي مسؤولة المستودع الطبي أي علاقة لها ولمستودعها بالحادثة فإن اللجوء إلى كشف الحقيقة عن طريق القضاء هو الحل الوحيد.. وهو ما جعل الناس تنقسم بصورة غير مسبوقة وينذر بعواقب لا أحد يعرف شكلها ونهايتها (داخل البيت الواحد).
وهذا هو البيان كما نشره موقع مشيخة العقل على مواقع التواصل الاجتماعي:
"أن مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين تدين كل جرائم الخطف والتعدي على حرمات الناس وكرامتهم وتعتبر كل من يقوم بها أو يشترك فيها او يسهل عمل مرتكبيها خارجا ًعن القيم الدينية التوحيدية وعن الاخلاق والشيم المعروفية، وعادات المجتمع النبيلة الكريمة.
وترى مشيخة العقل ان هذه الاعمال المشينة هي من الجرائم الكبرى التي تسيء للسلم الاجتماعي وتهدد سلامة واستقرار المجتمع وتضرب أسس بنيانه الاخلاقي والقيمي وهي جرائم يجب ان تطال مرتكبيها أشد العقوبات القانونية والاجتماعية لذلك تهيب مشيخة العقل بكل الشخصيات الشريفة والمحترمة وذات التأثير في عائلاتها وبكل الأسر والفعاليات الاجتماعية أن تعمل على التبرؤ من كل من له يد بهذه الأعمال من قريب أو بعيد ومقاطعته اجتماعيا وعلى كل المستويات كما أنها تؤكد على مبدأ سيادة القانون ودور مؤسسات الدولة المختصة في معالجة هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها ووضع حد حازم لجرائمهم وتعدياتهم وهي بذلك تعبر عن رأي الأغلبية الساحقة من أبناء محافظة السويداء الذين يرون في مبدأ سيادة القانون والتمسك بمؤسسات الدولة جزء أساسي من التراث الوطني الذي ضحى من اجله الآباء والأجداد بالدماء والأرواح، فالقضاء وحده هو القادر على إجراء تحقيق نزيه شفاف يضمن كشف كل الجوانب الخفية في اي قضية من القضايا مما يتيح أحقاق الحق وتحقيق العدالة.
لهذا تهيب مشيخة العقل بسلطة القضاء عموماً وبالنيابة العامة على وجه الخصوص والجهات المختصة أن تضع يدها على كل هذا الجرائم حين حصولها والتعامل معها على انها قضايا تهم الرأي العام وجرائم تهدد السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي والاستناد على كل القوانين والتشريعات التي تمكنهم من فرض أقصى العقوبات المشددة على مرتكبي هذه الجرائم وما يماثلها وذلك كي لا يطمع ويستهتر المجرم ولا يحبط المتضرر ويفقد الثقة بمؤسسات الدولة وقدرة القضاء على تحصيل حقه.
تهيب مشيخة عقل المسلمين الموحدين بأهالي محافظة السويداء وفي هذه الظروف الصعبة التي تحيق بالوطن ان يتنبهوا لكل ما يمكن ان يهدد استقرار مجتمعهم ويتجنبوا ردود الأفعال المتسرعة التي تقود إلى الفتنة بين أبناء البيت الواحد وفي هذا الخصوص تثمن مشيخة العقل موقف العائلات التي عملت على وأد الفتنة وتصرفت بأسلوب حكيم.