أبناء ســورية.. علامات فارقة على مستوى العالم
ليس ابن سورية هو العاشق الوحيد لها فما من أحد حط الرحال على أرضها إلا ووقع في حب سورية الحضارة و النهضة و الجمال و التاريخ .. فسورية تعيش في وجدان كل إنسان في هذا الكون .. و تاريخ سورية هو خلاصة تاريخ العالم لأنها موطن الحضارة الأولى و سورية ولدت و مازالت تلد أجيالا من العلماء و الأدباء و المؤرخين و الشعراء و الأبطال .. و كما كانت سورية محركا للأحداث التاريخية للعالم القديم فهي مازالت تحرك العالم الجديد و مازال انسانك صاحب أول أبجدية في العالم و ستبقى سورية بداية كل الحضارات و العلوم . والإنسان السوري أينما حط فهو محل إبداع و اكتشاف و نبع عطاء و معلم للبشرية .. فها هو الدكتور علي محمد العامري من الإمارات يشهد بذلك . ففي مجال التربية و التعليم نرى أن مؤسس وزارة التربية العراقية و مؤسس جامعة بغداد عام 1924 و أول عميد لها هو العلامة السوري ساطع الحصري ( 1879 - 1968 ) و هو المفكر السوري المعروف و أحد مؤسسي الفكر القومي العربي . وأن مؤسس قطاعي التعليم و الصحة في السعودية هم الأطباء السوريين ( مدحت شيخ الأرض 1900-2001 - و رشاد فرعون 1910 - 1990 ) و نبقى في التربية والتعليم لنرى أن مؤسس وزارة المعارف في البحرين عام 1927 هو المربي السوري عثمان الحوراني (1898-1958) و مؤسس وزارة المعارف في قطر عام 1957 هو المربي الدكتور عبدالله عبد الدائم (1924-2008) الذي ولد في حلب و استفاد من والده القاضي في تعلم اللغة العربية و النحو و الصرف و عمره لا يتجاوز عشرسنوات . و عبد الدائم تأثر بعباقرة الأدب و العلم (شاكر الفحام و انطون مقدسي و محمد البزم و سليم الجندي و عبد القادر مبارك و عزالدين التنوخي وسامي الدروبي كما تأثر بطه حسين و عباس محمود العقاد و المازني و احمد شوقي ) و للدكتور عبد الله عبد الدائم إسهاماته العربية في المشاركة بوضع أسس السياسة التعليمية و التربوية في بعض البلدان العربية .و قام بتقويم النظام التربوي بدولة الكويت .. حياته عطاء لا ينضب و نتاج فكري كبير . تنقل بين السياسة و الثقافة بين العمل الحكومي كوزير للإعلام 1962-1966 و التدريس الجامعي و بين الالتزام القومي والتخطيط التربوي في أغلب الدول العربية و غرب إفريقيا وباريس .. كان موسوعة في الفكر و سفرا في الفلسفة و صرحا ادبيا و تربويا كبيراً . و للإنسان السوري اسهاماته الهامة في المجال الدولي و السياسي فنرى أحد مؤسسي الأمم المتحدة في طوكيو عام 1973 هو العلامة السوري الدكتور عبد الرزاق قدورة سفير سورية في المحافل العالمية الذي عرف بتفوقه و نبوغه العلمي منذ الصغر . كذلك السياسي والدبلوماسي الكبير (فارس الخوري 1873-1962) هو أحد واضعي شعار الأمم المتحدة وأحد مؤسسي المنظمة الولية عام 1945 . و قد ألقى الخوري كلمة في المؤتمر المنعقد في دورته الأولى نالت تقدير العالم و إعجابه حيث فيها استعداد بلاده سورية وشقيقاتها العربيات لتلبية نداء البشرية من أجل تفاهم متبادل أتم و تعاون أوثق كما تحدث عن خطورة المهام الملقاة على عاتق المؤتمر و أظهر تفاؤلاً في إمكانية تحقيق الفكرة السامية التي تهدف إليها المنظمة العالمية و بناء على جهوده فقد منحته جامعة كاليفورنيا ( الدكتوراة الفخرية ) اعترافا بماثره العظيمة في حقل العلاقات الدولية .و انتخب عضواً في مجلس الأمن اادولي 1947 . كما أصبح رئيساً له ثم رئيساً لمجلس الوزراء في سورية . و تفيد المعلومات أن رؤساء الوزارة الثانية و الثالثة والرابعة و السادسة في الأردن هما الزعيمان السوريان ( رضا باشا الركابي من دمشق 1868-1942 - و هو أول رئيس وزراء في سورية و مظهر باشا رسلان من حمص ) اللذان تناوبا على مقعد الحكم في الأردن عند تأسيسه في بداية العشرينات و نبقى في الأردن فمصمم مدينة عمان في الأردن هو المهندس السوري (صبحي كحالة ) الذي أصبح وزيراً لسدالفرات فيما بعد . و في الأردن أيضاً نرى مؤسس وزارة المالية فيها هو السياسي و الدبلوماسي حسن الحكيم (1886 - 1988) وفي العراق وعام 1921 نرى أن مؤسس الجيش العراقي هو الضابط السوري الدمشقي صبحي العمري 1898 - 1973 ) .... وهكذا نرى أن الرجل السوري أينما ذهب سيترك بصمة من إبداعه سيتحدث التاريخ عنها لاحقاً و هذا غيض من فيض من إبداع السوريين في العالم . البوصلة