صُنّاع الدراما في الظل وتقنيات وراء النجاح
في زحمة الموسم الدرامي وفي زحمة المواعيد والتسابق والتهافت للحصول على المواعيد الأنسب للمشاهدة، تبدو الأمور التسويقية غائبة تماماً عن ذهنية المشاهد حتى إنها لا تعنيه، فهو معنيّ وبشكل خاص بمشاهدة المسلسل الذي يجمع من يهوى من الممثلين والممثلات، بغض النظر عن أوقات العرض والتسويق وغيرها من الأمور، وحتى الفنية منها التي لا يدركها بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية لا تهمه، وعلى ذكر التسويق هناك اختصاص من اختصاصات فنيي وصناع الدراما، حيث يكون من مسؤوليتهم العمل على تحضير جزئية من الدقائق وتسمى «برومو» تحتوي على العديد من الصور بغرض عرضها على الفضائيات بهدف شراء المسلسل المخصص له، ومن يقوم بعمل كهذا هو المصور الفوتوغرافي، وهنا يأتي اسمه تحت اختصاص «فوتو دراما»، حيث يلتقط المصور صوراً خلال التصوير في اللوكيشن أو موقع التصوير، للممثلين أثناء تأديتهم مشاهدهم، وعند الانتهاء من تصوير كل المسلسل يتم تجهيز «البرومو» بغرض العرض والتسويق للفضائيات كي يتم بيعه كما أسلفنا الذكر، وعن تصوير الفوتو دراما وأهميته والمشاكل التي يتعرض لها الفني في هذا المجال وحول إن كان جهده مقدراً، كان لـ«الوطن» اللقاء مع نبيل نجم المصور الفوتوغرافي والفوتو درامي، وللحديث بقية…
تصوير فوتو دراما
نعود إلى التسويق وأهميته في كل الأعمال، ولكن كيف إذا كان الأمر متعلقاً بالفضائيات ببرامجها ومسلسلاتها وخصوصاً في أيام المواسم؟ هذا من أهم الأمور التي تقوم عليها الشركة المنتجة في سياستها التسويقية التي تعول عليها لاستمرار إنتاجها، ولكن هنا النقطة الأهم وهي كيف تسوّق منتجها من المسلسلات، إنها تقوم بصناعة «برومو» للمسلسل تكون مدته دقائق وتكفي لتعرض تعريفاً شائقاً عما سيتخلله المسلسل من أحداث تدور بين مجموعة الممثلين المشاركين فيه، وهذا «البرومو» هو الذي يحدد كلمة الفصل في شرائه أو العكس من الفضائيات، وللحديث أكثر عن هذا الأمر تكلّم المصور نجم «يختلف التصوير الفوتوغرافي في الدراما اختلافاً كبيراً عن أي تصوير آخر، لأن المصور في مكان عليه أن يوصل صوراً تحكي عن أحاسيس كثيرة ومتنوعة يصل إليها الممثل المحترف أثناء أداء مشاهده في المسلسل الدرامي، وبالتالي الأهمية هنا والفائدة تكون كبيرة جداً لشركة الإنتاج في تسويقها للمسلسل على المحطات الفضائية وأيضاً على وسائل الإعلام الأخرى، سواء التي ستشتري العمل أم التي ستقوم بالمشاركة في التسويق له عبر الإعلانات، ويكون ذلك بعدد من الدقائق التي يحتويها «برومو» الصور الخاصة بالمسلسل".
وجوه تحبها الكاميرا
خطأ شائع بين الناس أن نقول إنّ: «شكلي فوتوجونيك»، بمعنى أن الشخص«الفوتوجونيك» شخص جميل وتحبه الكاميرا وبالتالي كل الصور التي تُلتقط له جميلة وناجحة، ولكن المعنى الحقيقي لكلمة «الفوتوجونيك» التي يجهلها الكل، وهي أن الكلمة ذاتها تعبّر أساساً عن لحظة أو مشهد وليس شكلاً فقط، وهذا ما أضاف إليه المصور نجم شارحاً «هناك مشاهد سهلة في التصوير أكثر من غيرها إذا توافرت فيها الظروف المناسبة لعدسة الكاميرا من إضاءة جيدة وخلفية مناسبة، وهنا كل من سيقف أمام الكاميرا سيكون جميلاً ضمن مشهد جميل بكليته، إذاً لا يوجد وجوه غير جميلة أو لا تحبها الكاميرا، بل الموضوع كلّه زوايا وتقديرات مع الإضاءة والخلفية، ولكن وبالنسبة لي أنا شخصياً ومن أكثر الوجوه الدرامية أو وجوه الممثلين التي أحب أن أصورها، وعلى سبيل الذكر لا الحصر:سلوم حداد، كندا حنا، شكران مرتجى، محمد خير الجراح وميلاد يوسف".
المصور باللقطة
على المصور في اللوكيشن أو موقع التصوير أن يكون على أهبة الاستعداد ونسبة تركيزه عالية جداً كي يستطيع اقتناص اللقطة الرائعة للممثل، وإن لم يفعل يكن قد خسر، لأن الانفعال الحقيقي يصعب تكراره، وهذا أمر شاق على المصور ولكن فيه متعة كبيرة وخاصة عندما يحصل على لقطته التي أرادها، نبيل نجم يقول: «أنا من المصورين الذين يهتمون بعملهم إلى درجة كبيرة وخاصة أنني دائماً توّاق إلى هذا المجال الذي أشعر بإبداعه، وأستمتع كثيراً في هذه المهنة حتى ولو كانت شاقة، والعمل في تصوير الدراما أو السينما متعب، لأنك تبقى منتظراً اللحظة المناسبة لأخذ اللقطة، وهنا يصعب حال المصور على نفسه إن لم يتمكن من التقاطها، ومن الأعمال الدرامية التي عملت بها أذكر هنا مسلسل حرائر للمخرج باسل الخطيب، ومسلسل حارة المشرقة للمخرج ناجي طعمي".
"شغلة اللي ماله شغلة"
هناك أمور كثيرة تؤثر في طريقة سلبية على فنيي الدراما، الذين يعملون في الظل ولا أحد يعرف بجهدهم المبذول وما الظروف التي تحيط بهم أثناء القيام بعملهم، وهم من أعمدة الدراما وبعملهم جميعاً يقوم المسلسل بداية من مرحلة التأليف والكتابة وانتهاء بالمونتاج والإخراج، هل هذه الاختصاصات يقابل جهدها وعطاؤها المقابل الجيد؟ وهل من يتم تعيينه في الاختصاص هو شخص مناسب ومستحق له، أم إن فعل الواسطة والمحسوبيات هو الذي يفعل فعله؟ وحول ما يدور من ظروف تعرقل تقدم الفنيين والمشاكل التي تعيق أحلامهم تحدث نجم «للأسف الشديد مهنة التصوير أصبحت «شغلة اللي ماله شغلة»، وأنا أشعر بأسف على هذا التعبير، إلا أنه أمر حقيقي وواقعي وهناك أشخاص ليس لهم علاقة بهذا المجال وهم قليلو الخبرة والتجربة، إلا أن الواقع المر خولهم حمل الكاميرا والقيام بالتصوير، معتمدين على التقنيات الحديثة مثل الفوتوشوب بعيداً تماماً عن حرفنة المصور وخبرته ومرونته في التعامل مع الكاميرا والظروف المحيطة بها من إضاءة وخلفية والمشهد بالكامل، هذا إلى جانب أن هناك الكثير من الشركات التي لا يهمها جودة الصورة، بل جلّ ما يهمها فقط الأجر الذي ستعطيه للمصور، وبالتالي تختار من هم في بداية مشوراهم كي توفر على نفسها الأموال، وأيضاً الذي لابدّ من ذكره أن ما يحدد الأجر هو مدى علاقة المصور بشركات الإنتاج أو مديري الإنتاج، أي العلاقات العامة والوساطة، التي من خلالها سيتم رفع سقف الأجر بطريقة بعيدة عن الجهد المبذول والتعب في التقاط الصور الأفضل، إذاً الوضع مؤسف ولا يشجع أبداً فليس هناك نقابة تحمي الفني بالعموم والمصور الفوتوغرفي أو الفوتو درامي بالخصوص، وتضمن له حقوقه وأجره ولا تسمح بأن يذهب أو يضيع حقه، بل تستوفي له أجوره في حال الاحتيال والنصب عليه".
وكالات