د.رشاد مراد: ضرورة التوازن بين المواد المؤكسدة و المضادة للأكسدة

صاحبة الجلالة _ خاص

مضادات الأكسدة في مجال العناية بالصحة الفموية

Antioxidants in oral health care

يوضح الدكتور رشاد محمد ثابت مراد أستاذ علم الأدوية في جامعة دمشق رئيس فرع دمشق لنقابة أطباء الأسنان أن الحفرة الفموية تتعرض إلى التخريش المستمر الناجم عن الطعام و الشراب , إضافة إلى المواد الأخرى كمنتجات الكحول والتبغ والنيكوتين و المواد السنية و غيرها الكثير، و تتسبب البكتريا و العوامل الممرضة الأخرى بالتزامن مع الامراض الجهازية بالمزيد من الأذى . ولأن النسج الفموية مرهفة فإنها تكون سريعة التأثر بالأذى الخلوي الذي تسببه الجذور الحرة و الاجهادات المؤكسدة.

يعد الحفاظ على التوازن بين المواد المؤكسدة و المضادة للأكسدة أساسياً جداً للحفاظ على الصحة الفموية, حيث يمكن لبعض العوامل كالملوثات و الكحول و النيكوتين و المواد المستعملة في طب الأسنان أن تخرب هذا التوازن في الأنسجة الفموية. و تساهم مضادات الأكسدة في اعادة في التوازن .

مقدمة :

مضاد الأكسدة هو جزيء يقوم بتثبيط تفاعل الأكسدة, حيث تقوم مضادات الأكسدة بوضع حد للحلقة التفاعلية التي تتسبب بها الجذور الحرة أثناء تفاعلات الأكسدة, وبالتالي فإنها تقي الخلية من التخرب و تمنع الموت الخلوي.

يؤدي المستوى غير الكافي من مضادات الأكسدة أو تثبيط الأنزيمات المضادة للأكسدة الى حدوث جهود تأكسدية تؤدي إلى تخريب أو قتل الخلايا. كما افترضت العديد من الأبحاث بأن التأثيرات السلبية للنكوتين يمكن عكسها بواسطة مضادات الأكسدة .

تتوافر مضادات الأكسدة من العديد من المصادر بما فيها الفيتامينات و المعادن و الانزيمات اضافة إلى الهرمونات و المكملات الغذائية و العشبية. يمكن ان تأتي هذه المكملات على شكل قضبان او جيل او كبسولات أو قطرات او حبوب.

على صعيد الطب البديل يمكن استعمال المعالجة بالأعشاب كوسيلة علاجية في العديد من الحالات الطبية و السنية, كما استعملت مضادات الأكسدة أيضاً في المعاجين العشبية. تشتمل المكملات العشبية بمعظمها على الكاتيكينات catechins الآتية من الشاي الأخضر والالوفيرا و زيت أنيسون النجمي anise oil و صمغ المر myrrh gum و مستخلص نبات الآذريون calendula و عرقسوس الأمونيوم ammonium glycyrrhizate (من جذور العرقسوس) وزيت الشمر fennel oil وخلاصة نبات النيم neem extracts .

حديثا قام مصنعو المواد السنية و موزعوها بدمج المكملات المضادة للأكسدة في المعاجين السنية و الغسولات الفموية و أقراص المص و جيلات الفلورايد و البخاخات الفموية و منعشات النفس و منتجات سنية أخرى وذلك لعلاج الأمراض اللثوية و أمراض الانسجة الداعمة. وحيث أننا معتادون على تناول مضادات الأكسدة جهازياً كما في حالة المكملات الغذائية و الفيتامينات إلا أن مضادات الأكسدة الموضعية قد يكون لها أثر على الخلايا الفموية .

ان نجاح مضادات الأكسدة الموضعية على الخلايا الجلدية يجعلنا نعتقد بوجود فعالية مشابهة للمركبات الموضعية منها على خلايا الحفرة الفموية. وهذا ما تسعى لإثباته الدراسات البحثية الحديثة .

لقد اظهرت الدراسات السريرية نتائج ايجابية , كما ان عدد من الدراسات المنشورة اثبتت بأن مضادات الأكسدة التي تبدي فعالية على الخلايا الجلدية لها تأثير أيضاً على الخلايا الفموية و اللثوية و الانسجة الداعمة.

1-               المستخلصات من المصادر الطبيعية

EXTRACTS FROM NATURAL SOURCES        

أشارت الدراسات الحديثة إلى أن اللاكتوفيرين lactoferrin و البولي فينولات الموجودة في الشاي الأسود black tea polyphenols لها تأثيرات واقية ضد تفعيل العملية السرطانية و تخرب الـ DNA و التكاثر الخلوي و الغزو و تكوين الأوعية .

تتواجد المواد الكيميائية النباتية Phytochemical في الفريز الأسود raspberries الذي يعد مصدراً طبيعياً غنياً بالفيتامينات و المعادن. و بشكل خاص, فإن المركبات الفعالة في الفريز الأسود هي الفيتامينات A وC و E و حمض الفوليك و الكالسيوم و السيلينيوم و البيتا-كاروتين و حمض الايلاجيك ellagic acid و حمض الكوماريك coumaric acid و الكويرسيتين quercitin إلى جانب انواع مختلفة من المواد الصباغية anthocyanins و الستيرولات النباتية phytosterols..

يقي الفريز الأسود المجفف و المجمد من نمو السرطانات الفموية و المريئية و سرطان الكولون عند القوارض , وقد أظهرت التجارب على البشر انخفاض تعبيرية الواسمات الحيوية التي تسم حالة سوء التصنع.

كما أظهرت الدراسات الى أن الفلافونيدات flavonoids تملك خواصاً مضادة للأكسدة و الإلتهاب وتقلل من تعبيرية الجزيئات الالتهابية في البالعات و الوحيدات الموجودة ضمن النسيج الضام اللثوي.

تقوم بعض الفلافونيدات كاللوتيولين luteolin, و الكويرسيتين quercetin و الجينستين genistein بتنظيم منتجات اكسيد النتريك التي تفرزها الخلايا الصانعة لليف اللثوية.

يشترك اللوتيولين في سبيل اشارات LPS ويقلل من تفعيل مختلف افراد عائلة البروتينات المفعلة لعملية الانقسام الفتيلي (MAP kinase) ويكبح تعبيرية الوسائط الالتهابية.

يعد حمض الفيروليك Ferulic acid أحد مكونات الفريز الأسود فعالاً ضد الجذور الحرة مثل الـ ROS. تقترح الدراسات على الحيوانات و الدراسات المخبرية بأن حمض الفيروليك يتمتع بتأثير مباشر مضاد للأورام وبشكل خاص ضد سرطانات الكبد و الثدي, ويمكنه المشاركة في مكافحة تأثيرات المركبات المسرطنة كالبنزوبروبين benzopyrene و 4- nitroquinoline و 1-oxide. يمتلك حمض الفيروليك تأثيرات قبل استمواتية pro-apoptotic تؤدي إلى تخريب الخلايا السرطانية.

يمكن للتطبيق الموضعي للمركبات الحاوية على حمض الاسكوربيك و الفيتامين E وحمض الفيروليك أن ينقص من الجهود التأكسدية و يقي من تشكل مثنويات الثيمين thymine dimers ( التخريب الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية) في الجلد.

2-               الفيتامينات   VITAMIN SUPPLEMENTS

أشارت الدراسات الحديثة إلى ان الفيتامين E قد يكون له تأثيرات علاجية و وقائية من امراض الانسجة حول السنية, حيث يعد فيتامين E من مضادات الأكسدة الفعالة و هو منحل بالدسم و له دور هام في تقليل وقت شفاء الجروح .

بهدف تحديد ما اذا كان للجزيئات الحرة أي تأثير على العملية الطبيعية لدورة حياة الخلية و فيما اذا كان للفيتامين E يكبح التخرب الخلوي تم معالجة خلايا ظهارية فموية طبيعية ببيروكسيد الهيدروجين H2O2 في مزارع بوجود أو غياب الفيتامين E, فأظهرت المزارع المعرضة لبيروكسيداز الهيدروجين بغياب الفيتامين المظاهر النموذجية الشائعة في الآفات البشروية قبيل السرطانية على نطاق أوسع. لذلك فالخلاصة هي أن الفيتامين E يمتلك امكانية تقليل التخرب التأكسدي الناجم عن جذور الهيدروكسيل .

يعد حمض الفوليك من الفيتامينات الهامة و الأساسية في الجسم, و يترافق المستوى المنخفض من الفولات folate مع ارتفاع خطر حدوث أمراض النسج الداعمة عند البالغين الكبار في السن كما أظهر احد الدراسات الحديثة.

تم تحري دور حمض الفوليك و علاقته بالصحة الفموية في دراسة قامت بمتابعة المرضى لمدة عام كامل عند أطفال يعانون من الصرع ويعالجون بالفينوتوئين (مضاد اختلاج) , وكانت خلاصة هذه الدراسة بأن التأثيرات المركبة لحمض الفوليك الجهازي و الفينوتونين يؤخر بدء و ينقص من نسبة حدوث و شدة فرط الضخامة اللثوية التي يحرضها الفينوتوئين.

3-               مضادات الأكسدة اللعابية   SALIVARY ANTIOXIDANTS

يعد اللعاب غنياً بالمركبات المضادة للأكسدة , وتشتمل هذه المضادات الأولية على كل من حمض البولة uric acid و الألبومين albumin و حمض الأسكوربيك ascorbic acid و الغلوتاثيون glutathione و الأنزيمات المضادة للأكسدة. تعد مضادات الأكسدة أساسية للجهاز الدفاعي في الجسم بسبب قدرتها على تحييد الجذور الحرة و ابطال الجهود التأكسدية .

4-               مضادات الأكسدة و أمراض الأنسجة الداعمة

ANTIOXIDANTS AND PERIODONTAL DISEASES        

تعد امراض النسج الداعمة من الآفات الالتهابية الناجمة عن التداخل بين الهجوم البكتيري و الاستجابة الالتهابية للمضيف. تتحمل الجذور الحرة و أنواع الاكسجين التفاعلية ROS مسؤولية الاستجابة الالتهابية.

يمكن للعوامل الممرضة في النسج الداعمة أن تحرض على فرط انتاج الاكسجين التفاعلي وهذا ما يؤدي إلى تخريب الكولاجين و الانسجة حول السنية. ويمكن تقليل تخرب الكولاجين عن طريق مضادات الأكسدة التي تزيل الاكسجين التفاعلي.

رغم ان سوء التغذية لا يتسبب بشكل مباشر بإحداث امراض النسج الداعمة , فان العديد من الباحثين يعتقدون أن العمليات المرضية تكون أسرع و وقد تكون اكثر شدة عند الأشخاص الذين يعانون سوء التغذية نتيجة الاستجابة المنقوصة من قبل المضيف.

يعد الالتهاب المزمن تحت السريري هو القائد لمعظم -ان لم نقل كل- الامراض المزمنة. ومن الحقائق المعروفة بأن هذه الحالة الالتهابية الأساسية ذاتها هي التي تقف وراء الأمراض القلبية و السرطان و داء باركنسون و الزهايمر و ترقق العظام و الفصال العظمي osteoarthritis و الألم المزمن و التهاب النسج حول السنية.

تزيد المستويات المنخفضة من الفيتامينات A و C و البيتاكاروتين و β crytoxanthin من خطر حدوث التهاب اللثة بشكل ملحوظ. تعد المستويات المنخفضة من معظم مضادات الأكسدة عوامل خطورة لحدوث أمراض الأنسجة الداعمة و الانتانات. حيث تنطلق الجذور الحرة نتيجة لعمليات قتل و تنظيف البكتريا.

يعتمد النسيج حول السني على مضادات الأكسدة الطبيعية ليتخطى هذه الجهود التأكسدية ويحافظ على حالة الاستتباب. وعندما تستهلك مضادات الأكسدة تنخفض قدرة النسيج اللثوي على تحمل الاجهادات التأكسدية و الحفاظ على تركيبه النسيجي الطبيعي و السيطرة على التخريب الذي تحدثه البكتريا.

تستلزم الزيادة في انتاج انواع الأكسجين التفاعلية ROS كميات أكبر من الزنك و النحاس و السيلينيوم و المواد الغذائية التي تدخل في تركيب المنظومة الدفاعية لمضادات الأكسدة.

ينخفض الغلوتاثيون الجهازي GSH في الحالات الالتهابية. تتضمن وظائف الغلوتاثيون الجهازي أدوارا في الدفاع المضاد للأكسدة و التنظيم المناعي . تعد فيتامينات B6 البيريدوكسال فوسفات و B2 الريبوفلافين هامة في الحفاظ على حالة الغلوتاثيون الجهازي. يمتلك عنصر السيلينيوم وظائف هامة في تخفيض معدلات الأكسدة كما أن أنزيمات الغلوتاثيون الجهازية المعتمدة على السلينيوم تشترك في تحويل الهيدروبيروكسيداز hydroperoxides في الليبيدات و الفوسفوليبيدات إلى منتجات غير ضارة, و تعدل العملية الالتهابية على المستوى الخلوي. لذلك فالفيامينين B6 و B2 اضافة إلى النحاس و الزنك و السيلينيوم تعد ضرورية من أجل الحفاظ على الغلوتاثيون الجهازي كما تعد انزيمات الغلوتاثيون الجهازية المعتمدة على السيلينيوم اساسية من أجل العملية الدفاعية المضادة للأكسدة و عملية التنظيم المناعي و تحييد العملية الالتهابية على المستوى الخلوي.

يمكن أن تُستنزف المعذيات زهيدة المقدار Micronutrients -كالبيتاكاروتين و الفيتامينات A و C و E - خلال الالتهاب. فكما أن المتقدرات (بيت الطاقة في الخلية) تنتج الطاقة فإنها تطلق الأكسجين التفاعلي ROS ضمن الخلية. وقد اقترح Sagan et al في دراسته بأن الفيتامين C الآتي من المنظومة الغذائية يمكن أن يدخل إلى المتقدرات ويقوم بحمايتها من الاذيات التأكسدية. تدعم هذه الفيتامينات الوظائف المناعية وتشترك في الحفاظ على التكامل البنيوي و الوظيفي للأنسجة الظهارية و المشعرات الفيزيولوجية و الاستقلابية المرتبطة بصحة الأنسجة الداعمة.

5-               مضادات الأكسدة و النخور السنية

ANTIOXIDANTS AND DENTAL CARIES        

من المعروف أن النخور السنية هي أحد أكثر المشاكل الفموية شيوعاً , كما أن الوقاية منها تعد من أهم الاستراتيجيات في العديد من البلدان. فهي تؤثر في جميع البشر دون اعتبار للجنس أو الطبقة الاجتماعية أو الاقتصادية أو العرق أو العمر. لكن هناك العديد من العوامل التي تؤثر فيها بعمق مثل الصحة الفموية و اللعاب.

قدمت مؤخرا العديد من البراهين على أن انعدام التوازن في مستويات الجذور الحرة و أصناف الأكسجين التفاعلي مع مضادات الأكسدة الموجودة في اللعاب يلعب دورا محورياً في بدء و تطور النخور السنية. لذلك فان تقييم هذه العوامل اللعابية التي تزيد من خطر الاصابة الفردية بالنخر السني من شأنه أن يمهد الطريق لإعطاء النصائح التي تعوض الفرد عن ما ينقصه منها و بشكل محدد.

تعتبر وظيفة منظومة البيروكسيداز اللعابي هي الاكثر أهمية و هي تشكل أحد أهم الأنظمة المضادة للأكسدة في اللعاب. يسيطر البيروكسيداز اللعابي على البكتريا الفموية التي تشكل اللويحة السنية - المخلة بتوازن البيئة المحيطة- التي تقود إلى حدوث النخور السنية. يحفز البيروكسيداز اللعابي عملية بيركسدة peroxidation شوارد الثيوسيانات SCN ليولد المنتجات المؤكسدة (اكثرها استقراراً OSCN) التي تثبط بدورها نمو و استقلاب العديد من المتعضيات الدقيقة و بذلك يكبح تشكل النخور أو على الأقل يبطء عملية تشكلها.

6-               مضادات الأكسدة و السرطانات الفموية

             ANTIOXIDANTS AND ORAL CANCER

تعد سرطانات الحفرة الفموية من بين أكثر عشر سرطانات تكراراً حول العالم , و تتواجد حتى 25% من جميع الخباثات في الحفرة الفموية . يعد التبغ هو السبب الراجح لهذا السرطان حيث ترتبط 48.2% من السرطانات عند الرجال و 20.5% عند النساء بالتبغ , و يتركز معظمها في الحفرة الفموية و البلعوم و الحنجرة و المري (74.7%) , في حين أن سرطانات الرئة تبلغ فقط 15%. تلعب مضادات الأكسدة دوراً في الوقاية الكيميائية من السرطان عن طريق كبح عملية التسرطن الفموي بعكسها للآفات قبيل السرطانية مثل الطلاوة الفموية.

تم التعرف على الأذى التأكسدي و دوره في العملية الامراضية للسرطان فقد تنشأ هذه الاذية من العادات الغذائية ونمط الحياة غير الصحية . يمكن لهذه العملية أن تؤدي إلى تخريب الـ DNA وهذه أحد الآليات الأساسية لإحداث السرطان . كما ان وجود مضادات اكسدة فعالة و كافية يعد أساسياً لتحييد الجذور الحرة . ولتقليل خطر الاصابة بسرطان الفم و البلعوم - وخاصة سرطان الخلايا الفموية- و يجب أن تعتمد الحمية الغذائية على انقاص استهلاك الحريرات بالدرجة الأولى و الدهون الاحادية المشبعة و اللحم الأحمر أو المعالج.

تشتمل المغذيات الزهيدة المقدار الهامة و التي تعمل كمضادات أكسدة على الفيتامين A و البيتا-كاروتين و الليكوبين lycopene و الفيتامين C و الفيتامين E (الفا- توكوفيرول) و الزنك و السيلينيوم . هناك أدلة هامة حول دور المواد الغذائية و بشكل خاص مضادات الأكسدة في الوقاية من السرطان. وقد اقترحت الدراسات بأن مضادات الأكسدة الآتية من المواد الغذائية تكبح تطور الخلايا السرطانية و تخربها من خلال عملية الموت المبرمج , وذلك عن طريق تحريض السيتوكينات السامة للخلايا cytotoxic cytokines و من خلال تأثيرها على التعبيرية المورثية ومنع تطور التوعية الدموية الضرورية لتغذية الورم أو من خلال تأثيرها على التمايز الخلوي. و قد بينت التقارير انخفاضا في التأثيرات العكسية للمعالجة الكيمياوية عند اعطائها بالتزامن مع مضادات الأكسدة.

تعد الريتينوئيدات Retinoids مشتقات طبيعية و اصطناعية للفيتامين A , و تنشأ الريتينوئيدات في الجسم من الـ retinyl esters و carotenoids اضافة إلى مادة retinal الآتية من الغذاء. تتواسط تأثيرات الريتينوئيدات من قبل مستقبلات حمض الريتينوئيد RARs و retinoid X receptors (RXRs). وحديثا وجد بأن الريتينوئيدات تشترك في تحريض الموت الخلوي في العديد من منظومات المزارع الخلوية المأخوذة من الأورام عبر التأثيرات الحاصلة على كلا المستقبلين.

يعتقد بأن التطور المستمر في مجال الأدوية التركيبية التي تزيد من مستقبلات RA و الأدوية التي ذات التأثير المستقل عن هذه المستقبلات سوف يكون له دور في المستقبل. كما يبدو بأن قدرتها على تحريض الموت الخلوي المبرمج في خلايا السرطان شائك الخلايا الفموي سوف يقود إلى معالجات حديثة قد تكون بدورها أقل سمية تجاه الخلايا الطبيعية نظراً إلى سبل تأثيرها المسيطر عليها فيزيولوجياً . و يفترض بأن هذه المعالجات الحديثة سوف تكون فعالة في علاج سوء التصنع البشروي ايضا.

عادة يكون مبدأ السيطرة على السرطان كامنا في الوقاية الكيميائية chemoprevention. . و بالإضافة إلى العوامل العلاجية الكيماوية و الوقائية الكيماوية لدينا عدد من المكونات الغذائية و العناصر الزهيدة يبدو بان لها قدرات معتبرة على تحريض عملية الموت الخلوي المبرمج. تتضمن هذه العوامل مكونات الشاي الأخضر مثل EGCG وغيرها و عدداً من المواد الكيميائية النباتية مثل الكاروتينوئيدات carotenoids (الليكوبين) و الريتينوئيدات.

يعد البيتا-كاروتين طليعة للفيتامين A وهو موجود في الخضراوات ذات اللون الأخضر الغامق و البرتقالي أو المصفر, كالسبانخ و الجزر و البطاطا الحلوة و المانغو و البابايا و البرتقال.

تتضمن التأثيرات الرئيسية للبيتا- كاروتين مايلي :

-         مضاد أكسدة و يساعد في التخلص من الجذور الحرة

-         التعديل المناعي , و وتحريض الزيادة في اعداد خلايا T-helper and NK اضافة إلى الخلايا التي تحمل مستقبلات IL-2.

-         كبح حدوث الطفرات

-         كبح نمو الخلايا السرطانية

يستخدم البيتا-كاروتين بشكل خاص لكنس الجذور الحرة في مناطق نقص تركيز الأكسجين. وقد بينت نتائج دراسة حديثة أن ثلث المرضى (15 من 4) الذين ياخذون 360 ملغ من â carotene خلال الاسبوع خلال 12 شهراً قد شفوا تماماً من الطلاوة الفموية.

يعد الليكوبين Lycopene من الكاروتينوئيدات البارزة في المصل و التي تشكل الصباغ الأحمر المضاد للأكسدة. وهو صباغ أحمر ذواب في الدسم يتواجد في بعض الفواكه و الخضراوات. وتشتمل المصادر الأولية لليكوبين على الطماطم و المشمش و البابايا وغيرها من الفواكه الصفراء. بالتحديد فالليكوبين و انواع الطعام الغنية الأخرى الغنية بالكاروتينوئيدات ترتبط عكسياً مع أورام الطرق الهضمية العلوية بمافيها السرطانات الفموية. لقد افترض بأن الليكوبين يقي من التنشؤات الورمية و تكون العصيدات عن طريق حماية الجزيئات الحيوية الرئيسية في الخلية, بما فيها الليبيدات و الليبوبروتينات و البروتينات و الـ DNA . يمتلك الليكوبين الصفات غير الشائعة للارتباط مع الأنواع الكيميائية التي تتفاعل مع الأكسجين , وبذلك يشكل العامل المضاد للأكسدة الأكثر فعالية.

7-               علاج الطلاوة الفموية باستخدام مضادات الأكسدة

REVERSAL OF ORAL LEUKOPLAKIA WITH ANTIOXIDANTS  

يعد علاج الآفات قبيل السرطانية كالطلاوة من الاستراتيجيات الهامة للوقاية من السرطان. وإن أي عامل يتم انتقاؤه من أجل التجارب في مجال الآفات قبيل السرطانية - الهدف النهائي له هو ان يطبق من اجل الوقاية من التسرطن - يجب أن تكون سميته منخفضة ويفضل أن لا يكون ساماً على الاطلاق , لأن العديد من المرضى الذين لا ترجح آفاتهم للتحول السرطاني سوف يتعرضون لهذه المادة. فاذا كان القصد هو تطوير عوامل ليستخدمها عامة الشعب لتقليل معدلات حدوث السرطان فإن مضاد الأكسدة هي المفضلة في هذا المجال مثل البيتا-كاروتين و الفيتامين E. أظهرت التجارب على الاشخاص الذين يمضغون التنبول و التبغ بأن أعطاء الفيتامين A يؤدي إلى شفاء الطلاوة.

يعد الريتينول التركيبي الشائع الاستخدام و حمض الريتونويك من المواد السامة حتى عند اعطائها بجرعات منخفضة جدا. لذلك يجب التأكيد على استخدام مضادات الأكسدة غير السامة نسبياً مثل البيتا-كاروتين و الفيتامين E. وقد أظهرت دراسة بأن تأثير الليكوبين على السرطان الفموي بالجرعات العالية (8 غ/اليوم) مفيدة لتحسين الصحة الفموية.

الخلاصة :

اتضح من خلال الابحاث بأن النظام الغذائي الذي تنخفض فيه الفيتامينات المضادة للأكسدة لايزيد فقط من خطر حدوث الأمراض اللثوية لكنه يؤثر على شدتها فضلاً عن أنه قد يكون أحد أسبابها. لذلك فقد يكون من الحكمة تحديد مدى قدرة مقاومة المضيف آخذين بعين الاعتبار حالة مضادات الأكسدة بالتزامن مع الاجراءات حول السنية المتبعة. قد تخفض الاستشارة الغذائية من الالتهاب و تعزز نتائج من نتائج معالجات الأنسجة الداعمة التقليدية .

ان مفتاح السيطرة على السرطانات يكمن في التشخيص و المعالجة المبكرين . وتفيد البيانات المتوفرة حول مضادات الأكسدة في تقليل نسبة حدوث السرطانات الفموية في مراحلها البدئية , كما أظهرت الدراسات السريرية الحديثة التأثيرات المفيدة لمضادات الأكسدة على الطلاوة الفموية , التي تعد من الآفات الفموية قبيل السرطانية النموذجية.

إذاً تساعد المنتجات الطبيعية كالفواكه و الخضراوات على الوقاية من السرطانات الفموية في المراحل المبكرة. ومستقبلا سوف تستعمل هذه المواد الغذائية على نطاق واسع كما ستلعب دوراً وقائياً هاماً من السرطانات عندما يتضح تأثيرها بشكل قطعي من خلال الدراسات السريرية الاستباقية , وعندما تُفهم آليات تأثيرها بشكل أوضح .         

    https://www.facebook.com/muraddentalcenter