بكداش: إخضاع وسائل الإعلام لإشراف رئيس المجلس مخالف للدستور فهي ليست تابعة لأحد ولا لوزارة الإعلام حتى
صاحبة الجلالة _ خاص
يتساءل كثيرون عن السبب المباشر لحجب الثقة عن رئيسة مجلس الشعب الدكتورة هدية عباس وما إذا كان موقفها السلبي تجاه وسائل الإعلام الخاصة وقيامها بإطلاق يد مدير مكتبها الصحفي ناجي عبيد بالتضييق على إعلاميي ومصوري صحيفة الوطن ومنع مراسلة الصحيفة من الدخول إلى المجلس هو السبب المباشر وراء عملية حجب الثقة.
وعلمت صاحبة الجلالة أن جلسات الاسبوع الماضي التي سبقت حجب الثقة كانت الأشد سخونة في تاريخ المجلس وخاصة لدى مناقشة المواد المتصلة بإعلام المجلس حيث شنت رئيسة مجلس الشعب هجوما غير مسبوق على وسائل الإعلام عموما معتبرة أن "من حقها كرئيسة للمجلس أن تمنع الصحافة من تغطية جلسات المجلس عندما تكون "غير أمينة" بنقل الحدث وتدخل في الجزئيات ولا تنقل الحقيقة".
وفي دليل /غير قابل للدحض ولا الانكار/ على كذب ادعاء مدير المكتب الصحفي بالمجلس ضمن رده على صحيفة الوطن ونفيه بشكل قاطع "منع أي صحفي من دخول مجلس الشعب" أقرت عباس أمام النواب أنها أمرت "منذ أيام بمنع بعض الصحافة من دخول المجلس".
سعي عباس لتقييد حرية الإعلام ومنعه من نقل حقيقة ما يحدث تحت قبة المجلس تجلى بوضوح من خلال تقديمها مقترحا بأن يتم النص صراحة في المادة /275/ من النظام الداخلي على أن "تغطي وسائل الإعلام الجلسات بإشراف من رئيس المجلس" مبينة أن عملية تنظيم دخول وسائل الإعلام للمجلس يجب أن يشرف عليها رئيس المجلس.
وتساءلت عباس : أين المشكلة في ذلك ؟ فرئاسة المجلس لن تصادر دور وسائل الإعلام أو تحدد ما الذي يتوجب عليها قوله ولكن عليها أن تكون أمينة!؟ مشيرة إلى أن الإعلاميين يريدون أن يكون باب المجلس مفتوحا أمامهم حتى يتناولوا ما يريدون.
هذا الهجوم غير المسبوق من قبل عباس ضد وسائل الإعلام قابله رد من النائب عمار بكداش الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الذي شدد على أن الجلسات يجب أن تكون علنية وفقا لما نص عليه النظام الداخلي للمجلس مخاطبا عباس : إن "خضوع وسائل الإعلام لإشرافك مخالف لدستور الجمهورية العربية السورية".
ودعا بكداش رئيسة المجلس إلى "عدم الوقوع في الخطأ" موضحا أن "وسائل إعلام المجلس تابعة لرئاسة المجلس أما وسائل الإعلام في الجمهورية العربية السورية فهي ليست تابعة لأحد ولا حتى لوزارة الإعلام التي هي طرف منظم لهذه الوسائل وهذا ضمن مبادئ الدستور".